استعداداً لمواجهة مرض انفلونزا الطيور قامت الجهات المسؤولة بالمملكة العربية السعودية مؤخراً باتخاذ إجراءات تأمين العقار اللازم لمكافحة هذا المرض وقائياً وعلاجياً حيث تم شراء الكميات اللازمة من عقار (التاميفلو) العلاج الرئيسي والوقائي في نفس الوقت المتوفر عالمياً لمواجهة فيروس أنفلونزا الطيور القاتل (H5N1) وذلك تماشياً مع الإجراءات الطبية المنظمة للتعامل مع هذا المرض وما أوصت به منظمة الصحة العالمية. وتأتي هذه الخطوة ضمن الخطة الوطنية لمواجهة هذا المرض والتي تركز بشكل كبير على كل من الخطوات والإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من وفادة هذا المرض والعلاجية الكفيلة بمعالجة أي حالات قد تحدث لا قدر الله وعدم انتشاره. حيث تهدف الخطة إلى حماية المملكة من وفادة أنفلونزا الطيور من خلال تشديد الإجراءات الوقائية لمنع دخول الفيروس للمملكة وعدم حدوث حالات مرضية بشرية واحتواء أو تأخير انتشار المرضى وتقليل حالات امراضه والوفيات والاضطراب الاجتماعي. وعلى الصعيد المحلي فقد تم تشكيل لجنة من وزارات الصحة والزراعة والشؤون البلدية والقروية والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية للتنسيق بشكل مستمر في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم وفادة المرض إلى المملكة الخطة الوطنية لوزارة الصحة تتضمن متابعة المستجدات الوبائية للمرض عالمياً من خلال مواقع منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض بالولايات المتحدةالأمريكية إضافة إلى أخذ أي احتياطات وبائية لازمة ومراقبة الأمراض في الإنسان والتبليغ عنه وتشخيصه إضافة إلى علاج المصابين بالمضادات الحيوية واسعة الطيف وكذلك مضادات الفيروسات التي تستخدم في وقاية الأشخاص المعرضين واتخاذ الإجراءات اللازمة نحو المخالطين. وقد تم تجهيز وإعداد المختبر المركزي بالرياض والمختبر الإقليمي بجدة لفحص العينات فيها في حالة حدوث حالات اشتباه لا سمح الله وتم تدريب مختصين من هذين المختبرين في مختبرات (نمرو 3) وبالتنسيق مع المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية. ويجري الآن توفير عقار (التاميلفو) الذي يستخدم للوقاية في بداية التفشي الوبائي - لا سمح الله - وعندما لا يكون التطعيم الجماعي خياراً صالحاً ولحماية الفئات ذات الأولوية حيث يعطى للمخالطين المباشرين لشخص مصاب وكذلك الفئات الأكثر عرضة للمرض مثل العاملين بمزارع الطيور ومشاريع وإنتاج تربية الدواجن والعاملون بالمختبرات الذين يتعاملون مباشرة مع العينات وكبار السن (فوق 65 سنة) والذين يعانون من أمراض مزمنة كأمراض القلب والسكر وكافة حالات تثبيط المناعة ومنهم مرضى الإيدز وزراعة الأعضاء. وفي حالة حدوث الوباء قبل موسم الحج - لا سمح الله - فسيتم إعطاء العقار للعاملين الصحيين في جميع المستشفيات والمراكز الصحية بالعاصمة المقدسة والمشاعر والعاملين في كل من مراكز المراقبة الصحية بالمنافذ والعاملين في مؤسسات الطوافة وخدمات الحجاج والمنافذ من منسوبي الجهات الحكومية والعاملين في إدارات الحرمين الشريفين كما سيتم في حالة اتساع الوباء لا قدر الله إضافة العاملين الصحيين في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة بالمملكة والعاملين في الهلال الأحمر السعودي والشرطة والمرور وحرس الحدود والدفاع المدني والمطارات والنقل الجماعي والقطارات والسفن والقوات المسلحة والحرس الوطني مبيناً أن الجرعة الوقائية هي (75) ميلجرام بالفم مرة يومياً لمدة أسبوع على الأقل وأوضح أن خطة الوزارة تشمل ضمن الإجراءات الوقائية التدخل غير العلاجي للحد من انتشار المرض في حال حدوثه لا قدر الله ومنها إغلاق المدارس والحد من التجمعات الكبيرة في الأماكن الضيقة وتقليل التحركات والسفر بالإضافة إلى الحجر الصحي لمخالطي الحالات لمدة (7) أيام. الجدير بالذكر أن المرض أساساً يصيب الطيور والدواجن وينتقل إلى الإنسان عن طريق الاحتكاك المباشر وغير المباشر مع الطيور المصابة مما يؤكد أن المكافحة والوقاية من المرض تعتمد أساساً على الوقاية منه في الطيور والدواجن وأنه لم يثبت حتى الآن انتقال المرض من إنسان إلى آخر وتشمل أعراض الإصابة بالفيروس ارتفاع درجة الحرارة وآلام في الحلق وسعال وصعوبة شديدة في التنفس نتيجة حدوث التهاب فيروسي في الرئة وقد تحدث مظاهر هضمية كالقيء والإسهال وتستمر عادة لمدة (3 إلى 7) أيام وربما تؤدي إلى إصابة مميتة.