أعرب الفلسطينيون عن تشاؤمهم إزاء النتائج التي سيتمخض عنها لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن ونظيره الاسرائيلي أرييل شارون مساء اليوم، في ظل اصرار الحكومة الاسرائيلية على رفض خطة "خريطة الطريق" لحل الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي وتركيزها على الشق الأمني من هذه الخطة المتعلق بالفلسطينيين. ويعقد اللقاء في ضوء ما اكدته مصادر اسرائيلية عن علاقة شارون المباشرة باقامة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية والتي تطالب الخطة إسرائيل بازالتها في المرحلة الاولى من الخطة. قال وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني الدكتور نبيل شعث ل"الحياة" ان لقاء رئيسي الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن والاسرائيلي ارييل شارون يندرج في اطار محاولات الفلسطينيين اقناع الاسرائيليين بقبول خطة "خريطة الطريق" كما هي من دون تعديل او تغيير كنقطة انطلاق للتنفيذ. واستبعد ان يشهد هذا اللقاء "مفاوضات حقيقية" بين الاسرائيليين والفلسطينيين، نافيا جملة وتفصيلا اي احتمال لخوض "حرب" ضد الفصائل الفلسطينية المعارضة، الامر الذي تطالب به اسرائيل. واوضح شعث: "يجب ان يكون واضحا للاسرائيليين وللجميع اننا لا نستطيع ان نعمل شيئا طالما تمسكت اسرائيل برفضها خطة خريطة الطريق. سنأخذ موافقة فلسطينية على هدنة لمدة سنة من شأنها ان تفتح الطريق امام استكشاف الموقف الاسرائيلي، تليها اعادة النظر في العمل الفلسطيني بأشكاله كافة". واعتبر شعث ان عقد اللقاء قبل توجه شارون الى واشنطن "مفيد" لانه يتيح للجانب الفلسطيني تقريرا كاملا للادارة الاميركية يوضح موقف شارون من الخطة، بدل ان يحاول شارون كسب المزيد من الوقت والايحاء لبوش بأنه "سيعمل" بعد عودته من واشنطن مع الفلسطينيين. وقال: "هناك فرق بين الحركة السياسية وبين التقدم في المفاوضات او تقديم تنازلات. نحن سنشرح وجهة نظرنا التي تقول انه لا يمكن ان نبدأ بعمل اي شيء طالما بقيت اسرائيل على موقفها الرافض وهذا هو الحاصل عمليا الآن". ووصف شعث ما سربته وسائل الاعلام الاسرائيلية في شأن عزم شارون ابلاغ الرئيس جورج بوش الثلثاء المقبل بأنه مستعد لتطبيق المرحلة الاولى فقط من خطة "خريطة الطريق" من اجل "امتصاص" الغضب الاميركي ازاء الرفض الاسرائيلي، بأنه "تراجع خطير". واوضح ان هذا يعزز الموقف الفلسطيني بضرورة ان تمارس الولاياتالمتحدة الضغوط على شارون للقبول بهذه الخطة التي رفضها في البداية ثم حاول ادخال 100 تعديل عليها ثم 15 تعديلاً وبعد ذلك حاول فرض شروط مسبقة لتنفيذها. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني اوضح مساء الجمعة في اعقاب اجتماعه مع ممثل الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان الاجتماع مع شارون سيناقش عنواناً واحداً هو مطالبة اسرائيل بالموافقة على الخطة.