رحب مجلس الأمن في بيان رئاسي أول من أمس بالانتخابات الرئاسية الفلسطينية، وأكد"ضرورة التنفيذ الكامل لخريطة الطريق التي أعدتها اللجنة الرباعية، بالصيغة التي أقرها مجلس الأمن في قراره 1515 من أجل انشاء دولة فلسطين مستقلة وديموقراطية وذات سيادة وتتوافر لها مقومات البقاء وتعيش جنباً الى جنب مع اسرائيل في سلام وأمن". وأدلى وزير خارجية الارجنتين رافاييل انطونيو بيلزا، بالبيان الرئاسي في جلسة علنية ترأسها وزير الخارجية وودّع خلالها السفير الأميركي جون دانفورت الذي ألقى بدوره كلمة وداعية في الجلسة ذاتها. ودعا مجلس الأمن في البيان"الاسرائيليين والفلسطينيين الى الشروع من جديد في عملية سياسية حقيقية والتقدم نحو إحلال سلام عادل ودائم في المنطقة". وأشاد المجلس ب"الصدقية والنزاهة التي استم بها الاقتراع"، كما هنأ الشعب الفلسطيني"الذي أظهر التزامه بالديموقراطية بالمشاركة في الانتخابات في ظروف عسيرة". وأشاد المجلس ايضاً باللجنة المركزية للانتخابات التي اضطلعت بدور رئيسي في ضمان الاتمام الناجح للانتخابات، لافتاً الى مساهمة المراقبين الدوليين والدعم الذي قدمته الأممالمتحدة. وتطلع مجلس الأمن الى"عقد الانتخابات التشريعية الفلسطينية في المستقبل القريب"، وأكد"دعم المجلس المستمر للشعب الفلسطيني في عملية الديموقراطية". كما انطوى البيان الرئاسي على"دعم مجلس الأمن للسلطة الفلسطينية وجهودها لمواصلة عملية تعزيز المؤسسات"، وشدد على"أهمية تقديم مساعدة دولية ومعززة وسريعة الى الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية". وأدلى وكيل الأمين العام للشؤون السياسية السير كيرين برندرغاست بالاحاطة الشهرية عن الشرق الأوسط أمام المجلس، وقال:"اؤكد أمامكم ان هناك حقاً فرصة حقيقية لبدء التنفيذ المتأخر لبنود خريطة الطريق وبدء التحرك مرة أخرى نحو تسوية النزاع". ووصف برندرغاست الوضع الراهن في الشرق الأوسط بأنه"ديناميكي"يمكن أن يتطور ايجابياً أو سلبياً، الأمر الذي يعزز"الحاجة إلى تطوير زخم عملية السلام". وقدم برندرغاست الأحداث الأخيرة على الساحة اللبنانية - الإسرائيلية، التي انخرط فيها"حزب الله"والقوات الإسرائيلية وأسفرت عن مقتل مراقب فرنسي دولي، كمثال على"هشاشة الوضع في الشرق الأوسط"واعتبرها"خروقاً للخط الأزرق". وتطرق إلى المسار السوري - الإسرائيلي من المفاوضات"حيث لم يحدث أي تقدم، على رغم عرض آخر للتوسط تقدمت به هذه المرة حكومة تركيا". ولوحظ أن برندرغاست تخلى في بيانه أمام المجلس أمس عن الجملة التقليدية التي ميزت الاحاطات الشهرية السابقة والتي أشارت إلى يد الرئيس بشار الأسد الممتدة لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، ونصت على"اننا نؤمن أن اليد السورية الممتددة يجب أن يمسك بها". يذكر أن اسم برندرغاست يُطرح لمنصب منسق عملية السلام في الشرق الأوسط وكخليفة لتيري رود لارسن الذي يتولى حصراً ملف تنفيذ القرار 1559 الذي طالب بانسحاب كل القوات الأجنبية من لبنان، والكف عن التدخل في شؤونه الداخلية وحل الميليشيات.