استبدل المعارضون للانتخابات النيابية في العراق السيارات المفخخة لتنفيذ اعتداءاتهم بتفجير انفسهم في محاولة لتجاوز الاجراءات الأمنية المكثفة لحماية مراكز الاقتراع ومراكز الشرطة. وقبل 24 ساعة على موعد الاقتراع اقدم انتحاري على تفجير نفسه في مدينة خانقين ذات الغالبية الكردية 180 كلم شمال شرقي بغداد قرب الحدود مع ايران، ما أدى الى مقتل ثمانية اشخاص بينهم طفل واصابة سبعة. وقال مدير شرطة خانقين العقيد محمود عبدالله ان"القتلى الاربعة والجرحى عمال كانوا يضعون كتلاً اسمنتية حول مركز للاقتراع". وأوضح ان الانتحاري كان"يحمل حزاماً ناسفاً فجّر نفسه على جسر العباسي وسط المدينة على مقربة من مركز للاقتراع غير بعيد عن مقر للجبهة التركمانية". واضاف:"اعتقدنا في أول الأمر بأنه كان يستقل سيارة مفخخة لأن الانفجار دمر عدداً من السيارات في المكان". وقال ناطق عسكري اميركي ان ثلاثة جنود عراقيين قتلوا في العملية التي وقعت في مكان قريب من مكتب الارتباط العراقي - الاميركي. وكشف عضو المكتب السياسي ل"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة جلال طالباني الملا بختيار ان الانتحاري الذي نفذ العملية سوداني من جماعة المتشدد الاردني"أبو مصعب الزرقاوي". وكانت السلطات العراقية اتخذت اجراءات امنية استثنائية تحسباً لوعيد المسلحين تخريب اول اقتراع، واغلقت مطار بغداد والمعابر الحدودية ثلاثة ايام، وفرضت حظر التجول من الفجر الى المغيب في غالبية مناطق البلاد كما قررت فرض قيود على حركة السيارات في وقت دعت الشرطة المواطنين في أخطر مناطق العراق الى البقاء في منازلهم حتى اليوم. وبدت الأجواء شبيهة بأجواء الحرب حيث سارت دوريات مؤللة في الشوارع الخالية ووضعت الاسلاك الشائكة، لكن كل هذه الاستعدادات والتدابير الأمنية لم تحل دون استهداف مراكز الاقتراع بكثافة وحتى المواقع العسكرية، اذ قتل ثلاثة جنود من عناصر الحرس الوطني وأصيب أربعة في هجوم بقذائف الهاون على ثكنة عسكرية، في وقت عثر على جثث ثلاث مقاولين عراقيين شمال البلاد. وقال الملازم اول علي اكبر حسن من الكتيبة 203 من الجيش العراقي الجديد في منطقة الضلوعية 70 كيلومتراً شمال بغداد ان القتلى والجرحى سقطوا عندما تعرضت وحدتهم العسكرية الى هجوم بقنابل الهاون فجراً. وذكر المقدم عادل احمد من شرطة بلد الواقعة 65 كلم شمال بغداد ان دورية للشرطة عثرت على ثلاث جثث لمقاولين عراقيين يعملون مع القوات الاميركية في احد المنازل في منطقة يثرب 16 كلم شرق بلد. واضاف المصدر ان الضحايا"خطفوا قبل اسبوع وان التشريح اظهر ان جثثهم كانت تعرضت لاطلاق للنار قبل ثلاثة ايام". وتعرض عدد من المراكز الانتخابية في سامراء في وقت مبكر لهجمات مسلحة. وقال المقدم محمود محمد ان"مركزين انتخابيين في شمال سامراء وشرقها تعرضا الى هجمات مسلحة شنها مسلحون مجهولون تسللوا الى المركزين وتمكنوا من زرع عبوات ناسفة وسطهما. وفي الضلوعية، قال الرائد جمعة الجبوري من شرطة المدينة ان مسلحين فجروا اربعة مراكز انتخابية في المدينة تتخذ أغلبها من المدارس مقراً لها. وفي مدينة الرمادي، التي اظهر استطلاع للرأي فيها ان نسبة المشاركة من اهاليها في الانتخابات ستكون صفراً، أطلق مسلحون مجهولون النار على ثلاثة مراكز للاقتراع، أقامتها القوات الاميركية، فيما قتل شخص واحد في اشتباكات في المدينة. وأغلقت القوات الاميركية منافذ وسط المدينة وانتشر عناصرها في كل الأحياء. وقال الطبيب حمادي الدليمي من مستشفى الرمادي ان اطلاق النار في وسط المدينة أدى الى سقوط قتيل عراقي وجرح آخر. وفي