يعتبر الالمام بالآثار الجانبية لادوية علاج الروماتيزم جزءاً اساسياً من الثقافة الطبية اجتماعياً، بالنظر الى الانتشار الواسع لامراض الروماتيزم من جهة، وكثرة الادوية المستعملة في علاجه من الجهة الآخرى. وثمة مركبات كيماوية ما زالت تحت الدرس وفي طور الابحاث والتجارب، وربما تتحول ادوية وتزيد من التعدد والارباك. وعلى رغم ان الروماتيزم من اكثر الامراض انتشاراً، يسود احساس لدى العاملين في مجال الصحة بان معلومات الجمهور بصدده ربما كانت اقل من المستوى المطلوب. وتصف كلمة الروماتيزم حالاً من الالتهاب في المفاصل والعضلات والعظام، يرافقها الالم. وبما ان السبب الذي يدفع المريض الى استشارة الطبيب هو الالم، فإن الوصفة الطبية تحتوي بالضرورة على دواء لتسكينه. ومن افضل المسكنات في هذا المجال الباراسيتامول PARACETAMOL. وقد نشرت أخيراً"الجمعية الاميركية للروماتيزم "AMERICAN COLLEGE OF RHEUMATOLOGY ورقة علمية تعتبره الخيار الاول في تسكين الالم عند مرضى الروماتيزم. ولا يثير الدواء اعراضاً جانبية ذات بال، اذا تناوله المريض بالجرعة المناسبة. وفي المقابل، يُنصح مرضى الكبد باجراء فحوصات دم دورية تحت اشراف الطبيب. عندما يظهر ان الباراسيتامول بمفرده غير كاف لتسكين الالم، يعمد الطبيب الى اضافة الادوية المضادة للروماتيزم مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، التي تشتهر باسمها المختصر"آن اس ايه آي دي"NSAID . وتخلو هذه الادوية من مادة الكورتيزون التي تسبب الكثير من المشكلات الصحية. وقد تسبب ادوية"آن اس ايه آي دي"الماً في المعدة نتيجة التهاب غشائها. وربما ساهمت تلك الادوية عينها في حدوث قرحة المعدة. وقد تمتد مضار هذه الادوية الى الكبد والكلى. ويجدر عدم الاكثار من هذه الادوية، وتناولها بحذر ولمدة محدودة. ويجب عدم تناول اكثر من نوع منها في وقت واحد، الا اذا رأى الطبيب المعالج ضرورة ذلك. وفي بعض انواع الروماتيزم، قد يلجأ بعض الاختصاصيين الى اعطاء دواء مثل أملاح الذهب. ولهذا الدواء تأثيرات جانبية على وظائف الكلى والدم، ما يفرض اجراء فحوص للدم والبول اسبوعياً، اضافة الى الاشراف الطبي اللصيق. ويستخدم بعض الاطباء دواء"صولفا سلاذين"، الذي يتسبب في طفح جلدي. وتشمل تأثيراته الجانبية الاخرى، الصداع وفقدان الشهية والغثيان والتقيؤ وفقر الدم وغيرها. وفي حالات قليلة جداً، تُستعمل الادوية المثبطة للمناعة، مثل"ميثوتريكسيت"، علاجاً لبعض الانواع الخاصة من الروماتيزم. وتعتبر من الادوية التي تحمل الكثير من المخاطر على صحة المريض. ولا تؤخذ الا في ظل اشراف طبي لصيق. وتعتبر من الادوية الشديدة السمية، وتأثيراتها الجانبية كثيرة. ودخلت الهندسة الوراثية وعلوم الجينات الى مجال الروماتيزم وعلاجه أخيراً. وما زالت نتائج ابحاثها في مراحلها التجريبية الاولى.