أعلنت روسيا، أمس الأربعاء، استعدادها لضرب القواعد الارهابية في أي مكان في العالم وعرضت مكافأة بقيمة عشرة ملايين دولار لاي معلومة تساعد على القضاء على زعيمي المقاتلين الشيشانيين، أصلان مسخادوف وشامل باساييف. وقال رئيس هيئة اركان الجيش الجنرال يوري بالويفسكي، سنبذل كل ما في وسعنا لتصفية القواعد الارهابية في اي مكان في العالم، ان اختيار وسائل توجيه الضربات يحدد وفقا للوضع القائم في هذه المنطقة او تلك، لكن ذلك لا يعني ان روسيا ستشن ضربات نووية. واعلن جهاز الامن الروسي الفدرالي (كي جي بي سابقا) أنه يعرض ثلاثمئة مليون روبل (10 ملايين دولار) لكل من يقدم معلومة تسمح بالقضاء على باساييف ومسخادوف كما اوردت وكالات الانباء الروسية. واعتبر أن شامل باساييف وأصلان مسخادوف نفذا عمليات ارهابية وحشية في روسيا بدون الاشارة مباشرة الى عملية احتجاز الرهائن في بيسلان. وقالت وكالات الانباء الروسية ان جهاز الامن الفدرالي يضمن السرية والسلامة للاشخاص الذين يقدمون هذه المعلومات. وحدد رقما هاتفيا في موسكو يمكن الاتصال به على مدار الساعة وثلاثة ارقام هاتفية في الشيشان. لكن لم تقدم السلطات حتى الساعة اي دليل دامغ على تورط هذين الرجلين، كما نفى اصلان مسخادوف اي ضلوع له في عملية بيسلان، كذلك فان المعلومات الرسمية عن محتجزي الرهائن في بيسلان ما زالت شديدة الغموض بعد اسبوع على بدء العملية التي انتهت بمقتل 336 شخصا نصفهم من الاطفال بدون حسبان عدد المهاجمين. واكدت موسكو ان عشرة اشخاص يتحدرون من دول عربية شاركوا في عملية بيسلان، لكن هذه التصريحات يمكن ان تكون موجهة بشكل خاص الى جورجيا التي تتهمها موسكو بانها تؤوي بانتظام مقاتلين من الشيشان. وقد ضربت طائرات في الماضي ممرات بانكيسي بشمال جورجيا لكن موسكو نفت دوما تورطها في ذلك. وقد تبنى باساييف في الماضي عددا كبيرا من الاعتداءات على اهداف روسية واكد انه يتولى الاهتمام بكتيبة من النساء الفدائيات لتنفيذ هجمات انتحارية. وكانت السلطات الروسية عرضت في الماضي مليون دولار لمن يساعد على اعتقاله لكن شامل باساييف الذي يعتقد انه موجود في الشيشان لا يزال طليقا. اما الرئيس الشيشاني الثائر، أصلان مسخادوف، فقد انتخب في 1997 في اقتراع اعترفت به روسيا والمجتمع الدولي في ذلك الحين، ثم جردته موسكو من شرعيته بعد بدء الحرب الشيشانية الثانية في اواخر العام 1999. واعتبر المدعي العام الروسي فلاديمير اوستينوف اثناء لقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين نقله التلفزيون، أمس الاربعاء، انه تم شل قدرة المسلحين ال 32 الذين نفذوا عملية بيسلان الارهابية. واكد ان احد المهاجمين الذي بقي حيا يخضع للاستجواب. وقد بث التلفزيون صورا لهذا الرجل. وتم التعرف الى اثني عشر منهم كما اوضح مساعد المدعي العام سيرغي فريدينسكي بدون مزيد من التفاصيل. وصرح نائب المدعي العام لروسيا سيرغي فريدينسكي ان السلطات الروسية تعرفت على 12 من منفذي عملية احتجاز الرهائن في المدرسة. ونقلت وكالة انترفاكس عن فريدينسكي الذي يتابع التحقيق ميدانيا في اوسيتيا الشمالية قوله، حددنا هويات 12 من اللصوص الذين شاركوا في الهجوم على المدرسة الاولى في بيسلان، إن بعض منفذي العملية شاركوا في هجوم كبير نظمه زعيم الحرب الشيشاني شامل باساييف في 22 حزيران يونيو الماضي. وإزاء ذلك، اعتبر مسؤول اميركي ان الولاياتالمتحدة لا تعارض هذا الموقف الروسي. ونقلت عنه فرانس برس أن لكل بلد الحق في الدفاع عن نفسه. ولم يصدر حتى الليلة الماضية أي فعل اميركي رسمي علني على تصريح بالويفسك. وأعلن أنزور مسخادوف، نجل الزعيم الشيشاني، لقناة العربية التلفزيونية أمس، أن السلطات الروسية اعتقلت العديد من أقارب أبيه، نافيا تورطه في في عملية بيسلان. وقال انزور في تصريح له من تركيا وفق ترجمة القناة ان السلطات الروسية اعتقلت أخوي وافراد اسرتي حتى الاطفال والشيوخ واختي. واضاف نحن مصدومون لما حدث .. وانني والشيشان نعبر عن تعازينا لمن فقدوا ابناءهم في هذا الحادث مؤكدا ان القائدين الشيشانين شامل باسييف واصلان مسخادوف لا علاقة لهما بعملية احتجاز الرهائن في بيسلان. وفي فلاديكفكاز عاصمة اوسيتيا الشمالية وعد رئيس اوسيتيا الشمالية الكسندر دزاسوخوف، أمام متظاهرين غاضبين باستقالة الحكومة المحلية في غضون يومين بدون ان يوضح ما اذا كان هو نفسه يعتزم الاستقالة. وامام حشد من المتظاهرين فاق عددهم الالف شخص جاءوا للمطالبة باستقالته اثر عملية احتجاز الرهائن التي انتهت بمقتل 336 شخصا نصفهم من الاطفال، قال الرئيس من شرفة المقر الرئاسي في غضون يومين سيوقع مرسوم باستقالة الحكومة. في موازاة ذلك تفردت شبكة التلفزة الروسية (إن تي في) مساء الثلاثاء ببث شريط قصير يتضمن صورا لم تنشر من قبل عن عملية احتجاز الرهائن التقطتها مجموعة الخاطفين داخل قاعة الرياضة في مدرسة بيسلان التي احتجز فيها حوالي 1200 شخص. وتظهر الصور مئات الرهائن جالسين ارضا بينهم صبي خائف بين نساء يتكئن برؤوسهن على ايديهن وسط اجواء من الصمت والتوتر بينما يقوم ارهابيون بتثبيت متفجرات على الجدران وبقع الدماء تغطي الارض. وتظهر من الباب امرأة مسلحة متشحة بالسواد. وفي مدرسة بيسلان، قالت ريما سومرتوفا وهي رهينة سابقة تبلغ من العمر 57 عاما جاءت مجددا لزيارة قاعة الرياضة التي لا يزال سكان بيسلان والاقرباء يحملون اليها الازهار ويضيئون الشموع، اعتقد انه يجب اظهار كل شيء للعالم، ان العالم اجمع يجب ان يرى هذه الصور. واستطردت ازيتا خوغايفا (32 عاما) التي قضت شقيقتها وابنة شقيقتها في عملية احتجاز الرهائن، تقول يجب ان يرى كل العالم ما جرى هنا لنا ، واتهمت الرئيس الاوسيتي بانه لم يفعل ما كان يتوجب عليه لماذا لم يأت الى هنا عندما طلبته المجموعة المسلحة؟. باسييف