اعتاد المصريون على مشاهدة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي بزيّه العسكري وسط قيادات الجيش أو على رأس طاولة مجلس الوزراء، لكن لقطات بثها التلفزيون الرسمي مساء أول من أمس لطنطاوي يصافح المواطنين في وسط القاهرة مرتدياً زياً مدنياً ومن دون حراسات أثارت جدلاً كبيراً في أوساط المجتمع المصري خصوصاً لدى الشباب على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك». وبث التلفزيون المصري لقطات لطنطاوي يتجول في أحد شوارع وسط القاهرة مصافحاً عدداً من المارة الذين ظلوا يلتقطون له صوراً بهواتفهم المحمولة، وتجاذبوا معه أطراف الحديث. وبدا في المشهد الباعة الجائلون يفترشون الأرصفة من دون أي تضييق عليهم. وفسر بعض المنتديات ومستخدمي «فايسبوك» الجولة بأنها تمهيد لترشيح طنطاوي لرئاسة الجمهورية، ورأوا أن وراءها أهدافاً سياسية، خصوصاً أن الإعلام الرسمي اهتم بها وأبرزها في صدر نشراته المتتالية. وأتت جولة المشير بعد جدل أثير حول شهادته في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي وكبار مساعديه، إذ تداولت بعض صفحات «فايسبوك» ما زعمت أنه نص شهادته في القضية، وفقاً لتسريبات محامين حضروا الجلسة. وقالت مصادر في التلفزيون المصري إن اللقطات التي بثها لجولة المشير لم تُذَع على الهواء مباشرة كما تردد، ولم تسجل بكاميرات التلفزيون، لكن تم الحصول عليها من خلال بعض المارة الذين التقطوا صوراً للجولة بهواتفهم المحمولة. وأكد مصدر عسكري مسؤول أن لا أبعاد سياسية لجولة طنطاوي، وقال ل «الحياة» إن المشير كان في زيارة لأحد أقاربه وسط القاهرة، قام عقبها بالترجل مرتدياً البزة المدنية في شارع قصر النيل، واستوقفه المارة ودار حوار اتسم بالحفاوة والترحيب، التقط خلاله المواطنون الصور للمشير. وأضاف المصدر أن دلالة الجولة هي التشديد على عودة الانضباط في الشارع المصري، وأن عنصر الأمن يعد إحدى أهم أولويات رأس السلطة، مشيراً إلى أن الجولة تزامنت مع الحملات التي بدأتها الشرطة العسكرية والمدنية في الشوارع والميادين، خصوصاً في القاهرة الكبرى. وشدد المصدر على أن تجول المشير في الشارع لا يرتبط بأي بعد سياسي. وتساءل: «إذا كان هناك بعد سياسي، فهل هذا التوقيت مناسب لذلك؟ البعد السياسي يمكن أن يتوافر مثلاً بعد العملية الانتخابية»، مضيفاً: «المشير في طبيعته يرغب في النزول إلى الشارع برفقة سكرتيره وسائق السيارة لمعرفة نبض الشارع، بعيداً من التقارير التي ترد إليه». وقال إن نزول المشير إلى الشارع لم يكن الأول، إذ سبق له النزول إلى ميدان التحرير في 11 نيسان (أبريل) والعاشر من رمضان، بخلاف زيارات ميدانية أخرى لم يعلن عنها، كما يقوم بزيارات خاطفة إلى ملاعب كرة القدم لنادي طلائع الجيش وحرس الحدود لمشاهدة بعض مقتطفات من التدريبات داخل الملعب.