"جبور اليوم بيجات الأمس"، و"راية الله على البيجات" الجبور عشيرة تقطن نواحي تكريت، والبيجات عشيرة الرئيس المخلوع صدام حسين، وبمثل هذه العبارة يعبر المواطنون من ابناء العشائر الساكنين في مدينة تكريت عن استهجانهم وامتعاضهم من سلوك وتصرفات أبناء "عشيرة الجبور" الذين تولوا زمام السلطة في مدينة تكريت بعد الاحتلال حيث فرض ابناء هذه العشيرة التي تعد واحدة من أكبر العشائر العربية ومن العشائر الرئيسية في محافظة صلاح الدين، نفوذهم على المحافظة. وتسكن عشيرة الجبور "ناحية العلم" جنوب غربي مدينة تكريت فضلاً عن وجود قسم كبير منها في قضاء الشرقاط، وقرية الحجاج والبو طعمة ومدينة بيجي وقرية الزوية، اضافة الى ناحية الضلوعية القريبة من قضاء بلد والتي شهدت مواجهات عنيفة مع الاميركيين في أوقات سابقة. وذكر الشيخ أحمد ناجي الجبارة، رئيس عشيرة الجبور في صلاح الدين و"رئيس مجلس شيوخ المحافظة": "ان تعداد عشيرة الجبور في المحافظة يبلغ 100 ألف نسمة، وتعد اكبر عشيرة في المحافظة". واضاف انها "فرضت نفوذها بعد سقوط النظام العراقي واحتلال المدينة، وبادرت الى تشكيل مجلس شيوخ مؤلف من 7 شيوخ، قاموا بتسيير شؤون المحافظة". وتم اختيار أحد أبناء العشيرة وهو حسين جاسم الجبارة لتولي منصب المحافظ وهو قائد عسكري في الجيش العراقي المنحل، وأحمد ناجي الجبارة لتولي منصب رئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس الحكم المحلي، واختير اللواء مزهر طه الجبوري أحد ضباط الحرس الخاص المنحل لتولي منصب قائد الشرطة، واختير مواطنان آخران لتولي مناصب ادارية مختلفة". ولوحظ ان استحواذ ابناء عشيرة الجبور على مناصب ادارية في المحافظة أدى الى تعيين اكبر عدد منهم في وظائف حساسة، فجميع مديري الدوائر من العشيرة، وغالبية عناصر الأمن والشرطة منها. وبدأ أبناء هذه العشيرة يستغلون نفوذهم في التوسط لدى المسؤولين لتوظيف هذا أو ذاك أو للحصول على عقود. وأصبح كل من يحمل لقب "الجبوري" مفضلاً وله الأولوية، حتى ضاقت الناس بهم فأخذوا يتهامسون: "جبور اليوم بيجات الأمس". في اشارة الى البيجات "البو ناصر" عشيرة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذين يسكنون "ناحية العوجة" الواقعة جنوب تكريت، وبدأ الناس يعمدون الى المقارنة بين سلوك ابناء عشيرة صدام حسين الذي حكم العراق 35 عاماً وأفراد هذه العشيرة الذين تولوا قيادة مدينة صغيرة ولفترة لا تتجاوز السنة وفرضوا نفوذهم. ومصطلح "راية الله على البيجات" مصطلح يتداول في شوارع تكريت يومياً اكثر من مرة. وفي الوقت الذي ازيحت فيه عشيرة البيجات الى الخلف وفقدت زمام الأمور نتيجة انهيار النظام السابق وسقوطه، برز ابناء عشيرة الجبور ليحكموا القبضة على كل شيء في المحافظة. ويقول احد مواطني المحافظة ما نشاهده حالياً في تكريت هو ظاهرة استحواذ العشائر على المواقع والتي برزت اكثر خلال فترة ما بعد الحرب الاخيرة. يذكر أن افراد عشيرة الجبور ابعدوا عن الوظائف الحساسة في زمن النظام السابق بعدما اكتشفت مؤامرة لقلب نظام الحكم آنذاك كان بطلها الجبور، ما أدى إلى إبعاد غالبية ابنائها عن المناصب القيادية.