تبنى مجلس الامن الدولي بالاجماع أمس الأربعاء مشروع قرار قدمته روسيا يدعم تطبيق خارطة الطريق من اجل تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.ويتسم القرار الذي قدمته روسيا بطابع رمزي ويحظى برعاية دول اخرى منها المانيا والصين وتشيلي وفرنسا وبريطانيا. وباعتماده يقر مجلس الامن الخطة التي وضعها "رباعي" الوساطة في الشرق الاوسط المؤلف من روسياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة. وحمل القرار رقم 1515 وتم التصويت عليه في حضور الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان، وينص على المصادقة على خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية وتهدف الى التوصل الى حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني باقامة دولتين دائمتين. كما يدعو القرار الاطراف (بدون تحديدها) الى الالتزام بكل واجباتها من اجل التوصل الى تحقيق رؤية دولتين تعيشان جنبا الى جنب بامن وسلام. ولم تتمكن خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية (الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدةوروسيا) من الاقلاع نتيجة الصلف الاسرائيلي الكامن في تطرف الحكومة اليمينية التي يقودها رئيس الوزراء ارئيل شارون. وقد أدخلت تعديلات عدة على مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا في 30 اكتوبر قبل ان يطرح على التصويت. وصوتت الولاياتالمتحدة اخيرا على المشروع بعدما كانت مترددة في مرحلة اولى، كونها لم تكن ترى ضرورة لصدور قرار جديد عن مجلس الامن حول الشرق الاوسط، بحسب ما نقلت فرانس برس عما وصفته مصادر دبلوماسية متابعة للملف. وتصر واشنطن على ان يتولى الطرفان المعنيان التفاوض حول هذه المسألة مباشرة. وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية كيران برندرغاست خلال الجلسة العلنية قبل التصويت ان على الاسرة الدولية ان تلتزم، الى جانب اللجنة الرباعية، بفاعلية مع الاطراف المعنية لمساعدتها على تنفيذ تعهداتها. وطلب من الحكومة الاسرائيلية اتخاذ كل التدابير العملية الفورية التي تسمح بتسهيل الجهود الانسانية التي تعهدت بها. وتابع اننا نعترف بحق اسرائيل وبواجبها في الدفاع عن نفسها في مواجهة ما وصفه بالارهاب، الا ان ذلك لا يجب ان يحصل على حساب مجمل الشعب الفلسطيني. وتعتقد اسرائيل ان مثل هذا القرار غير ضروري ولا تريد تدخل الاممالمتحدة في عملية السلام. الا ان روسيا اصرت على رغبتها في احياء خارطة الطريق التي ساعدت موسكو في وضعها العام الماضي وقد نفد صبرها لاستمرار العنف بين اسرائيل والفلسطينيين وعدم اجراء محادثات للسلام. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن دبلوماسيين يرون أن اصدار القرار يأتي كمحاولة من المجلس للعمل على تنفيذ الخريطة التي تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005. وتبنى المجلس الجهود السابقة لانهاء النزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين ولكن هذه هي المرة الاولى التي يتبنى فيها المجلس خريطة الطريق رسميا. وعلى الفور، رحبت السلطة الفلسطينية بتبني مجلس الامن الدولي بالاجماع خطة الطريق وطالبت بآلية لتنفيذ القرار. وقال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات في السلطة الفلسطينية لفرانس برس اننا نرحب بهذا القرار ونأمل ان توجد آليات لتنفيذه عبر تفعيل دور اللجنة الرباعية بطرح آليات تنفيذ وجداول زمنية وفرق رقابة على الارض لتنفيذ خارطة الطريق ككل لا يتجزأ وبعيدا عن الاشتراطات والاملاءات ومحاولة فرض الامر الواقع كما تحاول الحكومة الاسرائيلية. وقال عريقات: على امين عام الاممالمتحدة وبالتعاون مع الاتحاد الاوروبي وروسيا صاحبة المشروع والولاياتالمتحدة التحرك لتفعيل دور اللجنة الرباعية.