أفرج محتجزو الرهائن في مدرسة بلدة بيسلان، بعد ظهر امس الخميس عن 26 امرأة وطفلا، حسبما نقلت وكالات الانباء الروسية عن (خلية الازمة) التي شكلت منذ أمس الأول الأربعاء لمعالجة الحدث الذي تواجهه موسكو في جمهورية اوسيتيا الشمالية، إحدى أقاليم القوقاز جنوبروسيا.وقبل ساعات من ذلك، أعلنت (خلية الازمة) أن الخاطفين أطلقوا سراح امرأة وثلاثة اطفال رضع. وقالت: ان الافراج تم بعد وساطة من الرئيس السابق لجمهورية انغوشيا في القوقاز رسلان عاوشيف. ويحظى عاوشيف باحترام كبير في القوقاز الروسي، وهو من السياسيين القلائل الذين ينتقدون سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشيشان. وكان قد استقال من الرئاسة الانغوشية بضغط من الكرملين في كانون الاول ديسمبر 2001. وبعد ظهر أمس سمع دوي انفجارين وشوهدت سحابة من الدخان تتصاعد من المدرسة المحاصرة، كما أفاد المراسلون وشهود عيان. ولم تعرف طبيعة الانفجارين لكن مدير جهاز الامن الفدرالي لاوسيتيا الشمالية فاليري اندرييف، أعلن أن القوى الامنية تستبعد أي لجوء الى القوة لوضع حد لعملية احتجاز الرهائن في مدرسة في جنوبروسيا. وقال: انه لا بديل عن الحوار، متوقعا أن تكون المفاوضات طويلة ومتوترة. في هذه الأثناء، أفاد تلفزيون "سي إن إن" التركي، ان هناك ثلاثة اتراك بين الرهائن الروس. وقال سيفي دوغان، تركي يقيم في بيسلان في اتصال هاتفي، ان زوجته، وهي روسية تحمل الجنسية التركية كانت ترافق ابنتها البالغة من العمر تسع سنوات الى المدرسة ومعها طفلها البالغ من العمر سنة واحدة، عندما اقتحم المسلحون المدرسة ونفذوا العملية. ولدى بدء محادثاته مع عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني في قصر الكرملين، اعتبر الرئيس فلاديمير بوتين الذي قطع عطلته بسبب الأزمة وأجل أيضا زيارته التاريخية التي يعتزم القيام بها الى تركيا، ان موجة الهجمات التي تتعرض لها روسيا خلال الأيام الأخيرة ليست موجهة الى أشخاص أو أهداف معينة بل ضد روسيا بأكملها. ووصف أزمة بيسلان بأنها رهيبة ليس فقط لان عددا كبيرا من الرهائن هم من الاطفال بل لانها تهدد كذلك بالاضرار بالعلاقات الدينية والقومية في المنطقة، مؤكدا أن المهمة الاكثر اهمية الآن هي حماية أرواح الرهائن. وهاجمت مجموعة مسلحة مؤلفة من 17 رجلا وامرأة على الاقل صباح الاربعاء مدرسة في بيسلان في اوسيتيا الشمالية في اول يوم من السنة الدراسية. وتطالب المجموعة بانسحاب القوات الروسية من الشيشان وتحتجز حوالي 350 رهينة نصفهم من الأطفال والفتيان. وكان 50 طفلا منهم، نجحوا في الاختباء أثناء وقوع الهجوم، وتمكنوا من الهرب بعد قليل من سيطرة المسلحين عليها.