طالب منبر أبناء دارفور الاتحاد الافريقي بمشاركة أبناء دارفور بالداخل في مفاوضات أبوجا القادمة توطئة لحل أزمة دارفور وتحقيق السلام الشامل في السودان، وقال عضو المنبر علي حسين دوسة في مؤتمر صحفي ان خطة المنبر إجراء حوار مع كافة مكونات المجتمع المدني في دارفور بكل قطاعاتها السياسية والاجتماعية دون اقصاء أحد لبناء النسيج الاجتماعي، وطالب المنبر الحركات المسلحة التزام بوقف إطلاق النار لتهيئة المناخ للتفاوض، وكشف دوسة عن مشروع المنبر في تكوين لجان محايدة لحصر الخسائر.. ورحب المنبر بتكلف الرئيس عمر البشير النائب الأول علي عثمان محمد طه بملف دارفور الأمر الذي أوجد صدى كبيراً في دفع المفاوضات في جولتها القادمة بأبوجا. إلى ذلك، قالت راضية عاشوري الناطقة الرسمية باسم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان يان برونك ان الأممالمتحدة تتحرك لمعالجة اللازمة وفق إطار عام يتركز على محورين الأول عن الأسباب الكامنة وراء الصراع بشكل مباشر ووضعها على طاولة التفاوض دون تضييع الوقت في بحث الملفات الأمنية التي يتم من خلال أطر وأسس موجودة أصلاً عبر أجهزة وآليات الاتحاد الافريقي بينما يركز المحور الثاني على اتفاقية نيفاشا التي يمكن أن تمثل أساساً صلباً يمكن الاعتماد عليه كنموذج نهائي لمسألة دارفور بجانب ضرورة الاستفادة من الزخم الناجم من توقيع اتفاقية السلام. وقالت راضية ان الأممالمتحدة قدمت في هذا الإطار مجموعة أفكار تقوم على ركيزتين الأولى الضغط على الأطراف المتنازعة للتفاوض الجدي، والثانية اقناع الحركات المتمردة في دارفور بضرورة التنازل عن خيار الحرب والاتجاه نحو الحل السلمي التفاوضي. وذكرت عاشوري ان الأممالمتحدة في اتصالات سابقة مع المتمردين أوضحت لهم ان الاصرار على الخيار العسكري يحمل أبعاداً كارثية على المواطنين الذين يتحدثون باسمهم، وأوضحت ان الأممالمتحدة في إطار اتصالاتها الدورية مع المتمردين ستجري اتصالات أخرى متزامنة مع مباحثات أبوجا المتوقع انعقادها في فبراير المقبل.. وسيتم التركيز على ضرورة إيجاد تسوية سياسية لخطورة ما يدور في دارفور على مجمل العملية السلمية في السودان. وقالت: الواقع الموجود على الأرض الآن يشير إلى أن الحركات المتمردة لم تتنازل عن خيار الحرب.. وقالت عاشوري ان الأممالمتحدة من أولياتها للمرحلة القادمة بعد توقيع اتفاق السلام الاعداد لعقد مؤتمر وطني يجمع كافة الأطراف السودانية دون إقصاء لأحد لجهة الخروج بتصور مشترك لسودان المستقبل. وقالت عاشوري ان عقد هذا المؤتمر بهدف لتفادي المخاطر التي تحيط بالعملية السلمية برمتها لوجود عناصر في الشمال والجنوب لا يرضيها ما تم إنجازه في نيفاشا وقد تستقل جهات توتر مفتوحة في الغرب والشرق للمساس بما تحقق من مكاسب بتوقيع اتفاقية السلام.. وقالت ان العملية السلمية في السودان لا تتجزأ دون اسقاط لخصوصية التعدد الموجود في السودان، وقالت ان التركيز سيتم على اعتماد نيفاشا كنموذج وليس الاتفاقية بحذافيرها يصلح كإطار لأخذ المبادئ العامة ليتم تطبيقها بكيفية تراعي التنوع والتعدد الموجودة في السودان بما يكفل مصالح كل المواطنين السودانيين وبشفافية، وقالت ان مهمة الأممالمتحدة مساعدة السودانيين على تحقيق الأهداف التي يحددوها بأنفسهم. من جهة أخرى وصل إلى رومبيك معقل الحركة الشعبية بالجنوب الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان برونك، ومن المقرر أن يجري برونك خلال زيارته للمقر المؤقت للحركة التي تستغرق يومين محادثات مع مسؤولي الحركة حول ضمانات اتفاق السلام وخطة نشر القوات الدولية لمراقبة تنفيذ الاتفاق. ومن المتوقع أن يصل زعيم المتمردين الدكتور جون قرنق إلى رومبيك خلال الأيام المقبلة لحضور اجتماعات مجلس التحرير (برلمان الحركة) التي سيقر اتفاقية السلام، ويختار مسؤولي الحركة في حكومة الجنوب والحكومة الاتحادية الانتقالية.. وكانت الأممالمتحدة طرحت على الحكومة السودانية والحركة الشعبية مشروع مذكرة تفاهم لضمان تقديم التسهيلات من الطرفين، ووضع إطار للتحرك لجهة إكمال نشر القوات الدولية في المناطق التي حددت باتفاق السلام. من جهة ثانية أعلنت حركة تحرير السودان في دارفور وتنظيما مؤتمر البجا والأسود الحرة بشرق السودان عدم التزامها بالاتفاق الذي وقعته الحكومة السودانية مع التجمع الوطني المعارض بالقاهرة قبل أيام رغم عضويتهم بالتجمع، وأكد المتحدث باسم حركة تحرير السودان محجوب حسين في بيان له ان اتفاق القاهرة غير ملزم لحركته، ووصفه بأنه ناقص واختزالي ويندرج تحت ما تسميه الحركة باسم (سلام التقسيط). كما أعلن تنظيم مؤتمر البجا عدم التزامه بذات الاتفاق مؤكداً انه لم يشارك في المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق ولم يدع لها بصفة رسمية واتهم التجمع بتجاهله بعد انسحابه من مفاوضات اكتوبر الماضي رغم تمسكه بعضوية التجمع، كما اتخذ تنظيم الأسود الحرة موقفاً مماثلاً. لكن نائب رئيس التجمع عبدالرحمن سعيد الذي وقع الاتفاق مع الحكومة أكد التزام كافة قيادات التجمع بالاتفاق ومباركتها له، وقال سعيد ان زعيم التجمع الوطني الديمقراطي المعارض محمد عثمان الميرغني سيحضر توقيع الاتفاق النهائي بالقاهرة في (12) فبراير المقبل.