شكلت "اليونيسكو"، وبالتنسيق مع الوفد الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة، لجنة تحكيم "جائزة الشارقة للثقافة العربية"، من بين شخصيات مرموقة في عالم الأدب والفن والثقافة والتراث. وذلك استعداداً لفتح باب الترشيحات لهذه الجائزة وفكرة انشاء "جائزة الشارقة للثقافة العربية" كانت انبثقت من ضمن البرامج والخطوات التي اتخذتها امارة الشارقة، احتفاء باختيارها عاصمة ثقافية للوطن العربي لعام 1998. وترعى المنظمة الأممية هذه الجائزة لأنها تتماشى وروح رسالة اليونيسكو ومبادئها المؤسسة، والتي تتمثل في تشجيع وتنمية التفاهم بين الشعوب، عبر الأعمال والإسهامات التي تخدم تعميق المعرفة بالثقافات، وتمتين التبادل بينها. وستنمح هذه الجائزة مرة واحدة كل سنتين، لأشخاص أو مؤسسات، مناصفة بين فائز من البلاد العربية، وفائز من البلدان الأخرى، يكونا أسهما بأعمالهما، بصورة ملموسة، في تنمية أو نشر الثقافة العربية في العالم، أو بالحفاظ وإحياء التراث الثقافي العربي غير المادي. وتشكلت لجنة التحكيم من: ردودريغو دي ثياس: وهو موسيقي وكاتب اسباني، ينحدر من عائلة ذات أصول عربية اعتنقت النصرانية في عهد محاكم التفتيش الكنسية. احتك بعدة ثقافات، ولغات مختلفة منها الفرنسية، والانكليزية، والألمانية، والعربية، والصينية. وتضم مكتبته التي ورثها عن أجداده في إشبيليا، والتي تضم أكثر من خمسة وثلاثين ألف كتاب ومخطوط باللاتينية، والعربية، والصينية، هي محاج الباحثين من جميع بقاع العالم. وقبل ان يتفرغ دي ثياس للكتابة، مارس الموسيقى مع مجموعته "زرياب"، باحيائه التراث الموسيقي الاسباني، للقرن الخامس عشر، وعصر النهضة، كما قام بتحقيق ونشر الكتب الموسيقية القديمة. وأخذ الفكر والتاريخ العربي، وخصوصاً الأندلسي، حيزاً مهماً من اهتمامات دي ثياس، جاءت ثمرته كتابه الصادر بالفرنسية: "ابن عربي، أو قطب الحب". وبإنهائه سنة 1999، لرباعيته الروائية، الصادرة أيضاً بالفرنسية: "ذاك الاسم من دون صدى"، وهي رؤية للعالم على خلفية تاريخية، منذ سقوط غرناطة. ويعرف الكاتب خصوصاً بكتابه: "الموريسكيون وعنصرية الدولة"، والذي صادف نشره بالفرنسية، سنة 1992، الذكرى المئوية الخامسة لسقوط غرناطة. وأثار حين صدروه جدلاً واسعاً. وأدونيس علي أحمد سعيد: ويعد من أهم شعراء الحداثة العرب. وهو لبناني من أصل سوري. بعد حصوله على الاجازة في الفلسفة من جامعة دمشق سنة 1954، واشتغاله بالصحافة، أسس سنة 1957 مع يوسف الخال مجلة "شعر" التي اخذت على عاتقها تحرير الفكر والأشكال الشعرية العربية من قيود التقليد. والتحق بهذه المجلة شعراء ونقاد من العراق، ومصر، وسوريا. وفي بداية الستينات كتب أدونيس مجموعته الشعرية "أغاني مهيار الدمشقي"، وهي عمل يسجل مرحلة أساسية في تطور الشعر العربي الحديث. وفي بداية الثمانينات، وفي عزلة تامة عن العالم أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، كتب أدونيس أشعار مجموعته "كتاب الحصار" وفي 1984 قلد وسام وزارة الثقافة الفرنسية للآداب والفنون، وألقى محاضرات في الكوليج دو فرانس صدرت في كتاب بعنوان "مدخل للشعرية العربية". ومارت برنوس - تايلور: وتشغل منذ سنة 1967 منصب محافظ القسم الاسلامي لمتحف اللوفر والمحافظ العام للتراث، ومكلفة بتدريس الفنون الإسلامية في مدرسة اللوفر. كما ساهمت منذ عام 1970 في تنظيم معارض مخصصة للفنون الإسلامية منها: "زخارف في حدائق الجنة" 1980. و"سليمان الحكيم" 1991. وقامت كمفوضة بتنظيم معرض "فن الخط العثماني" 2000، ومعرض "الغريب والعجيب في الفن الإسلامي". وأجرت دراسات ميدانية في تونس ومصر، لبنان وسوريا، تركيا وايران، وفي جمهوريات آسيا الوسطى، والهند والصين. وقد أصدرت كتباً عدة تتعلق بالفن الإسلامي منها "الأقمشة الباهرة" و"دليل تحف القسم الإسلامي للوفر"، و"الهندسة المعمارية الدينية الإسلامية" و"الفن في أرض الإسلام". والدكتور حسين غباش: السفير والمندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى اليونيسكو. ينصب عمله الفكري والنظري على هاجس التحديات الثقافية التي تطرح على الخليج، وعلى التساؤلات المصيرية الكبرى التي تواجه المسألة القومية، وما يكتنفها من قضايا الديموقراطية، والحرية وحقوق الإنسان في عصر العولمة. وهذه مواضيع مؤرقة، وحساسة، ما انفك يخوض غمارها في كتبه ومقالاته التحليلية على صفحات جريدة "الخليج". من مؤلفاته "أميركا ومسألة حقوق الإنسان في العالم الثالث" دار الكلمة بيروت 1981، و"فلسطين ومسألة حقوق الإنسان، حدود المنطق الصهيوني" المؤسسة العربية للنشر، بيروت 1987. "الإمارات والمستقبل" دار الخليج في الشارقة، سنة 1999. وله بالفرنسية دراسة قيمة عن التجربة السياسية العُمانية، هي أطروحته لنيل شهادة الدكتواره من جامعة باريس 10. ونقلت هذه الدراسة الى العربية، وصدرت عن دار الفارابي في بيروت، عام 1999. وأحمد دراجي: وهو ديبلوماسي وقانوني جزائري شغل منصب مندوب دائم للجمهورية الجزائرية لدى اليونيسكو 1972- 1980 كما سبق وأن كان ممثلاً للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الأليكسو" لدى اليونيسكو - 1980- 1993، وعضواً في اللجنة الاستشارية لليونيسكو المختصة بالثقافة العربية 1991 - 1995. من أعماله "تحاليل ومبادرات للعالم الثالث والمنظمات الدولية وبلدان عدم الانحياز باريس 1979، و"حقوق الصحافة وحرية الإعلام والرأي في البلدان العربية" باريس 1995، وتقارير لليونسكو منها: "الحقوق الثقافية في البلاد العربية"، و"المشروع التمهيدي لخطة تنمية الثقافة العربية"، و"الشبيبة والحقوق الثقافية في البلاد العربية".