انتشر على مواقع التواصل بعض المقاطع التي تقلل من ضرر استعمال بعض المسكنات على شكل تحاميل أو دهانات خارجية؛ لذا نرى أن من واجبنا توضيح الصورة حول الأدوية المسكنة. هناك كثير من أنواع المسكنات، التي يمكن الحصول عليها سواء بوصفة طبية أو بغير إشراف الطبيب والصيدلي، ومن أكثرها انتشارا الباراسيتامول ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية. كل هذه المسكنات لها فاعلية في تخفيف الألم، لكنها تعمل بشكل أفضل عند اختيارها وفق نوعية الألم، كما أن لها أعراضا جانبية مختلفة، ومحاذير يجب اتخاذها، خاصة فيما يتعلق بأمراض الكلى والقلب والمعدة. الباراسيتامول (الأسيتامينوفين): أكثر المسكنات استخداما لتخفيف الألم والحرارة، وأيضا له خواص مضادة للالتهاب، ولكنها ضعيفة جدا إذا ما قورنت بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ويمتلك فعالية في حالات الألم الحاد والمزمن، ويعتبر الباراسيتامول أكثر المسكنات أمانا عند استخدامه لمرضى الكلى والقلب، لكن يجب استخدامه بحذر؛ لأن الجرعات المفرطة منه لها أخطار بالغة على الكبد، إضافة إلى ذلك أظهرت بعض الدراسات تأثيرات سلبية في الكلى عند استخدامه بجرعات عالية فترات طويلة من الزمن، لذلك فلو كنت تعاني مشكلات في الكلى، فينصح باستخدامه حسب إرشادات الطبيب والصيدلي. في حين أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية هي مجموعة من الأدوية التي تستخدم لتخفيف الألم والالتهاب، وهي شائعة الاستخدام، وتوجد بعدة أشكال صيدلانية مثل الأقراص والكبسولات والحقن الوريدية أو العضلية والحقن والتحاميل والكريمات أو المراهم، التي يمكن استخدامها بوصفة طبية أو من دونها وفق إرشادات الطبيب والصيدلي، وأكثرها شيوعا الإيبوبروفين، الدايكلوفيناك، النابروكسين والأسبرين، وعلى الرغم من أنها أكثر فاعلية من الباراسيتامول كمضاد للالتهابات إلا أن تأثيراتها السلبية في أجهزة الجسم تكون أكبر، لذلك لا ينصح باستخدام هذا النوع من المسكنات لمرضى الكلى أو ضغط الدم المرتفع باستثناء جرعات صغيرة من الأسبرين، الذي يستخدم عادةً كمانع للتجلط وللحماية من الأزمات القلبية. إن استخدام هذا النوع من المسكنات فترة طويلة وبجرعات عالية سيكون له بالغ الأثر في وظائف الكلى، ويكون ذلك بشكل أكبر في الأشخاص المصابين مسبقاً بقصور في عمل الكلى مقارنة بالأشخاص الطبيعيين، ولكن ينبغي توخي الحذر عند استخدامها واستشارة الطبيب أو الصيدلي دائماً، وتختلف التأثيرات الجانبية لهذه المسكنات بحسب الشكل الصيدلاني المستخدم لذلك، فإن الاستخدام الموضعي لتلك المسكنات في صورة مرهم أو كريم يكون مفضلاً عن الأقراص أو الحقن أو حتى التحاميل؛ لأن امتصاصها في الدم يكون في أقل تراكيزه، وبالتالي تقل أعراضها الجانبية على الجسم، بينما تبقى ذات فعالية في حالة الالتهابات الموضعية وآلام العضلات. لكن على الرغم من كونها ذات مستويات أقل في الدم عن طرق الاستخدامات الأخرى، إلا أنه يجب أخد الحيطة، فالاستخدام الموضعي لتلك المسكنات فترات طويلة وبجرعات عالية ما زال بإمكانه التسبب في أضرار على أجهزة الجسم وبخاصة الكلى نتيجة امتصاص الدواء عن طريق الجلد وتراكمه في الجسم على المدى البعيد، وذلك حسبما أكدته عدة تقارير نشرت في عدة مجلات علمية لمرضى أصيبوا بفشل كلوي حاد نتيجة الإفراط في الاستخدام الموضعي لمضادات الالتهاب اللاستيرودية. أما التحاميل فلها تقريباً التأثيرات الضارة نفسها التي قد تسببها الحبوب أو الحقن، ففي إحدى الدراسات بينما كان معدل امتصاص الأسبرين الذي تم تناوله عن طريق الفم 100% تفاوتت نسبة امتصاصه في الدم عند تناوله بشكل تحاميل من 65 إلى 94 في المئة، وبالتالي يكون لها الآثار السلبية نفسها في الكلى والقلب. على الرغم من الفائدة التي نحصل عليها من تلك الأدوية، إلا أنها ليست خالية تماماً من الأخطار، ويجب استخدامها بعناية وحرص، ويمكننا أن نتبع بعض النصائح للاستخدام الأمثل للأدوية المسكنة، أهمها استخدام المسكنات بجرعات غير عالية ولفترة قصيرة من الزمن، ودائماً يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل استخدام أي مسكن؛ لأن الألم لا يكون مرضاً في حد ذاته وإنما هو إشارة لوجود مرض ما، وإذا كان المريض يعاني بالفعل مشكلات في الكلى أو القلب، فلا بد من استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول أي مسكن، وبخاصة مضادات الالتهاب غير السترويدية، واستخدام المسكنات فقط تحت إشراف الطبيب في حالة وجود أمراض القلب والمعدة وأمراض الكبد، وإذا كان العمر أكثر من 65 سنة. ومن أهم النصائح أنه عند زيارة الطبيب على المريض إخباره بكل الأدوية التي يتناولها، بما في ذلك المسكنات والأدوية التي حصل عليها من دون وصفة طبية طبية، ودائما يجب اتباع الإرشادات الموجودة داخل علبة الدواء وعدم تناول أي مسكن أكثر من عشرة أيام للألم وثلاثة أيام في حالة الحرارة، والقيام فوراً بزيارة الطبيب لتشخيص المرض الأساسي، كذلك من النصائح المهمة تناول كميات أكبر من الماء أثناء فترة العلاج ستة إلى ثمانية أكواب من الماء يومياً، وعدم تناول أي دواء أعطي لك من صديق أو قريب من دون معرفة كل التفاصيل عنه وبعد استشارة الطبيب أو الصيدلي. لذلك نتمنى أن يستفيد القارئ من هذه المعلومات، وألا يعتمد كثيراً على ما يتم تناقله في الإعلام حول تناول بعض الأدوية خصوصاً المسكنات. قطاع الرعاية الصيدلية Your browser does not support the video tag.