سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القضاء الاوكراني يتدخل لحل الازمة ويعلق اعلان فوز المرشح الرئاسي المدعوم من موسكو . بوتين يحذر الغرب من التدخل في أوكرانيا وأنباء عن وصول قوات روسية الى كييف
اتجهت الازمة الاوكرانية الى تصعيد ينذر بمواجهة تعيد الى الاذهان اجواء الحرب الباردة. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاوروبيين امس، من التدخل في الصراع الدائر بين انصار الغرب ومؤيدي المرشح الرئاسي فيكتور يانوكوفيتش المدعوم من موسكو، وطالب بحل الازمة عبر القضاء الاوكراني. راجع ص8 وتزامن ذلك مع تطور خطير، تجسد في اعلان مصادر معارضة ليانوكوفيتش الذي يتولى منصب رئيس الوزراء، أن وحدات من القوات الروسية الخاصة وصلت إلى مطار بوريسبيل في كييف لحماية المنشآت الحكومية الاوكرانية ومنع سقوطها في ايدي انصار الزعيم المعارض فيكتور يوتشينكو، الامر الذي نفته السفارة الروسية هناك. ويتمحور الصراع حول اعلان يانوكوفيتش فوزه في الانتخابات الرئاسية على منافسه الليبيرالي يوتشينكو، فيما جندت القوى المؤيدة للغرب مناصريها في تظاهرات ضخمة تأييداً للاخير. وتخفي هذه المواجهة صراعاً على تصدير النفط الى الخارج عبر اوكرانيا، اذ دشن يانوكوفيتش مشروعاً لتصدير النفط الروسي من شأنه الاضرار بالاستثمارات الاميركية الضخمة لنقل النفط من بحر قزوين عبر الاراضي الاوكرانية مروراً بكازاخستان. ويفسر ذلك الموقف الروسي القوي في تأييد يانوكوفيتش، ما دفع الناطقين باللغة الروسية في شرق اوكرانيا الى مساندة الاخير، فيما هدد الاوروبيون ومعهم الاميركيون بقطع العلاقات مع اوكرانيا بعد اعلان سلطاتها فوز المرشح المدعوم من الكرملين على رغم شكاوى من حصول تزوير خلال الانتخابات الاحد الماضي، الامر الذي اكده المراقبون الاوروبيون. وفي مؤشر الى تراجع كييف موقتاً امام الضغوط ورغبتها في تفادي عقوبات غربية، أمرت المحكمة العليا في أوكرانيا امس، بوقف إجراءات تنصيب يانوكوفيتش رئيساً، وذلك الى حين البت في الطعون التي قدمها منافسه. ومن شأن ذلك، تهدئة الاحتقان نسبياً في صفوف المعارضة في وقت بدأت تظاهراتها تتسم بالعنف. وفي لاهاي، قال بوتين للصحافيين خلال مؤتمر صحافي امس: "لا أؤمن بأن هناك من يحق له التدخل، سوى القضاء الاوكراني". وعقد المؤتمر الصحافي على هامش القمة الاوروبية -الروسية وشارك فيه رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينيندي ورئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو ومفوض الشؤون الخارجية والامن في الاتحاد خافيير سولانا. وقال بالكينيندي إن الاتحاد الاوروبي يشعر بالقلق إزاء التجاوزات التي شابت العملية الانتخابية، وأضاف: "نحتاج إلى إطار قانوني يجرى فيه التحقيق في شأن التجاوزات". واعترف بالكينيندي بأن لدى روسيا والاتحاد رؤية مختلفة للازمة، الا انهما "متفقان على القول ان التعاطي السلمي امر ضروري". وفي برلين، دعا وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر إلى مراجعة الانتخابات الاوكرانية، معتبراً أنه إذا كانت هناك "عمليات تزوير، فلا يجب استبعاد خيار إجراء انتخابات أخرى". وأجرى المستشار الالماني غيرهارد شرودر اتصالاً هاتفياً بالرئيس الروسي لابلاغه بمخاوفه في شأن أزمة الانتخابات الاوكرانية. وبدأ الرئيس البولندي السابق ليخ فاوينسا جهود وساطة بين الطرفين بعدما اعلن عن تكليفه من جانب البرلمان الاوروبي بالتدخل لحل الازمة. وكان لافتاً ان فاوينسا الذي وصل الى كييف في زيارة رسمية كان تلقى رسالتي دعوة: واحدة من الرئيس كوتشما والثانية من يوتشينكو. ودعا فاوينسا طرفي النزاع الى اجراء مفاوضات علنية للبحث عن تسوية مقبولة للازمة، ووصف الاوضاع في اوكرانيا بانها اسوأ ازمة تقع في الفضاء السوفياتي السابق منذ تفكك الاتحاد. وأعلنت يوليا تيموشينكو وهي واحدة من ابرز زعماء اليمين وتلعب دوراً محورياً في تحريك القوى المؤيدة للغرب، ان المعارضة ستواصل سعيها لالغاء نتائج الانتخابات بالوسائل القانونية عبر اللجوء الى المحكمة العليا، وإن شككت بنزاهتها، مشيرة الى عزم معسكرها الشروع في مفاوضات مع اجهزة الجيش والشرطة لاقناعهما بالانضمام الى المعارضين. وقالت تيموشينكو ان خطة وضعت لتصعيد اعمال الاحتجاج عبر قطع طرق المواصلات والسكك الحديد وشل حركة المطارات. ودعت المتظاهرين الى مواصلة الاعتصامات وفرض السيطرة على المنشآت الحكومية في الاقاليم، مشيرة إلى ان التحرك المنتظر سيتبلور خلال اليومين المقبلين، في اشارة الى انتظار ما قد تسفر عنه القمة الروسية -الاوروبية.