أكدت مديرة أيام قرطاج السينمائية السيدة ناديا عطية إلغاء برمجة الفيلم الوثائقي "طوفان في بلاد البعث" للمخرج السوري عمر أميرلاي خلال الدورة الجديدة للمهرجان التي تنطلق الجمعة المقبل وتستمر تسعة أيام. لكنها نفت في تصريح هاتفي الى "الحياة" أن تكون الحملة التي تعرض لها الفيلم في صحف قريبة من الحكومة هي السبب وراء الإلغاء وعزته إلى عدم قدرة المخرج على الحضور إلى تونس لمناقشة الفيلم مع الجمهور. وأفادت عطية أنها اتصلت بأميرلاي هاتفياً وطلبت منه المجيء إلى تونس "ولو لأربع وعشرين ساعة فقط" لمناقشة موضوع الفيلم مع النقاد والجمهور كونه ليس فيلماً عادياً" لكن "تعذر عليه الحضور"، كما قالت، فألغي الفيلم من برمجة الدورة. إلا أن مخرجاً تونسياً رفض الكشف عن اسمه اعتبر أن أسباب الإلغاء "سياسية بحتة ولاعلاقة لها بمجيء المخرج من عدمه مستدلاً بكون أفلام كثيرة تعرض في أيام قرطاج من دون حضور مخرجيها". وينتقد الفيلم أداء حزب البعث في سورية، الذي يقيم علاقات متينة مع "التجمع الدستوري الديموقراطي" الحاكم في تونس ويعطي صورة سلبية عن أيديولوجيته وتعاطيه مع المجتمع السوري على مدى خمسة وثلاثين عاماً. ويعتقد مراقبون أن الحملة التي شنتها صحيفة "الشروق" غير الرسمية والتي تعبر عادة عن آراء الحكومة حملت إدارة المهرجان على إلغاء عرض الفيلم. وكانت هذه الصحيفة هاجمت الفيلم وأكدت أن مهرجان قرطاج لايمكن أن يكون "منبراً لأعداء العروبة أو للدعاية الصيونية التي تستهدف سورية". ورأت أنه "لا يمكن أن تحتضن مثل هذا الشريط سوى التظاهرات المتصهينة التي تستهدف كل ما هو قومي وعربي". لكن الصحف الأخرى لم تظهر اهتماماً خاصاً بنقد الفيلم، وطرحت صحيفة "لابراس" اللسان الرسمي للحكومة في عددها الصادر السبت الماضي أسئلة موضوعية على مديرة مهرجان قرطاج لمعرفة اسباب الالغاء، إلا أن عطية كررت التذرع بغياب المخرج. ويتناول الفيلم الممنوع انعكاسات ايديولوجية حزب البعث على المجتمع السوري. ويتنافس في المهرجان الذي يترأس لجنته التحكيمية المخرج السوري محمد ملص 37 فيلماً طويلاً وقصيراً و 44 فيلماً وثائقياً من 11 بلداً على جائزة التانيت الذهبي فى المسابقة الرسمية لهذا المهرجان للسينما العربية والافريقية الذى يقام كل سنتين منذ 38 عاماً.