وضعت الحكومة السعودية خطة طوارئ لمواجهة فيروس انفلونزا الطيور، وأوصى وزير الصحة الدكتور حمد المانع باستيراد كميات كافية من عقار"تاميفلو"المستخدم في علاج من يصاب بالفيروس من البشر. وحذر د. عادل العثمان استشاري الأمراض الوبائية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، من تسرب الفيروس إلى البلاد عبر مسافرين قادمين من دول شرق آسيا. ونفى احتمال انتقاله عن طريق الدجاج المبرد أو المطبوخ. وأوضح الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة السعودي إن خطة الطوارئ تشمل ايضاً الكشف على الطيور المهاجرة، وحظر الاستيراد من الدول التي ظهرت فيها إصابات، واجراء مسح دوري لمزارع الدواجن في أنحاء المملكة كافة. وبيّن انه المزارع التي قد يثبت اصابتها بالمرض ستعزل طبياً وستقيّد حركة البشر فيها، وفي دائرة حولها، في أضيق نطاق ممكن، اضافة الى إعدام القطعان المصابة والمخالطة له. وشدد على ان الهدف من الاجراءات يتمثل في الوصول الى اقصى درجة ممكنة من التحكم بانتشار الفيروس. وأوضح أن الوزارة أصدرت تعميماً على الإدارات العامة لشؤون الزراعة وفروعها في مناطق السعودية كافة بتكثيف عمليات مراقبة مزارع الدواجن، وكذلك رفع تقارير دورية عن الاوضاع الصحية فيها، إلى جانب التأكيد على ضرورة تطبيق الاجراءات الوقائية كافة. و أوضح خالد مرغلاني، الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة، أن خطة الطوارئ، تتضمن اجراءات وقائية عدة لمنع دخول الفيروس الى البلاد، اضافة الى خطط لاحتواء الوباء، في حال حدوثه، من ضمنها مراقبة مسار انتشار الفيروس، والتبليغ عن أي مصاب، وكذلك علاج المصابين بالادوية المُناسبة. وعُلمَ أن الخطة تتعامل ايضاً مع احتمال اطلاق حملة لتلقيح العاملين في مزارع الطيور ومشاريع إنتاج الدواجن، وكذلك العاملين في المختبرات الذين يتعاملون مباشرة مع العينات، وكبار السن فوق 65 سنة، والذين يعانون من أمراض مزمنة كأمراض القلب والسكر والمصابين بالايدز وغيرها من الحالات التي ترتبط بحدوث وهن في مناعة الجسم. وأشار مرغلاني إلى تشكيل لجنة مشتركة من وزارات الصحة، والزراعة، والشؤون البلدية والقروية والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية، لتنسيق الإجراءات الكفيلة بعدم دخول المرض إلى السعودية. وأكد أنه في حال حدوث الوباء قبل موسم الحج، ستعطى عقاقير لوقاية العاملين في حقل الصحة في العاصمة والمشاعر المقدسة، والعاملين في مراكز المراقبة الصحية في المنافذ الحدودية ومؤسسات الطوافة وخدمات الحجاج وفي إدارات الحرمين الشريفين. وأوضح إنه في حال اتساع الوباء، فسيُعطي العقار للعاملين الصحيين في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة في السعودية، والعاملين في الهلال الأحمر السعودي والشرطة والمرور وحرس الحدود والدفاع المدني والمطارات والنقل الجماعي والقطارات والسفن والقوات المسلحة والحرس الوطني. وأشار الى أن الجرعة الوقائية هي 75 ملليغرام تعطى عن طريق الفم مرة واحدة يومياً ولمدة أسبوع. وأوضح ان خطة الوزارة تشمل، ضمن الاجراءات الوقائية أيضاً، اجراءات التدخل غير العلاجي للحد من انتشار المرض في حال حدوثه. وتشمل تلك الاجراءات إغلاق المدارس، والحدّ من التجمعات الكبيرة في الأماكن الضيقة وتقليل التحركات والسفر، إضافة إلى الحجر الصحي لمخالطي الحالات لمدة 7 أيام. وأشار مرغلاني إلى أن الوزارة جهزت المختبر المركزي في الرياض والمختبر الإقليمي في جدة لفحص العينات فيهما عند الاشتباه بأي حالة. وبيُن ان كادرات المختبرين درّبوا على تلك الامور، بالتنسيق مع"المكتب الإقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية". وفي سياق مُشابه، أكد الدكتور يعقوب المزروع وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي ان المملكة شددت من اجراءاتها الاحترازية على المنافذ البرية والجوية والبحرية لكشف أي مرض معد او خطير والحيلولة دون انتقاله إلى السعودية. واستبعد احتمال تسرب فيروس انفلونزا الطيور. واشار إلى أن وزارة الصحة لم تسجل إصابات بالمرض. وقد اتخذت الاحتياطات اللازمة كافة للتأكد من عدم استيراد الطيور من الدول الموبوءة بالمرض.