أطاح البرلمان الأوكراني أمس، بأكثرية مريحة بلغت 243 صوتاً، رئيسة الوزراء يوليا تيموتشينكو، بعد جلسة صاخبة أظهرت توازن القوى بين الكتل النيابية والسيطرة الواضحة للرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وهكذا لم يتأخر طويلاً تحديد مصير حكومة تيموتشينكو التي رفضت الاعتراف بفوز غريمها السياسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إذ وجه يانوكوفيتش أمس ضربة جديدة إلى السياسية التي حملت اسم «أميرة الثورة البرتقالية»، قاطعاً الطريق على احتمالات التعاون مع رموز الثورة الملونة التي أقصته عن الحكم قبل أربع سنوات. وطرح حزب «الأقاليم» الذي يتزعمه يانوكوفيتش مبادرة حجب الثقة التي احتاجت الى 226 صوتاً لإقرارها، مع العلم ان سبعة من نواب كتلة تيموتشينكو أيدوا حجب الثقة، ما عكس الانقسام في صفوف مؤيديها. وينص الدستور الأوكراني على تحول الحكومة إلى هيئة تصريف أعمال فور حجب الثقة، على أن يبقى كل الوزراء في مواقعهم حتى تشكيل حكومة جديدة. لكن تيموتشينكو سارعت إلى إعلان عزمها ترك موقعها فوراً، ما يعني احتمال تولي النائب الأول لرئيس الوزراء مهمات رئاسة الحكومة موقتاً. واعتبرت تيموتشينكو أن مناقشات حجب الثقة عكست «سيطرة قوى معادية لأوكرانيا ولأوروبا وللديموقراطية في البرلمان الأوكراني». في غضون ذلك، أعلن الكرملين أن يانوكوفيتش سيزور موسكو بعد بروكسيل. وأفادت مصادر أوكرانية بأن يانوكوفيتش يعتزم خلال زيارته مراجعة عقود روسية - أوكرانية في مجال إمدادات الغاز الطبيعي. وكانت شركة «غاز بروم» الروسية التي عارضت سابقاً إدخال تعديلات على العقود الموقعة، أبدت أخيراً استعدادها للنظر في الاقتراحات الأوكرانية، في مؤشر الى حرص موسكو على دعم خطط يانوكوفيتش الإصلاحية على الصعيدين السياسي والاقتصادي. يذكر أن الرئيس الأوكراني الجديد أعلن عزمه تعزيز العلاقات مع موسكو ومراجعة الأخطاء التي شابتها خلال السنوات الأخيرة، وحرصه على مواصلة تعميق علاقات كييف مع أوروبا، وإيجاد توازن في السياسة الخارجية لأوكرانيا بين الشرق والغرب، مع تأكيده تراجع كييف عن خطط الرئيس السابق فيكتور يوتشينكو في شأن الانضمام إلى الحلف الأطلسي (ناتو)، وإشارته ايضاً إلى أن «أوكرانيا غير مستعدة حالياً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي».