يؤكد العديد من رجال الدين الشيعة العراقيين في"مدرسة الامام الهادي"الذين نجوا من الاعدام بهروبهم الى ايران، ان تولي حكومة بقيادة الشيعة مقاليد الامور في بغداد لن يعني انها ستكون مدينة بأي فضل لايران. وتكهنت وسائل اعلام سنية عربية واميركية بخوف من ان تصب انتخابات 30 كانون الثاني يناير في مصلحة ايران الشيعية التي نشأ فيها المرجع الشيعي الاعلى بالعراق آية الله علي السيستاني والسياسي الشيعي عبد العزيز الحكيم. لكن رجال الدين الشيعة العراقيين الذين تجمعوا حول مدفأة في أهم مدرسة دينية بايران في قم، وبعضهم نجا من الادراج على القوائم السوداء الاميركية والاعدام في ظل حكم صدام حسين، ابدوا غضبهم من تلميحات بانهم سيكونون دمى في أيدي طهران. وقال علي التميمي 25 عاما"لماذا يعتقد الناس ان الشيعة في العراق ليس لديهم عقل". واتفق معظم المجموعة على ان هناك فرصة لعلاقات اكثر دفئا بين الجارين اللذين يغلب عليهما الشيعة الا انهم قالوا ان هذا أمر طبيعي بعد عقود من قمع شيعة العراق. وقال حيدر طه النجفي قريب عبد العزيز الحكيم انه"سيكون بامكان الشيعة التعاون بشكل افضل مع الشيعة الا ان كل دولة مستقلة بذاتها". واضاف ان المدارس الشيعية في العراق التابعة للمعهد الديني في النجف لها منظور مختلف عن ايران بشأن المشاركة المباشرة لرجال الدين في السياسة. ومضى يقول ان"رجال الدين في العراق سيقدمون المشورة الا انهم لا يؤمنون بحكم .. الفقه والشريعة". وحكم الفقه والشريعة هو نظرية آية الله الخميني التي اثمرت الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 وتقضي انه بامكان رجال الدين الاشراف بشكل مباشر على السياسة. واتهم مسؤولون أميركيون وعراقيون ايران بمساندة انتفاضة الشيعة من أنصار مقتدى الصدر في العام الماضي الا ان ديبلوماسياً غربياً بارزاً قال ان طهران سارعت الى الحد من مساعداتها للصدر بعد تأكد مساندتها له. واتفق محللون على ان الكثير من المخاوف بشأن فرض ايران نفوذها على بغداد من خلال علاقات الشيعة هي مخاوف مبالغ فيها. وقال علي الانصاري خبير الشؤون الايرانية في جامعة"سان اندروز"باسكتلندا"اعتقد ان بعضاً من هذا الحديث بشأن كون الشيعة طابورا خامسا للفرس هو ترويج لخوف مرضي من ايران". واشار الى علاقات ايران مع"حزب الله"في لبنان التي ينظر اليها باعتبارها نموذجا رئيسيا لتدخل الجمهورية الاسلامية في الشؤون الخارجية، معتبراً ان التسلسل القيادي من طهران الى زعماء الجماعة ليس مباشراً كما يتم التأكيد في احيان كثيرة. وقال محلل مقره طهران ان المخاوف العربية من إقامة ايران جمهورية اسلامية في العراق لا اساس لها لان مثل هذا النظام سيشكل تحديا للسيادة السياسية لزعيمها الاعلى. وقلل المحللان من احتمال ان تسترد النجف فوراً سلطتها التقليدية من المركز الديني الايراني في قم جنوبطهران. وقال النجفي ان"النجف لا يمكن ان تزدهر بين عشية وضحاها وسيستغرق الامر خمس او ست سنوات قبل عودة الاستقرار". وبالنسبة لكثير من الشيعة العراقيين فان الهوية العربية القومية تتفوق على الاخوة الدينية مع ايران خصوصا بعد حرب 1980 - 1988 التي لم تلتئم جراحها العميقة بعد. وقال محمد صالحي وهو مدير معهد ديني في قم وهو نفسه محارب قديم أصيب باعاقة في هجوم بالغاز"الكثير من العراقيين ليست لديهم ذكريات جيدة عن ايران". وقال محللون ان ايران ستكون سعيدة بان يبسط الشيعة سلطتهم في العراق الا انها تدرك ان التدخل الزائد في هذا البلد سيجعل طهران كبش فداء تحمّله واشنطن مسؤولية العنف هناك. واعتبر المحلل السياسي الذي يقيم في طهران ان"حلمهم هو نشر المذهب الشيعي، وصوت أقوى للشيعة هو نصر كاف". لكن سيكون لهذا مزايا عملية. وقال أمين نقدي وهو رجل دين في الفايزية، أرفع المدارس الدينية في قم وأنشطها سياسيا،"بالطبع عندما يكون نظامان متقاربين ايديولوجياً فان هذا يمكن ان يكون مفيدا". ورسم حسين كاظمبور اردبيلي عضو مجلس محافظي منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك خططاً طموحة لمشاركة حقول النفط الحدودية، الا انه قال ان واشنطن تقف حائلا حتى الان دون هذه الاقتراحات.