صرحت زوجة مروان البرغوثي امين سر حركة فتح في الضفة الغربية الذي يقضي خمسة احكام بالسجن المؤبد في سجون الاحتلال الاسرائيلي، أنه يفكر في خوض انتخابات الرئاسة الفلسطينية، فيحين وعد خلفاء ياسر عرفات أمس السبت بسرعة انتخاب الخليفة القادم.وأظهر استطلاع اجري الشهر الماضي ان الفلسطينيين كانوا سيمنحون اصواتهم لعرفات بينما احتل الناشط الفلسطيني مروان البرغوثي المرتبة الثانية من حيث عدد الاصوات. ومن المقرر ان تجري انتخابات رئاسية فلسطينية قبل التاسع من يناير 2005 لانتخاب رئيس للسلطة الفلسطينية خلفا لياسر عرفات.وقد اوكلت رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية لمدة 60 يوما الى روحي فتوح على ان تتم الانتخابات خلال ستين يوما بموجب القانون الاساسي الفلسطيني.وقالت فدوى البرغوثي لوكالة فرانس برس من منزلها في رام الله ان زوجها هو اقوى المرشحين. وردا على سؤال حول ما اذا كان سيرشح نفسه من داخل الزنزانة، قالت هذا قرار لا يستطيع ان يتخذه وحده لانه جزء من حركة فتح. واعتبرت أن زوجها هو الاكثر شعبية بعد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات كما كشف استطلاع للراي اجري في اكتوبر الماضي.وأضافت ان مروان له برنامجه السياسي الواضح من الانتفاضة الى السلام على قاعدة التعايش بين دولتين اسرائيلية وفلسطينية. واوضحت ان مروان يقيم علاقات جيدة مع كل المنظمات الفلسطينية وهو على اتصال بها عبر محاميه الذين يزورونه في السجن. ويعتبر البرغوثي احد ابرز رموز الانتفاضة ومحركيها وقد حكمت عليه محكمة اسرائيلية في السادس من يونيو الماضي بخمسة احكام بالسجن المؤبد بعد ادانته بالتورط في اربع هجمات على اهداف اسرائيلية. ويحمل البرغوثي (45 عاما) شهادة ماجستير في العلوم السياسية وهو متزوج واب لاربعة اطفال. وكان البرغوثي دعا الخميس الفلسطينيين الى مواصلة الكفاح بعد وفاة ياسر عرفات. ومما قاله من المهم ان نبقى اوفياء للمبادىء والقيم الوطنية التي ارساها زعيمنا الشهيد الذي كرس حياته لتنفيذها. علينا ان نحافظ على وحدتنا الوطنية وعلى التزامنا بمواصلة الكفاح والعمل لقيام ديموقراطية فعلية واقرار النظام والقانون. وقد امضى سنوات عدة في السجون الاسرائيلية حيث تعلم العبرية قبل ان يتم نفيه الى تونس عام 1987 عند انطلاق الانتفاضة الاولى. وعاد البرغوثي الى الضفة الغربية عام 1993 بعد اتفاقات اوسلو التي ايدها بقوة وانتخب عضوا في المجلس التشريعي خلال الانتخابات التي اعقبت اقامة السلطة الفلسطينية. وقد بدأ الفلسطينيون امس السبت باعداد انفسهم لاجراء الانتخابات لاختيار رئيس للسلطة الفلسطينية في الوقت الذي توالت الزيارات لقبر عرفات في المقاطعة الرئاسية المدمرة في رام الله. واعلن رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع أمس ان الانتخابات ستجرى قبل التاسع من يناير المقبل، داعيا الى تحريك جهود السلام في الشرق الاوسط. وقال قريع للصحافيين في رام الله في الضفة الغربية ان هذه الانتخابات ستجرى قبل التاسع من يناير. وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد تراجع أمس الأول عن وعد قطعه في بداية ولايته الأولى بالعمل مليا من أجل إقامة دولة فلسطينية في عام 2005، بإعلانه الآن أن هذا التاريخ لم يعد صالحا وأنه سيعمل من أجل إقامة الدولة بحلول العام 2009 أي في نهاية فترة ولايته الثانية. وقال قريع اود ان اقول للادارة الامريكية والرئيس جورج بوش والاسرائيليين وكل العالم ان الوقت حان لنكون اكثر جدية. واكد انه على كل شخص ان يعيد النظر في مواقفه. للفلسطينيين والاسرائيليين الحق بالعيش بسلام واذا كان كل واحد يملك التصميم، يمكننا تحقيق (السلام) في فترة وجيزة. واكد قريع لقد فقدنا زعيما كبيرا ولكن علينا ان نستمر وحث على استئناف محادثات السلام مع اسرائيل. وكان كبار المسؤولين الفلسطينيين ومن بينهم رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الجديد محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ورئيس السلطة الفلسطينية بالوكالة روحي فتوح والمندوب الفلسطيني في الاممالمتحدة ناصر القدوة شاركوا في اداء صلاة عيد الفطر في المقاطعة الرئاسية المدمرة بجوار قبر عرفات. وكان عرفات، الذي توفي في باريس الخميس عن عمر 75 عاما، قد دفن الجمعة في مقر المقاطعة بالضفة الغربية في جنازة تميزت بمظاهر الحزن حيث تدفق عشرات