في عملية هي الأولى بعد قرار مجلس الأمن الرقم 1559 الصادر في آب اغسطس الماضي، وبالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الفلسطينية وفي ظل الأجواء السياسية المعقدة في لبنان والمنطقة، فجرت أمس مجموعة تابعة للمقاومة الإسلامية حزب الله عبوة ناسفة كبيرة استهدفت آلية عسكرية اسرائيلية من نوع"هامر"في مزارع شبعا المحتلة، أسفر - بحسب البلاغات العسكرية للمقاومة - عن مقتل ضابط اسرائيلي وجرح ثلاثة جنود، بينهم اثنان في حال صحية ميؤوس منها. راجع ص8 وردت اسرائيل، التي اعترفت بمقتل أحد ضباطها، بقصف جوي ومدفعي غطى معظم المرتفعات اللبنانية الحدودية وأصابت احدى قذائفه فريقاً من المراقبين الدوليين التابع للجنة الهدنة ما أدى وفقاً للبيان الذي أذاعه الناطق باسم قوات الطوارئ الدولية في الجنوب ميلوش شتروغر، الى مقتل الرائد الفرنسي جان لوي فاليه، وجرح رفيقه السويدي دينيس كروغر وسائقهما اللبناني الذي يعمل مترجماً لديهما في الوقت نفسه. ولفت شتروغر في بيانه الى ان الشظايا التي أصابت فاليه مصدرها الجانب الاسرائيلي من الخط الأزرق الذي رسمته الأممالمتحدة بعد انسحاب اسرائيل من الجنوب في أيار مايو 2000 ليشكل الحدود بين البلدين. ولوحظ من خلال التقارير الأمنية ان التصعيد العسكري بقي محدوداً ولم يمتد الى مناطق أخرى، وعاد الهدوء منذ عصر أمس. وعزت مصادر ديبلوماسية غربية السبب الى الاتصالات الدولية التي شملت الجانبين اللبناني والاسرائيلي وكشفت عن دور مميز فيها، للمنسق السابق الخاص بعملية السلام في المنطقة تيري رود لارسن الذي يتولى حالياً وبتكليف من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان اعداد التقرير الخاص بالقرار الرقم 1559 الى مجلس الأمن الدولي في نيسان ابريل المقبل. وشارك في الاتصالات أيضاً ممثل انان في جنوبلبنان ستيفان دي ميستورا الذي ينتظر ان يلتقي اليوم وزير الخارجية محمود حمود في حضور رئيس مكتب الإعلام التابع للأمم المتحدة في بيروت نجيب فريجي. وقالت المصادر الديبلوماسية ل"الحياة"إنها تتعامل مع العملية على انها أول رد فعل ميداني في سياق الاعتراض على القرار الرقم 1559 وان"حزب الله"يحاول من خلالها جس نبض اسرائيل ورد فعلها على العملية. ونقلت"فرانس برس"عن رئيس حزب"العمل"الإسرائيلي شمعون بيريز ان الحادث"خطير جداً واستفزاز خطير، وإسرائيل تبدي الكثير من ضبط النفس. إن مسؤولية هذا الهجوم تقع على حزب الله ولبنان وسورية". وأضاف بيريز، الذي سيتسلم منصب نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبوع المقبل:"عليهم "حزب الله"والحكومتان السورية واللبنانية أن يقرروا إذا كانوا يريدون أن يكونوا مثلث السلام أو مثلث الاستفزازات والإرهاب". الحريري وغزالة على الصعيد السياسي المحلي، سجلت أمس خطوة لافتة، تمثلت بزيارة رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان العميد الركن رستم غزالة رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في منزله في قريطم. واللقاء هو الأول بينهما منذ اعتذار الحريري عن عدم قبوله تشكيل الحكومة الجديدة. وكان الاتصال بينهما خلال التهاني بحلول العام الجديد مهد للاجتماع الذي اتسم بصراحة متناهية، وتبادلا فيه الآراء حول كل القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية. وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري انه جرى خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر في كل الأمور والمواضيع التي يتم تداولها على الساحة الداخلية والتي تشغل بال الرأي العام اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة في اشارة الى المواقف من قانون الانتخاب، وأن الحريري عبّر عن رؤيته"بمسؤولية وبصراحة تامة"حول كل المواضيع التي اثيرت خلال اللقاء. وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري انه جرى خلال الاجتماع"تبادل وجهات النظر في كل الأمور والمواضيع التي يتم تداولها على الساحة الداخلية والتي تشغل بال الرأي العام اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة"في اشارة الى المواقف من قانون الانتخاب وأن الحريري عبّر عن رؤيته"بمسؤولية وبصراحة تامة"في شأن كل المواضيع التي اثيرت خلال اللقاء.