أكد البيت الابيض ان الولاياتالمتحدة أوقفت عمليات البحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق والتي كانت أحد أهم الاسباب التي دفعتها الى شن الحرب على ذلك البلد، ويرجح ان يؤكد التقرير الأولي للجنة البحث بعدم العثور على تلك الاسلحة. وكان الرئيس جورج بوش الذي اصدر قبل الحرب في آذار مارس 2003 تحذيرات شديدة من قدرات النظام العراقي السابق على استخدام اسلحة الدمار الشامل، وقال ان الحرب تستحق خوضها"قطعاً". وفي مقتطفات من مقابلة أجراها مع تلفزيون"اي بي سي"قال بوش"كالعديدين هنا في الولاياتالمتحدة وحول العالم والامم المتحدة ساد الاعتقاد بأن لدى صدام حسين اسلحة دمار شامل ولذلك علينا ان نعرف اين الخطأ في المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها". واضاف ان صدام"كان شخصاً خطراً ... وأصبح العالم أكثر أماناً بعد ازاحته من السلطة". ورداً على سؤال عما اذا كانت الحرب تستحق خوضها حتى بعد عدم العثور على اسلحة دمار شامل، اجاب بوش"قطعاً". وفي ما يتعلق بفريق البحث عن تلك الاسلحة قال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ان"الفريق لديه الكثير ليركز عليه في أماكن أخرى"من العراق. وأضاف ان"التقرير الذي اعده رئيس الفريق تشارلز دوليفر والذي سيتم رفعه الى الكونغرس في الاسابيع المقبلة سيكون مشابها للمسودة التي تم تقديمها في ايلول سبتمبر الماضي والتي اكدت عدم وجود اسلحة دمار شامل في العراق". وزاد ان"دوليفر يواصل استكمال الأمور ... واعتقد بأن ذلك لن يغير بشكل كبير النتائج التي وردت في تقريره الاولي". وذكرت صحيفة"واشنطن بوس"أمس ان عملية البحث عن اسلحة الدمار الشامل في العراق انتهت قبل عيد الميلاد الشهر الماضي. وجاء في التقرير الذي قدمه دوليفر الى الكونغرس ان صدام كانت لديه النية لتطوير اسلحة دمار شامل الا انه لم تكن لديه القدرة على انتاجها. وتناقض ذلك التقرير مع المبرر الذي ساقته الادارة الاميركية لشن الحرب. وقال ماكليلان ان بوش قرر في تشرين الاول اكتوبر، أي بعد تقرير دوليفر الاولي، اجراء تعديلات كبيرة في العمليات الاستخباراتية الاميركية. وأضاف انه أوضح"اننا يجب ان نضمن الحصول على افضل المعلومات الاستخباراتية الممكنة. إذ كان لدينا ولدى حلفائنا حصيلة 12 عاما من الادلة الخاطئة، ولذلك يجب اصلاح العيوب". وصرح مسؤول اميركي بأن أعضاء لجنة البحث عن الاسلحة العراقية موجودون"في مكان ما"في الشرق الاوسط ويفحصون آلاف الوثائق. واضاف انه"اذا وجدت أدلة فسيتم التحقق منها". وفي رد على نبأ انتهاء عمليات التفتيش، انتقدت زعيمة الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي سياسة الادارة الأميركية تجاه العراق. وقالت ان"الرئيس بوش رفض الاعتراف بامر اصبح واضحا قبل شهور وهو ان السبب الاساسي وراء غزو العراق لا تدعمه الحقائق". واضافت"والآن وبعد انتهاء عمليات البحث على الرئيس بوش ان يفسر للشعب الاميركي لماذا كان مخطئا طوال هذه المدة". وانتقد السناتور الديموقراطي تيد كينيدي ادارة بوش وقال ان الوضع في العراق"تحول الى مستنقع. هذه فيتنام الرئيس جورج بوش". واضاف لشبكة"ام اس ان بي سي":"لم نحمل اي شخص على الاطلاق مسؤولية الاخطاء التي ارتكبت في العراق. واعتقد ان الشعب الاميركي يريد معرفة السبب". الا ان السناتور الجمهوري جو ليبرمان مرشح الرئاسة السابق، دافع عن الحرب وقال انها مبررة على رغم عدم العثور على اسلحة دمار شامل. وصرح لشبكة"فوكس"بأن"حقيقة اننا لم نعثر على مخزونات كبيرة من اسلحة الدمار الشامل في العراق لا تعني ان صدام حسين لم يكن يمتلك مثل تلك الاسلحة". ورجح ان الرئيس المخلوع كان ينوي تطوير اسلحة محظورة في الوقت المناسب.