سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن: خطة لتمويل العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان وتطوير معدات الجيش ومساعدة للدول المتضررة من «تسونامي» تكلف 80 مليار دولار.. وتعلن «الثلاثاء»
قالت مصادر أمريكية مقربة من المناقشات بشأن الميزانية الامريكية إن البيت الابيض يضع اللمسات الاخيرة على برنامج تتراوح تكلفته بين 80 مليار و 100 مليار دولار لتمويل العمليات العسكرية في العراق وافغانستان وقد ينشر التفصيلات خلال يومين . ومن المتوقع أن يشمل البرنامج تمويل تطوير معدات الجيش بالاضافة الى مايصل الى مليار دولار كمساعدات للدول الاسيوية التي تضررت من امواج المد العاتية «تسونامي» الشهر الماضي. وقالت المصادر ان هذا البرنامج على وشك الاكتمال وقال معاون جمهوري بارز في الكونغرس الامريكي إن البيت الابيض قد يبدأ في نشر التفصيلات يوم الثلاثاء. وسيرفع البرنامج مجمل التمويل الامريكي للعمليات العسكرية وجهود اعادة الاعمار في العراق وافغانستان الى ما يقارب 300 مليار دولار. ورفض البيت الابيض التعليق على حجم البرنامج أو موعد الكشف عنه. ومن المتوقع احالة البرنامج الى الكونجرس للموافقة عليه الشهر القادم بعد ان يسلم الرئيس الامريكي جورج بوش ميزانية السنة المالية لعام 2006 في السابع من فبراير (شباط). الا ان البيت الابيض لم يستبعد نشر التفاصيل قبل ذلك ودمج انفاق الطوارئ في تقديرات العجز بالموزانة لأول مرة. ويتهم الديمقراطيون بوش باستبعاد التكاليف المتعلقة بالعراق من الميزانية ليلبي اهدافة بشأن تقليل العجر في الموازنة وهو الاتهام الذي ينفيه البيت الابيض. وانتقد بعض اعضاء الكونغرس الجمهوريين ايضا الاجراء. وقالت المصادر انه بالاضافة الى اموال العمليات العسكرية الجارية فمن المتوقع ان يتضمن البرنامج مايصل الى مليار دولار لتمويل جهود اغاثة منكوبي موجات المد العاتية في جنوب اسيا بما في ذلك نشر وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) قوات هناك. وسيخصص ما لايقل عن 780 مليون دولار للمساعدة في مكافحة تجارة المخدرات في افغانستان. وتدرس الادارة الامريكية أيضا تضمين مايتراوح بين مليار وملياري دولار لبناء مجمع السفارة الامريكية في بغداد وما يصل الى 200 مليون دولار في صورة مساعدة للفلسطينيين لدعم محمود عباس الرئيس الفلسطيني المنتخب حديثا. وقال معانون في الكونغرس انه من المحتمل ان يدرج في الاتفاق معونة تقدم الى اوكرانيا لدعم الرئيس المنتخب فيكتور يوتشينكو. ويأتي طلب التمويل الجديد في الوقت الذي يواجه فيه بوش دعوات من الجمهوريين للحد من العجز في الموازنة الذي سجل رقما قياسيا وصل الى 412,55 مليار دولار في عام 2004. ووعد بوش بان يقلل من العجز في الموازنة الى النصف بحلول عام 2009 حيث قدر العجز في الموازنة في وقت مبكر من عام 2004 بان يصل الى 512 مليار دولار. وتوقع البيت الابيض أن يصل العجز في الموزانة الى 331 مليار دولار لسنة 2005 المالية التي بدأت في أول أكتوبر (تشرين الاول) لكن ذلك لا يتضمن طلب التمويل الجديد. ويقول مسؤولون من البيت الابيض ان بوش رغم ذلك سيبلغ هدفه في تقليل العجز في الموزانة رغم كلفة الحرب المرتفعة. وسينشر مكتب موازنة الكونغرس تنبؤاته الجديدة الخاصة بالتوقعات المالية يوم الثلاثاء. ومن المنتظر أن تشير الارقام الى تحسن في مستوى العجز في المستقبل وبخاصة لانها لن تتضمن أي تكاليف للعمليات العسكرية في العراق وافغانستان. وتوقع مسؤولون من الادارة والكونغرس في بداية الامر بان يصل اجمالي برنامج الانفاق الذي يعرف بالميزانية التكميلية الى ما يقرب من 50 مليار دولار. ولكن تقديرات الكلفة ارتفعت بشكل صارخ لتصل الى نحو 100 مليار دولار مع تصاعد المقاومة العراقية وتزايد المطالبة بمعدات مدرعة اخرى. بالاضافة الى ارتفاع اسعار الوقود الذي يرجع في جانب منه الى حالة الاضطراب في العراق. وقالت مصادر كثيرة إن برنامج الانفاق من المحتمل ان يقترب من 80 مليار دولار وليس من 100 مليار دولار. وقالت مصادر انه بوجود 150 الف جندي امريكي في العراق يتكلفون مايقرب من مليار دولار في الاسبوع فان برنامج الانفاق سيغطي ليس فقط العمليات اليومية ولكن ايضا المعدات الجديدة ومركبات الجيش المدرعة. واتهم منتقدون بوش وكبار مستشاريه بانهم لم يقدروا كلفة الحرب واعادة اعمار العراق التقدير الصحيح. وقبل الغزو تنبأ ميتش دانيل مدير ميزانية البيت الابيض في ذلك الوقت ان العراق سيكون «مهمة مستطاعة» وأكد نائب وزير الدفاع بول ولفوفيتز للكونغرس «اننا نتعامل مع بلد يمكنه في الواقع تمويل اعادة اعماره وبسرعة نسبية». ودون تضمين طلب التمويل الجديد فان الكونغرس وافق الى الان على 120 مليار دولار لانفاقها في العراق و60 مليار دولار اخرى لافغانستان. ووافق الكونغرس العام الماضي أيضا على تمويل طارئ بلغ 25 مليار دولار للبنتاغون. ورغم ذلك تم انفاق جزء صغير فقط من 18,4 مليار دولار خصصت لاعادة اعمار العراق. ويلقي البيت الابيض باللائمة على المقاومة العراقية في بطء حركة اعادة الاعمار.