أقرت الحكومتان المغربية والاسبانية خطة أمنية جديدة للتصدي الى تنامي الهجرة غير الشرعية نحو مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين شمال المغرب. وقالت مصادر رسمية إن رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ونظيره المغربي ادريس جطو أقرا في قمتهما في اشبيلية الخطة التي تطاول حشد 120 عسكرياً ضمن أربع فرق اسبانية على حدود المدينتين بدءاً من أول من أمس. وقالت ماريا تيريزا فيرنانديز، نائبة رئيس الوزراء الاسباني، إن هذه الحشود ستكون تحت قيادة الحرس المدني وتتولى مهمات رقابة الحدود. وكشفت أن مقتل خمسة اشخاص يتحدرون من اصول افريقية أثناء محاولة اقتحام السياج الأمني حول سبتة فجر الخميس، نتج عن محاولات ثنيهم على ذلك. وأعربت عن أسف حكومتها لمقتل الأفارقة، وتمنت للجرحى الشفاء. وقالت إن تحقيقاً فتح حول الحادث. وقال رويترز وزير الداخلية الاسباني خوسيه انطونيو الونسو في مؤتمر صحافي أمس ان اثنين من بين الخمسة الذين قتلوا عندما اقتحم مئات المهاجرين اسيجة الاسلاك الشائكة التي تفصل بين المغرب وجيب سبتة، سقطا بأعيرة نارية. واضاف:"اصيب واحد برصاصة ... في الجانب واصيب الآخر برصاصة في المؤخرة". وعثر على جثتي المهاجرين الاثنين داخل سبتة بعدما تسلقا السياج صباح الخميس. وقال مسؤولون اسبان ان ثلاثة مهاجرين اخرين قتلوا على الجانب المغربي رغم ان الونسو لم يعلق على الطريقة التي قتلوا بها ولم يحدد الجانب الذي اطلق النار لكنه قال ان تحقيقا يجري. ونقلت وسائل الاعلام الاسبانية عن تقرير للشرطة الاسبانية قوله ان قوات الامن المغربية هي التي فتحت النار، فيما قال التلفزيون المغربي ان الأعيرة النارية اطلقت من الجانب الاسباني. وذكرت تقارير ميدانية أن نحو 500 مهاجر يتحدرون من اصول افريقية تجمعوا حوالي الساعة الأولى والنصف ليل الخميس، وتوجهوا الى منطقة"وادي الضويات"بعدما قطعوا مسافة لا تقل عن 13 كلم مشياً. وحاولت قوات مغربية منعهم من ذلك غير أنهم تصدوا لها. وتفرقوا الى مجموعتين، احداهما سلكت معبر"سربيسا"والأخرى معبر"الضويات". وبدأوا في تسلق سلالم عبر استخدام الحبال. وقالت ان قوات الحرس المدني اطلقت عليهم الرصاص المطاط ما أدى الى مقتل اثنين وهما معلقان على"سياج الموت"، كما أصيب أكثر من أربعين مهاجراً بجروح متفاوتة الخطورة ونقلوا الى مستشفيات في سبتة وتطوان. الى ذلك، شنت قوات مغربية مدعومة بطائرات مروحية حملات دهم في الغابات المجاورة لمدينة سبتةالمحتلة، اسفرت عن اعتقال 150 مهاجراً يتحدرون في غالبيتهم من ماليوالسنغالوالكونغووغينيا بيساو. وأفاد بعضهم انهم تسللوا الى المغرب عبر الحدود الشرقية مع الجزائر، وتوجهوا من وجدة الى مليلية سيراً، في حين قال آخرون إنهم دفعوا ثمن ترحيلهم الى اسبانيا لشبكات مختصة في الهجرة. وجاء في تحريات أمنية أن أعداداً من أولئك المهاجرين مكثوا في الغابات المجاورة شهوراً عدة، ونفذت منهم أموالهم وكانوا يعيشون على صدقات القرويين في الأرياف هناك، وكانوا يصطادون بعض الطيور والجرذان حين يشتد بهم الجوع. وعززت قوات الأمن وجودها في المنطقة بأكثر من 500 فرد مدعومين بالمروحيات وقوات الدرك لإحكام الرقابة على السياج الأمني الذي يمتد كيلومترات عدة. وقامت السلطات المغربية باعتقال وترحيل أكثر من خمسة آلاف مهاجر من بلدان افريقيا جنوب الصحراء خلال العام الجاري. وأحرقت عشرات القوارب الصغيرة التي كانت تستخدم في الهجرة. وأفادت وكالة"فرانس برس"أمس ان قوات الامن المغربية اعتقلت نحو 320 شخصاً كانوا يستعدون للهجرة غير الشرعية وذلك في عمليات تمشيط الخميس والجمعة في المناطق المجاورة لجيبي سبتة ومليلية. وتحدثت وكالة الانباء المغربية أمس عن اعتقال 256 مهاجراً غير شرعي الخميس معظمهم من جنوب الصحراء في ناضور الشمال الشرقي قرب مليلية. وقالت انهم 130 شخصاً من مالي و47 من السنغال و28 من غينيا و17 من ساحل العاج وعشرة من بوركينا فاسو وتسعة من الكونغو وستة من الكاميرون وثلاثة من توغو وسودانيان واثنان من سيراليون ونيجيري واحد وآخر من بنغلاديش. ووفق الوكالة المغربية، فان الحدود بين المغرب و"جيب مليلية المحتل"شهدت ليل الاثنين الثلثاء"اكبر تدفق للمهاجرين منذ بداية السنة".