الاف الفلسطينيين الى المقاطعة لالقاء نظرة اخيرة على قائدهم. واضطر رجال الامن الى اطلاق النار في الهواء لتفريق المشيعين الذين احتشدوا عند نعش عرفات الذي قدم من مصر بعد ان جرت له جنازة عسكرية حضرها العديد من الملوك والرؤساء وكبار الشخصيات الدولية. ودفن جثمان عرفات في قبر اسمنتي ووضع فوقه تراب من مدينة القدس التي كان يتمنى عرفات ان يدفن فيها ويأمل في ان تصبح عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية، كما وضعت على قبره الكوفية الفلسطينية التي كانت تميزه وكذلك العلم الفلسطيني. واعتبر الكثيرون وفاة عرفات فرصة لاحياء عملية السلام في الشرق الاوسط ووعد الرئيس الاميركي جورج بوش، الحليف المقرب من اسرائيل، بحشد المجتمع الدولي من اجل دفع عملية السلام. وكان من المقرر ان تجرى الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية في الاراضي المحتلة في مطلع العام القادم الا ان وفاة عرفات ادت الى تقديم موعد الانتخابات الرئاسية. وذكرت اللجنة الانتخابية المركزية ان اي موعد لم يحدد لهذا الاقتراع. واكدت اللجنة في بيان انها ستحتاج الى المساعدة الدولية لتسجيل الناخبين في المناطق المحتلةوالقدسالشرقية التي ضمتها اسرائيل. من جانبه صرح صائب عريقات وزير المفاوضات الفلسطيني آمل في ان تقف اوروبا والولايات المتحدة جنبا الى جنب معنا من اجل اجراء الانتخابات الرئاسية. واضاف اذا تم ذلك فان انتقال السلطة سيكون سلسا وسنأخذ الفلسطينيين باتجاه الديموقراطية والتعددية والسلام. وكان عرفات انتخب رئيسا للسلطة الفلسطينية في الاقتراع الاول والوحيد الذي جرى في يناير 1996. واعرب محللون عن قلقهم ازاء امكانية اجراء انتخابات في ظل الاحتلال الاسرائيلي والاغلاق المفروض على المناطق الفلسطينية. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان المجتمع الدولي مسؤول عن مساعدة الشعب الفلسطيني في تحقيق حلمه بدولة مستقرة ومستقلة. واضاف انه مقتنع بان الانتخابات ستجرى في اطار يحدده القانون الفلسطيني الاساسي وتعهد بتقديم دعم الاتحاد الاوروبي للعملية الانتخابية. ولم يعرض بوش اية سبل ملموسة لدفع عملية السلام وتجنب الاجابة على سؤال حول ما اذا كان سيسعى لوقف بناء المستوطنات الاسرائيلية في الضفةالغربية كما بدا شديد التحفظ حول مسألة عقد مؤتمر دولي لدعم اعادة اطلاق المفاوضات. من جهته قال جبريل الرجوب مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الامن القومي في تصريح لوكالة فرانس برس آمل في ان تتوصل الادارة الامريكية الى الاستنتاجات الصحيحة وتعيد النظر في سياساتها. وقالت بعض الشخصيات الفلسطينية النافذة ان من الشخصيات التي يمكن ان تخلف الرئيس الفلسطيني الراحل مروان البرغوثي 45 عاما الذي يقضي عقوبة بالسجن في السجون الاسرائيلية. وهو خطيب مفوه وينظر اليه الفلسطينيون على انه زعيم الانتفاضة الحقيقي. وأبرز شخصية في القيادة الجديدة هو رئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمود عباس 69 عاما وهو معتدل انتقد العنف وتولى الان منصب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية لكن ليس له انصار كثيرون على المستوى الشعبي. ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن مساعدين قولهم انه بامكان البرغوثي ترشيح نفسه من السجن. من جانبه، استبعد محمد دحلان (43 عاما) الرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي بقطاع غزة أي صراع على السلطة بعد عرفات لأن القادة الفلسطينيين ملتزمون بانتقال هادئ للسلطة. وينظر الى دحلان الذي ينتمي الى جيل اصغر من الزعماء يطالب بادخال اصلاحات على قوات الامن واتخاذ اجراءات لمكافحة الفساد في السلطة الفلسطينية على انه لاعب محتمل في اي صراع على السلطة. وقال دحلان لرويترز ان على الجميع الا يتوقعوا صراعا على السلطة. وأضاف انه سيكون هناك تعاون كامل بين القيادات الفلسطينية. ولا يشغل دحلان حاليا اي منصب رسمي ولكنه مازال شخصية مهمة في قطاع غزة الذي شهد خلافات بين فصائل قبل انسحاب اسرائيلي مزمع من القطاع العام القادم. وكان دحلان واحدا من قادة فلسطينيين قلائل انتقدوا أسلوب الحكم المنفرد لعرفات لكنه تضامن مع الزعيم الكبير قبل وفاته وسافر الى باريس كي يكون بجواره. وقال دحلان ان جميع صانعي القرار الفلسطينيين الرئيسيين اتفقوا على تنحية الصراعات جانبا أثناء مرض عرفات.