منح مدير عام اليونسكو كويشيرو ماتسورا "جائزة الشارقة للثقافة العربية لعام 2004 إلى المفكر والباحث التونسي عبدالوهاب بوحديبة وإلى المؤرخ الإسباني خوان فيرنيت خينيس، تبعاً لتوصيات لجنة تحكيم دولية، اجتمعت في مقر اليونسكو يومي 1 و2 أيلول سبتمبر. ولد الإسباني خوان فيرنيت خينيس عام 1932 في برشلونة، وهو متخصص في العلوم العربية وتطورها في العصور الوسطى وعصر النهضة، لا سيما علم الفلك وعلم الخرائط. له عدد كبير من المؤلفات يصل إلى 40 كتاباً وأكثر من 300 مقال، منها: الأدب العربي 1966، التنجيم وعلم الفلك في عصر النهضة: الثورة الكوبرنيكية 1974، تاريخ العلم الإسباني 1976، الثقافة العربية - الإسبانية في الشرق والغرب 1978، محمد 1987، إضافة إلى ترجمته لمعاني القرآن الكريم وكتاب "ألف ليلة وليلة". ونوهت لجنة التحكيم "بجهوده الاستثنائية من أجل التشديد على المكانة التي تحتلها الثقافة العربية في الثقافة الإسبانية". أما عبدالوهاب بوحديبة فهو أستاذ في جامعة تونس، حائز على شهادة الأستاذية/ التبريز في الفلسفة وعلى الدكتوراه في الآداب. وولد عام 1932 في مدينة القيروان، ويترأس منذ 1995 الأكاديمية التونسية للعلوم والآداب والفنون، "بيت الحكمة" في قرطاج. أكثر مؤلفاته شهرة هو كتابه "الجنس في الإسلام" المكتوب بالفرنسية والمترجم إلى الإنكليزية والعربية والبوسنية والإسبانية واليابانية، ويترجم الآن إلى البرتغالية. ونوهت لجنة التحكيم "بسعة تحاليله في الثقافة العربية وتنوعها وعمقها، وهي أعطت مؤلفاتٍ باللغتين العربية والفرنسية، تساهم في الحوار بين الثقافات والحضارات". قيمة جائزة الشارقة 25 ألف دولار لكل فائز، ويقدمها المجلس التنفيذي لليونسكو منذ عام 1998 بفضل أموال تمنحها حكومة إمارة الشارقة. وكانت تعطى مرة كل عامين، وهي الآن سنوية، وتهدف إلى مكافأة شخصياتٍ أو مجموعاتٍ أو مؤسساتٍ ساهمت في شكل متميز في تطوير الثقافة العربية والترويج لها في العالم، وعملت على الحفاظ على التراث الثقافي العربي وعلى تجديد حيويته. يسلم مدير عام اليونسكو كويشيرو ماتسورا الجائزة إلى الفائزيْن في أول تشرين الأول أكتوبر في مقر المنظمة بباريس. وكانت لجنة التحكيم الدولية اختارت الفائزيْن من بين 45 مرشحاً من 37 دولة.