فجر الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو مفاجأة ينتظر أن تعمق الأزمة بين موسكو وكييف، عندما طالب الروس بتسليم من سماهم «مشتبه بهم في الإعتداء عليه» قبل سنوات. واعتبر خبراء روس أن «التصعيد» مرتبط بتحضيرات الإنتخابات الرئاسية المقررة في أوكرانيا مطلع العام المقبل. وعاد حادث تعرض يوتشينكو لمحاولة تسميم كادت أن تقتله وخلفت تشوهات ظاهرة خلال معركة انتخابات الرئاسة في أوكرانيا في العام 2004، إلى الواجهة أمس، عندما كشف عما وصفها بأنها تفاصيل جديدة تشير إلى دور روسي في الإعتداء عليه. وأوضح الرئيس الأوكراني الذي يواجه معارضة متزايدة وإنقساماً حاداً في صفوف مواليه أن «الحكومة الروسية والقيادات العليا ايضاً على علم بأسماء المشتبه بهم»، مشيراً إلى «ثلاثة أشخاص أشرفوا على خدمته في أيلول (سبتمبر) من العام 2004 وتوجد معطيات إلى استخدامهم سم الديوكسين القوي جداً» في محاولة تسميمه. وطالب يوتشينكو الحكومة الروسية بتسليم «المشبوهين المقيمين حالياً في روسيا» إلى السلطات الأوكرانية. وأكد ضرورة أن «يطلع الشعب الاوكراني على الحقيقة ويعرف من سمم الرئيس، وما هي الدوافع، ومن الذي يجب ان يتحمل المسؤولية». وكانت التحقيقات حول قضية تسميم الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو عام 2004 حين كان مرشحاً للرئاسة، كشفت عن مفاجآت قد تعيد تشكيل الخريطة السياسية في أوكرانيا، بخاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في مستهل العام المقبل. وأدلى ديفيد جفانيا النائب في البرلمان الاوكراني عن حزب الرئيس بشهادة مثيرة تشير إلى تدخل واشنطن مباشرة في هذا الملف. وقال ان عينة دم يوتشينكو التي أثبتت الفحوصات في المختبر الهولندي تلوثها بمادة الديوكسين السامة لم تصل إلى هولندا مباشرة من أوكرانيا بل ارسلت في البداية الى الولاياتالمتحدة، حيث أجريت عليها بعض الفحوصات والتحاليل. في غضون ذلك أثار قانون روسي أقره مجلس الدوما (البرلمان) في قراءة أولى الجمعة الماضية مخاوف في أوكرانيا من زيادة «التدخل الروسي ومحاولات الهيمنة» التي تقوم بها موسكو في الفضاء السوفياتي السابق. ونص القانون الجديد على منح الجيش الروسي حق تنفيذ عمليات عسكرية خارج أراضي روسيا «دفاعاً عن المواطنين الروس ومصالح البلاد»، وفسره سياسيون أوكرانيون بأنه «تطور خطر يشير إلى نيات بزيادة تدخل موسكو في شؤون جاراتها».