بدأت اسرائيل عرقلة مساعي الرئيس الفلسطيني المنتخب محمود عباس، حتى قبل أدائه القسم امام المجلس التشريعي من خلال تصريحات كبار مسؤوليها وفي مقدمهم رئيس الوزراء ارييل شارون الذي اتصل بعباس أمس وهنأه بالفوز في الانتخابات، ووزير الدفاع شاؤول موفاز، فيما تحدثت مصادر فلسطينية واسرائيلية عن امكان عقد لقاء بين ابي مازن وشارون بعد عيد الاضحى المبارك 21 الجاري. وفيما استأنف الجيش الاسرائيلي عمليات التوغل وجرف الاراضي وقلع المزروعات في قطاع غزة بعد توقفها لمدة 72 ساعة بعد انتهاء الانتخابات، اتصل شارون"مهنئاً"بابي مازن بعد اول اجتماع لحكومته الائتلافية الجديدة التي انضم الى صفوفها حزب"العمل"المعارض، واعلن انه سيلتقي عباس"في المستقبل القريب"، وانه سيقدم له"التهاني"لمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية. واكد ان الهدف من اللقاء سيكون"حل كثير من القضايا العالقة بينها القضايا الامنية والاجراءات الفلسطينية اللازمة لوقف الارهاب". غير ان مصادر فلسطينية مطلعة اكدت ل"الحياة"ان الرئيس الفلسطيني الجديد لن يلتقي بمسؤوليين اسرائيليين او يزور الولاياتالمتحدة، قبل ان ينتهي من"ترتيب الاوراق الداخلية"، خصوصا الاتصالات التي لم تتوقف مع الفصائل المسلحة ليكون واقفاً على اراض صلبة في اي محادثات مستقبلية. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية عن مصادر مقربة من شارون قوله ان"اللقاء بينه وابي مازن لن يتم قبل ان يثبت الفلسطينيون جدية نواياهم. فالقضية المركزية هي الامن. وهناك خطة لنقل المسؤولية الامنية في مدن في الضفة الى قوات الامن الفلسطينية شرط ان تبدي استعدادها للعمل وانتزاع السيطرة من المنظمات الارهابية التي تسيطر على الشارع". من جانبه، قال موفاز ان"الجيش الاسرائيلي عاد الى مزاولة عملياته كالمعتاد داخل المدن الفلسطينية". وأضاف انه بعد فترة الانتخابات"كل شيء عاد الى سابق عهده". وزاد انه"في ضوء التنسيق الجيد الذي ساد فترة الانتخابات، فإنني أقدر انه يمكننا تنفيذ خطة فك الارتباط مع جهات فلسطينية، ولكن على الفلسطينيين وقف الارهاب قبل تنفيذ اي انسحاب اسرائيلي وفق الخطة". وفسر الفلسطينيون ذلك بأن اسرائيل بدأت تطالب بثمن مقابل خطة احادية الجانب. وكان الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساب سبق رئيس وزرائه باجراء اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني امس صباحا لتهنئته بالفوز واعرب له عن رغبته في اللقاء معه"بعد الاجتماع مع شارون". وقالت مصادر اسرائيلية ان كتساب قال لعباس ان"الاختلاف بين الجانبين بات اقل من اي فترة مضت". وأعلنت مصادر أخرى ان اتصالات تجري بين وزير المالية سلام فياض ودوف فايسغلاس، مستشار رئيس الوزراء، للتحضير للقاء بين ابي مازن وشارون. لكن رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع قال ل"الحياة"انه"لا يوجد اي حديث جدي عن لقاءات وليس هناك اي ترتيب، ولكن عندما تكون هذه اللقاءات ضرورية ويتم الاعداد لها يمكن ان تعقد". واضاف:"نحن لا نذهب الى لقاء لمجرد اللقاء، يجب التحضير له بشكل يضمن الخروج بنتائج ايجابية للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي". وقال وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث ان لقاء من هذا النوع لن يتم قبل اسبوعين على الاقل مشيرا الى انه"من المبكر الحديث عن لقاء. هذا امر يحتاج الى اختبار عملي لأن ما تقوله حكومة شارون وما تفعله على الارض لا ينبئ برغبة حقيقية بالعودة الى عملية السلام". واوضح انه"من هنا نحتاج الى ان نرى افعالاً وليس اقوالاً كي يقتنع الشعب الفلسطيني بأن اسرائيل جادة في عملية السلام". وعن تلبية عباس دعوة الرئيس الاميركي الى البيت الابيض، قال شعث ان الرئيس الفلسطيني الجديد"يدرس الوقت المناسب"مرجحا ان لا تتم الزيارة قبل"الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة والتوصل الى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية حول العمل للمرحلة المقبلة".