الموصل، قتل مسلح اثناء محاولته الهجوم على محطة لتوليد الكهرباء في المدينة صباحاً حسبما اعلن الجيش الاميركي في بيان. وقتل شرطي خلال هجوم على مركز للاقتراع في بلدة المقدادية 105 كلم شمال بغداد وفقاً للشرطة. وفي سلمان باك 20 كلم جنوببغداد، قتل شرطيان خلال قيامهما بدورية في هجوم صباحاً، وفقاً لمصدر في الشرطة الذي ذكر ان"المسلحين استولوا على السيارة". وتعرض عدد من مراكز الاقتراع لاعتداءات بينها واحد في حي الجامعة غرب بغداد عندما اطلق مسلحون النار ما اسفر عن اصابة امرأة بجروح. وفي بيجي 200 كلم شمال اعلنت الشرطة ان اربعة مراكز للاقتراع تعرضت للتفجير صباحاً في وسط المدينة. واعلن مصدر في الشرطة العراقية ان مسلحين قتلوا اربعة من عناصر الشرطة مساء اول من امس في منطقة الشرقاط 70 كلم جنوب الموصل بعدما كمن مسلحون مجهولون على الطريق العام بين بيجي والشرقاط لإطلاق النار على الاربعة مستخدمين اسلحة خفيفة وقاذفات صواريخ. واندلع اطلاق نار كثيف في وسط بغداد على أحد الجسور فوق نهر دجلة من دون ان تعرف هوية مطلقي النار على الفور. وأغلقت قوات اميركية وعراقية جسر سنك غير البعيد عن المنطقة الخضراء التي تضم مكاتب الحكومة والسفارتين الاميركية والبريطانية منذ مساء الجمعة. ويسمح للمشاة فقط بعبوره وكانت هناك قلة منهم امس، وسط اجراءات امنية مشددة. وكان الجيش الاميركي اعلن في بيان ان جنديين اميركيين قتلا في تحطم مروحية غرب بغداد اول من امس. وأوضح البيان ان"الجنديين من القوة الخاصة في بغداد قتلا عند تحطم المروحية التي كانا فيها في الجزء الغربي من العاصمة العراقية". واصيب اربعة اشخاص بجروح في انفجارين مساء أول من امس، في مدينة دهوك 465 كلم شمال بغداد في اقصى الشمال العراقي. وقال محافظ اربيل نيجيرفان احمد ان انفجاراً"وقع في حي نوروز في وسط دهوك في مبنى مهجور أعقبه بعد دقائق انفجار اخر في المكان ذاته ما اسفر عن وقوع اربعة جرحى". وأحصى ضابط اميركي رفيع المستوى امس، مقتل 400 عراقي على الأقل خلال كانون الثاني يناير الجاري، بينما تعرض عدد كبير من مراكز الاقتراع لهجمات استهدف خلالها 45 مركزاً اول من امس في مختلف ارجاء البلاد. وقال الضابط طالباً عدم ذكر اسمه ان 400 مدني عراقي ومسؤول وعنصر امني قتلوا في اطار حملة الترهيب قبل الانتخابات. من جهته، رأى قائد شرطة مدينة النجف جنوب ان"المتشدد الاردني في العراق"أبو مصعب الزرقاوي"غير قادر على اختراق الخطة الامنية الموضوعة لتأمين حسن سير العملية الانتخابية اليوم في المدينة". وقال العقيد غالب الجزائري ان"الزرقاوي، أو أي ارهابي آخر، لا يستطيع إحباط خططنا ولا التسلل عبر خطوطنا الدفاعية". واضاف ان"14 الى 15 الف شرطي ومن حرس الحدود والحرس الوطني يشاركون في خطتنا". واستبعد الجزائري ايضاً احتمال"ان تكون النجف هدفاً مميزاً للمقاومة السنية لأن سكانها من الشيعة ولأن من المتوقع ان تكون مشاركتهم في الانتخابات كبيرة". واوضح"ان الارهابي سيعتبر كل المدن هدفاً اذا ما أُتيحت له الفرصة، لكننا اتخذنا التدابير الضرورية لتثبيت الوضع". وكشف محافظ النجف عدنان الذرفي ان قوات الامن العراقية اوقفت الجمعة سبعة من"اخطر تنظيم ارهابي مسلح"في المدينة وتمكن اثنان من الفرار. وقال خلال مؤتمر صحافي:"ان السبعة اعتقلوا خلال اشتباكات مع قوات الشرطة قرب المدينة القديمة في النجف على الطريق المؤدية الى كربلاء". وأوضح انه"تمت إقامة طوق امني بعمق سبعة كيلومترات لحماية المحافظة من قذائف الهاون ونجري عمليات تمشيط واسعة في المناطق البعيدة والحقول الزراعية".