حظي صدام حسين خلال أشهر مطاردته بمساعدة أفراد عشيرته الذين كانوا يسيطرون على الجهاز الخاص الذي يعد أهم أجهزته الأمنية. وأفاد زعماء عشائر في تكريت ان الرجلين اللذين توليا على ما يبدو اكثر من غيرهم حماية الرئيس المطاح به هما اثنان من اقاربه لجهة الاب والام: محمد حتوش وعمر ابراهيم المسلط. والرجلان المتحدران من تكريت وبغداد كانا من حراسه الشخصيين ومسؤولين في الجهاز الخاص. كما ورد ذكر اسمين آخرين من اقاربه لجهة الاب هما الشقيقان اكرم وحبيب الصالح. وتتماشى رواية زعماء العشائر مع رواية الجيش الاميركي التي اشارت الى ان الديكتاتور السابق كان يعول على اربعة او خمسة من اقاربه لتسهيل تنقلاته ونقل تعليماته الى عناصر المقاومة. ولم يكشف الجيش الاميركي اسماء، مكتفياً بالاشارة الى ان حماة صدام حسين ينتمون الى خمس أسر في تكريت كانوا يحتلون مناصب في الحكومة أو في أجهزة الامن. واعتقل كل هؤلاء الاعوان ما عدا واحد بحسب الاميركيين، وبينهم الرجل الذي قادهم الى مخبأ صدام حسين اثر استجواب مشدد وقيل انه ساعده الأيمن. وقال الشيخ ناجي الجبار، رئيس المجلس المعين من الاميركيين في تكريت ان "ما سهل اعتقال صدام هو علاقاته السيئة مع الناس بمن فيهم افراد عشيرته". وفي الثمانينات، مع بداية فترة رئاسته، استبدل صدام حسين شيخ عشيرة البيجات محمود الندا بأحد اقاربه وصادر اراضيه. ولم يكن بإمكان صدام تالياً الثقة إلا بأقاربه في عشيرتي والدته ووالده ابو عمر وابو قعفور، الذين احتلوا خلال فترة حكمه اعلى المناصب في اجهزة الامن. ويملك كل من محمد حتوش وعمر ابراهيم المسلط والشقيقين صالح هذه المواصفات بالتأكيد. وقال الشيخ ناجي: "انهم بالتأكيد هؤلاء الاربعة". ولم يكن امام صدام إلا الالتفات الى اقرب المقربين الذين لا يزال بإمكانه الثقة بهم بعد سقوط بغداد وفي ظل غياب الدعم من خارج هذه الحلقة المقربة. وبحسب الشيخ ناجي كان محمد حتوش حارساً شخصياً مقيماً في تكريت حيث يشرف على الاستخبارات في حين بقي عمر ابراهيم المسلط مع صدام في بغداد. ولم يشهد أي من هؤلاء الرجال سقوط بغداد. غير ان الشيخ يعتقد ان عمر ابراهيم المسلط كان يختبئ مع صدام، وقد يكون قتله عراقيون اشتبهوا بأنه سلم صدام للأميركيين، لكنه اشار الى "انه لم ير جثته في مشرحة المستشفى". ويؤكد حسيب صهيب احمد، وهو شيخ آخر في "الدور" حيث اعتقل صدام، ان القوات الاميركية استجوبت السكان في شأن ابراهيم المسلط اثر اعتقال الرئيس العراقي السابق. وروى الشيخ حسيب ان علاقة وثيقة كانت تربط صدام بمحمد حتوش. وقال: "منحه صدام الكثير من السلطة، وكان بامكان حتوش انفاق المال كما يريد، وكانا قريبين جداً من بعضهما". ويشاطر شيوخ آخرون الشيخ حسيب هذا الرأي. وقال شيخ آخر من الدور طلب عدم كشف هويته "حتوش كان الساعد الايمن لصدام. وكان يعتمد عليه في محافظة صلاح الدين. وكان يتمتع بنفوذ يفوق نفوذ المحافظ. كان ارفع ضابط في القصر الرئاسي". وقدم شيخ من ابوعجيل الرواية ذاتها. واضاف مفضلاً عدم كشف هويته: "حتوش كان كل شيء بالنسبة الى صدام واختفى اثر الحرب. اعتقد انه كان مختبئاً مع صدام".