قالت مصادر أميركية مقربة من المناقشات بشأن الموازنة الاميركية إن البيت الابيض يضع اللمسات الاخيرة على برنامج تتراوح تكلفته بين 80 بليون و100 بليون دولار لتمويل العمليات العسكرية في العراقوافغانستان وقد ينشر التفاصيل بعد غد الثلثاء. وسيرفع البرنامج مجمل التمويل الاميركي للعمليات العسكرية وجهود إعادة الاعمار في العراقوافغانستان الى ما يقارب 300 بليون دولار. ورفض البيت الأبيض التعليق على حجم البرنامج أو موعد الكشف عنه. ومن المتوقع احالة البرنامج الى الكونغرس للموافقة عليه الشهر المقبل بعد ان يسلم الرئيس الاميركي جورج بوش موازنة السنة المالية لعام 2006 في السابع من شباط فبراير، إلا أن البيت الأبيض لم يستبعد نشر التفاصيل قبل ذلك ودمج انفاق الطوارئ في تقديرات العجز بالموزانة للمرة الأولى. ويتهم الديموقراطيون بوش باستبعاد التكاليف المتعلقة بالعراق من الموازنة ليلبي أهدافه بشأن تقليل العجر في الموازنة وهو الاتهام الذي ينفيه البيت الابيض. وانتقد بعض اعضاء الكونغرس الجمهوريين ايضاً الاجراء. وسيخصص ما لا يقل عن 780 مليون دولار للمساعدة في مكافحة تجارة المخدرات في افغانستان. وتدرس الادارة أيضاً تضمين ما يتراوح بين بليون وبليوني دولار لبناء مجمع السفارة الاميركية في بغداد وما يصل الى 200 مليون دولار في صورة مساعدة للفلسطينيين لدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ويأتي طلب التمويل الجديد في الوقت الذي يواجه فيه بوش دعوات من الجمهوريين للحد من العجز في الموازنة الذي سجل رقماً قياسياً وصل الى 412.55 بليون دولار في عام 2004. ووعد بوش بأن يقلل من العجز في الموازنة الى النصف بحلول عام 2009 حيث قدر العجز في الموازنة في وقت مبكر من عام 2004 بأن يصل الى 512 بليون دولار. وتوقع البيت الابيض أن يصل العجز في الموزانة الى 331 بليون دولار لسنة 2005 المالية التي بدأت في تشرين الأول اكتوبر، لكن ذلك لا يتضمن طلب التمويل الجديد. ويقول مسؤولون ان بوش رغم ذلك سيبلغ هدفه في تقليل العجز في الموازنة رغم كلفة الحرب المرتفعة. وسينشر مكتب موازنة الكونغرس تنبؤاته الجديدة الخاصة بالتوقعات المالية الثلثاء. ومن المنتظر أن تشير الأرقام الى تحسن في مستوى العجز في المستقبل وخصوصاً لأنها لن تتضمن أي تكاليف للعمليات العسكرية في العراقوافغانستان. وتوقع مسؤولون من الادارة والكونغرس في بداية الأمر بأن يصل اجمالي برنامج الانفاق الذي يعرف بالميزانية التكميلية الى ما يقرب من 50 بليون دولار. لكن تقديرات الكلفة ارتفعت بشكل صارخ لتصل الى نحو 100 بليون دولار مع تصاعد المقاومة العراقية وتزايد المطالبة بمعدات مدرعة اخرى، بالاضافة الى ارتفاع اسعار الوقود الذي يرجع في جانب منه الى حالة الاضطراب في العراق. وقالت مصادر متعددة ان برنامج الانفاق من المحتمل ان يقترب من 80 بليون دولار وليس من 100 بليون دولار. وذكرت انه بوجود 150 ألف جندي اميركي في العراق يتكلفون ما يقرب من مليار دولار في الاسبوع فإن برنامج الانفاق سيغطي ليس فقط العمليات اليومية ولكن ايضاً المعدات الجديدة ومركبات الجيش المدرعة. واتهم منتقدون بوش وكبار مستشاريه بأنهم لم يقدروا كلفة الحرب واعادة اعمار العراق التقدير الصحيح. وقبل الغزو تنبأ ميتش دانيل مدير موازنة البيت الأبيض في ذلك الوقت ان العراق سيكون"مهمة مستطاعة"وأكد نائب وزير الدفاع بول ولفوفيتز للكونغرس"اننا نتعامل مع بلد يمكنه في الواقع تمويل اعادة اعماره وبسرعة نسبية". وبدون تضمين طلب التمويل الجديد فإن الكونغرس وافق الى الآن على 120 بليون دولار لانفاقها في العراق و60 بليون دولار اخرى لافغانستان. ووافق الكونغرس العام الماضي أيضا على تمويل طارئ بلغ 25 بليون دولار للبنتاغون. ورغم ذلك تم انفاق جزء صغير فقط من 18.4 بليون دولار خصصت لإعادة أعمار العراق. ويلقي البيت الابيض باللائمة على المقاومة العراقية في بطء حركة اعادة الاعمار.