أرجأ مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك محادثاته أمس مع مسؤولي المتمردين في جنوب البلاد في انتظار لقائه زعيمهم الدكتور جون قرنق للتفاوض معه في شأن نشر قوة دولية كبيرة تقدر بنحو عشرة آلاف جندي في جنوب السودان وشرقه ووسطه بحلول آب أغسطس المقبل لمراقبة تنفيذ اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"قبل أيام في نيروبي. وكان برونك أعرب خلال زيارته أول من أمس مدينة رومبيك، مقر قيادة"الحركة الشعبية"، عن أمله بأن تبدأ تلك القوات في الوصول في آذار مارس المقبل ما ان يُقر مجلس الأمن مهمتها. وأضاف:"سنقترح نشر قوة من تسعة آلاف جندي، إضافة إلى مراقبين عسكريين، في مختلف أنحاء جنوب السودان بجانب منطقتي جبال النوبة وجنوب النيل الازرق وشرق البلاد". وقال إن ضمان السلم وتطوير الجنوب يمثلان تحدياً ضخماً. ونقلت وكالة"أسوشيتد برس"من رومبيك ان برونك غادرها الى أثيوبيا بعد الظهر بعدما لم يظهر أي أثر لقرنق الذي كان من المفترض ان يصل الى مقر قيادته أمس. وذكرت ان المسؤول الدولي سيبحث مع مسؤولي الاتحاد الافريقي في اديس ابابا في قضية نشر القوات الدولية في السودان. الى ذلك، حذّر الاتحاد الافريقي من فشل مهمته في دارفور بسبب ما أسماه الافتقار الى التسهيلات. وقال نائب قائد القوات الافريقية كبير المراقبين العسكريين في الاقليم الجنرال جون بوسكو كازور ان نجاح مهمة البعثة يرتبط بتوفير التسهيلات والامكانات اللازمة لكل القطاعات، خصوصاً قطاع زالنجي في غرب دارفور. وعلى صعيد متصل اعتبرت الناطقة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى السودان راضية عاشوري توقف المواجهات العسكرية بين الحكومة ومتمردي دارفور خلال الفترة الاخيرة"مؤشراً جيداً"الى حرص أطراف النزاع على الوصول إلى السلام ووضع حد للأزمة التي يعيشها الإقليم. وحذرت عاشوري متمردي دارفور من ان المجتمع الدولي"لن ينظر بعين الرضا"لتجدد المواجهات. ورأت ان اتفاق السلام في جنوب البلاد يصلح نموذجاً للتطبيق في دارفور ولكن ليس "التطبيق الحرفي".