لم يقدم رئيس حزب الوفد المصري المعارض والمرشح الى الرئاسة الدكتور نعمان جمعة ما يروي ظمأ"الإخوان المسلمين"في مصر، فخرج من اجتماع مع قيادتهم امس عطشاناً ولم ينل تأييدهم في الانتخابات المقررة الاربعاء المقبل. احتفى قادة"الاخوان"بجمعة وأفاضوا عليه بكرم الضيافة، ورحب به مرشدهم السيد محمد مهدي عاكف الذي جهز له لقاءً مغلقاً مع اعضاء مكتب الارشاد. وعلمت"الحياة"أن جمعة طرح، خلال اللقاء، وجهة نظره في شأن التعاطي مع الجماعة والتي تقوم على رفض قيام احزاب دينية والترحيب بوجودها على هيئة"جمعية"، لافتاً الى أنه لم يعلن ابداً رفضه قيام حزب ل"لإخوان"، لكن على أساس مدني وليس دينيا. وأشار إلى أن أدبيات حزب الوفد تمنع استخدام كلمة"المحظورة"لدى الاشارة الى الجماعة، وأنه"لم يمتنع يوماً عن انتقاد الحملات الامنية التي تستهدف قادتها". لم يرض هذا الموقف"الإخوان"الذين حصلوا من المرشح الرئاسي رئيس حزب"الغد"الدكتور أيمن نور، عندما زارهم في وقت سابق، على موافقة صريحة منه على قيام حزب لهم. فلم يمنحوا جمعة تأييداً صريحاً وكرروا موقفهم من الانتخابات والذي يقوم على المشاركة فيها من دون توجيه الاعضاء بتأييد مرشح معين. وقال جمعة للصحافيين بعد اللقاء:"أنا لا أستطيع أن أقول انني أعترف أو لا أعترف. الاخوان المسلمون حقيقة قائمة وموجودة ومحترمة وكيان له قدره واحترامه... هذا موضوع نقرره في حوار وطني على مستوى مصر وليس أنا الذي أقرره. لانه مهما يكن دور الفرد فهو لا يستطيع أن يقرر للأمة". وأضاف:"قد نتفق مع الاخوان أو نختلف، لكن الصلة والاحترام قائم ومستمر... نحن نرفض التعامل معهم أمنيا ونرفض دخولهم الى المعتقلات ونرفض محاكمتهم أمام المحاكم العسكرية ونرفض اضطهادهم أمنيا. من يريد أن يتعامل مع الاخوان يتعامل معهم سياسيا". وانتقد الأحكام والقوانين العرفية التي تحكم مصر منذ زمن، معتبرا"أن هذه القوانين لم تمنع الإرهاب، وأن عشرات المؤتمرات الجماهيرية التي نظمتها الأحزاب في محافظات مصر لم تسجل خروجا على الأمن، بل إن الأمن بالفعل مستتب". وسئل عاكف عن زيارة بعض مرشحي الرئاسة لمكتب المرشد العام وما إذا كان على الرئيس مبارك أن يحذو حذوهم فأجاب:"من حق كل مرشح أن يقدم برنامجه للشعب والقوى السياسية الموجودة على الساحة، وكان يجب على الرئيس مبارك أن يأتي إلينا ليعرض برنامجه، فنحن نرحب به".