سميحة أيوب فنانة قديرة من زمن الفن الجميل وممثلة مسرح من الطراز الاول. عاصرت منذ بدايتها اكثر من جيل من العظماء، قامت ببطولة اكثر من 150 مسرحية وقدمت أعمالاً لكبار الكتاب في مصر والعالم العربي ووقفت على خشبة معظم المسارح العربية منها في مصر وسورية والعراق والأردن وتونس والجزائر والمغرب والسودان، ولم يتوقف إبداعها عند هذا الحد بل قامت بإخراج أكثر من عمل مسرحي، وعينت مديرة للمسرح الحديث ثم مديرة للمسرح القومي حتى عام 1988. عن أعمالها الحالية ودورها في مسرحية"قريب وغريب". وعن اسباب ابتعادها عن السينما ورأيها في الأجيال الجديدة كان ل"الحياة"معها الحوار التالي: ما أسباب موافقتك على المشاركة في مسرحية"قريب وغريب"؟ - قرأت سيناريو المسرحية ووجدته على درجة من الرقي والاحترام. يتحدث العمل في شكل رومانسي عن اختفاء الحب والحنان من قلوب أقرب الناس إليك، فيما يغمرك أشخاص غرباء عنك بكل العواطف التي تحتاجها. في القصة، دعوة إلى الحب والرومانسية. هل اختلف جمهور المسرح حالياً عن جمهور الستينات والسبعينات؟ - الجمهور يتغير بحسب التغيرات السياسية والاقتصادية التي يشهدها البلد، ولكل عصر تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة، تسهم في تغيير ذوق الجمهور وإحساسه. وكيف تنظرين إلى المسرح ودوره اليوم؟ - يعيش المسرح حالياً في حال يقظة وتقدم. فهو بدأ يدخل مرحلة انتعاش بعد أن كان ملوثاً بالعري. لكن المشهد تبدّل أخيراً، وها هو يصحو من كبوته. هناك ازدهار لمسرح القطاع العام وعودة الجمهور إليه وازدحام مقاعده بعد أن كانت الستارة ترفع على عدد قليل من المتفرجين. باختصار، أنا متفائلة بالنسبة الى حال المسرح حالياً. لكن بعضهم ينتقد بشدّة ابتعاد المسرح عن القضايا السياسية التي نعيشها مثل قضية الشعب العراقي والقضية الفلسطينية؟ - المسرح بريء من ذلك لأن مسرح الدولة هو لسان حال التعبير عن مشكلات الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. المؤلفون هم السبب ويعود إليهم فقط عدم تناول القضايا المعاصرة. ارتبط نجاحك مرّات كثيرة بزوجك المؤلف الراحل سعد الدين وهبة، وحققت نجاحاً فاق الأعمال التي تعاونت فيها مع مؤلفين آخرين، ما تعليقك؟ - قابلت سعد الدين وهبة وأنا فنانة مشهورة لي اسمي وتاريخي الفني وأدواري التي يتفاعل معها الجمهور. صحيح أن أعمال سعد الدين وهبة تعتبر إضافة اليّ وقد وجدت نفسي فيها ولكنني قدمت تجارب مسرحية لمؤلفين آخرين ولاقت نجاحاً كبيراً أيضاً. إذا وددت اليوم توجيه كلمة لسعد الدين وهبة، ماذا تقولين؟ - اشتقت اليك كثيراً وما زالت كلماتك في أذني ولم أحب أحداً غيرك. خضت تجربة الإخراج المسرحي، لماذا لم تستمري فيها؟ - أخرجت ثلاثة عروض لمسرح الدولة ومسرحيتين لمسرح التلفزيون. لكن الممثلة عندي تغلبت على المخرجة، وسأقوم بإخراج عمل مسرحي نسائي قريباً. فالمسرح يحتاج إلى مخرجة عكس الفيديو كليب والسينما. توليت إدارة المسرح القومي ما يقارب الخمسة عشر عاماً، هل تشعرين بأن مشكلات المسرح تغيرت عن قبل؟ - اعتقد أن المشكلات اختلفت كثيراً عن الفترة التي كنت فيها مديرة المسرح القومي. حينها كانت المشكلة الأساسية هي الموازنة والدعاية، أما الآن فأصبحت الدولة توفر الموازنة للمسرح والدعاية اللازمة، غير أن المشكلة الحقيقة كامنة في النصوص والممثلين. ذكرت في اكثر من حوار علاقتك الوطيدة بخشبة المسرح وارتباطك بها؟ - عندما اقف على خشبة المسرح اشعر بأنني السيدة، وانني ملك هذا العالم واشعر بسعادة طاغية. وتصفيق الجمهور لي يجعلني أدرك شعوراً غريباً بالسعادة، خصوصاً إنني اعتدت على تصفيق الجمهور. ما هي أهم محطات مشوارك الفني؟ - المحطات الفنية كثيرة أهمها مسرحية"السبنسة"ومسرحية"سكة السلامة"ومسرحية"كوبري الناموس"و"رابعة العدوية"و"الفتى مهران"، و"الزير سالم"و"انطونيو وكليوباترا"، و"الإنسان الطيب". مثلت اعمالاً من الادب العالمي واعمالاً مصرية، أي منها الأقرب اليك؟ - كل أعمالي قريبة مني لأنها تتناول العلاقات الإنسانية سواء كانت محلية ام عالمية. اشتركت في اكثر من خمسين فيلماً سينمائياً، وعلى رغم ذلك ابتعدت عن السينما، فما الأسباب؟ - لو كنت استمررت في السينما لما أصبحت سيدة المسرح العربي، والمسرح يحتاج إلى تفرغ عكس السينما، إضافة إلى أن السينما الحالية لم تعد تتناسب مع تاريخي الفني الطويل ولا أستطيع أن أضع اسمي في عمل سينمائي لا اعرف نتيجته وقد يسيء لتاريخي. ما رأيك في الأجيال الجديدة، وما سبب تبنيك للفنانة الشابة رانيا محمود ياسين في معظم أعمالك المسرحية؟ - رانيا محمود ياسين فنانة محترمة وملتزمة وهي بالفعل موهوبة وتحترم فنها ونفسها. وأنا متأكدة من أنها ستصبح فنانة جماهيرية كبيرة في المستقبل. وبالنسبة إلى فناني الأجيال الجديدة، أحاول مساعدتهم بخبرتي ومجهودي وأمد لهم يد العون حتى يكتسبوا الخبرة. ونحن دائماً، وفي أي عمل، نكمل بعضنا بعضاً لأن النص المسرحي يحتوي على كل المراحل العمرية المختلفة التي تشمل القديم والجديد وبينهم، موهوبون فعلاً. تردد في الفترة الأخيرة وجود خلاف بينك وبين الفنانة سميرة أحمد ما حقيقة هذه الإشاعات؟ - ليس صحيحًا ما يقال عن وجود خلاف بيننا فنحن صديقتان. ويجوز أن بعضهم ردد هذا الكلام لأنني لم اشترك في مسلسلها الجديد الذي يعرض حالياً من إخراج هيثم حقي. هل تعتبر سميحة أيوب أنها حصلت على حقها من التكريم؟ - نعم، حصلت على ثلاثة اوسمة احدها من الرئيس جمال عبدالناصر وآخر من الرئيس حافظ الأسد ووسام من فرنسا وكرّمت في مصر. ما النصيحة التي تقدمها سميحة أيوب للشباب الجدد؟ - انصحهم بالالتزام بالمواعيد والابتعاد عن الغرور والتعالي والتكبر، والالتزام بالنص وعدم تعجل الشهرة التي ستأتي مع الأيام وعدم قبول أي دور من أجل المال والكسب السريع. ماذا عن مشاريعك المقبلة؟ - أنا في فترة راحة واستجمام لمتابعة الأعمال الدرامية في رمضان. كيف تقضين وقت فراغك؟ - في القراءة والموسيقى والشعر واعمال المنزل كما انني اجيد طهو كل أنواع المأكولات الشامية والمصرية. وماذا عن أمنياتك؟ - الصحة والستر وان يزدهر المسرح العربي بجمهوره وينهض ثانية