سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلطات الروسية عرضت صوراً لمعتقل خشية تسليمه إلى أهالي الضحايا . مخاوف رسمية من عمليات ثأر لعائلات أوسيتية خسرت أفراداً في الاعتداء الارهابي على مدرسة بيسلان
اتشحت بلدة بيسلان التي شهدت الأسبوع الماضي عملية احتجاز نحو 1200 رهينة في مدرستها الرئيسية، بالسواد لليوم الثاني على التوالي، خلال مراسم دفن 170 ضحية جديدة، معظمهم من الأطفال. في غضون ذلك، تابع أقرباء مهمة الاستفسار عن مصير نحو 200 مفقود، فيما اهتمت السلطات بتحديد هوية مئة ضحية آخرين، 60 منهم تشوهت جثثهم بالكامل، ما يمنع التعرف إليهم إلا عبر إجراء اختبار الحمض النووي. وسبق التشييع تفقد خبراء المتفجرات في الجيش الروسي المقبرة في بيسلان، بحثاً عن ألغام في الحفر الكثيرة التي أعدت لاستقبال النعوش. ونكست الأعلام في أنحاء روسيا كلها، حداداً على ضحايا المجزرة الذين تجاوز عددهم 330. ودعت السلطات إلى التظاهر اليوم "من أجل التضامن في وجه الإرهاب". وعكس عمدة بلدة بيسلان بوريس أورتاييف حجم المأساة بإعلانه عدم وجود عائلة واحدة في جمهورية أوسيتيا الشمالية بكاملها لم تفقد قريباً، في حين توجه ألكسندر غاسكوخوف رئيس أوسيتيا الشمالية إلى بعض أهالي الجرحى خلال زيارته أحد المستشفيات بالقول: "أرجو أن تسامحونا لإخفاقنا في حماية الأطفال والمدرّسين والآباء". وفي موسكو، استهل الرئيس فلاديمير بوتين اجتماعاً لمجلس الوزراء بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح الضحايا، وقال: "جميعنا اليوم بقلوبنا وأرواحنا في بيسلان". وبدوره، دان الزعيم الانفصالي الشيشاني أصلان مسخادوف للمرة الثانية العملية، وفي الوقت ذاته ندد بسياسة بوتين "الذي يجعل للأسف هذه المآسي أمراً لا مفر منه". وأعلن مسخادوف أن منفذي الأعمال الإرهابية يندفعون بمشاعر الثأر الشخصية، وليس بدافع التعصب الديني أو من أجل فكرة سياسية غامضة، "ولا ننسى أن ربع سكان الشيشان من بينهم 400 ألف طفل أبيدوا خلال السنوات العشر الماضية". التحقيقات وفي سياق التحقيقات، أبدى بعض سكان بيسلان رغبتهم في إنشاء لجنة غير حكومية لمساعدة اللجنة الرسمية المكلفة هذه المهمة والتي ستشمل تحديد تفاصيل عملية احتجاز الرهائن والمفاوضات التي أجريت مع الخاطفين. ورأى مسؤولون إقليميون أن هذا الإجراء يمكن أن يمنع ظهور الكراهيات العرقية والدينية السائدة في منطقة القوقاز، بتأثير هذه العملية، والتي عكسها غضب شاب خلال بحثه عن شقيقته المفقودة بالقول: "لو رأيت شيشانياً أو أنغوشياً فسأقتله أو أهدر دم أمه أو ابنه". من جهته، بث التلفزيون المحلي صور العنصر الوحيد من مجموعة الخاطفين الذين زعمت السلطات اعتقاله حياً، وهو بدا ذو ملامح قوقازية، وردد عبارة: "أقسم بالله أنني لم أطلق النار أو أقتل أحداً، إذ إنني أشفقت على الأولاد"، رداً على سؤال وجه إليه. وزعم المشتبه به أن زميلاً له طلب إطلاق سراح الأطفال، لكن قائد المجموعة أطلق عليه النار ثم فجر اثنين من الأحزمة الناسفة كانا على جسد انتحاريتين. وأفاد المحققون أن الشاب الموقوف متعاون جداً، وزودهم كل المعلومات عن شركائه وتفاصيل مخطط العملية شرط عدم تسليمه إلى أهالي الضحايا. وعرض التلفزيون أيضاً لقطات لجثث عدد من الخاطفين بعضها بلحى طويلة.