هل انتهت "الزوبعة في فنجان" على خير؟ وهل تمكن منظمو المهرجان من توضيح ما يرون انه الحقيقة؟ ربما... المهم أن "مهرجان قرطاج" يفتتح اليوم، بعد ساعات من الصخب والضجيج حول فيلم "الطوفان" أثارهما من جهة ساخطون على المهرجان لأنهم لم يدعوا اليه، ومن جهة ثانية هواة بيانات محترفون، ومن جهة ثالثة "مثقفون" اكتشفوا" متأخرين عشرين سنة، قمعية النظام التونسي. المستفيد الأكبر من هذا كله كان فيلم "الطوفان" الذي ستتعزز من الآن وصاعداً قيمته ك"منشور سياسي"، على حساب أية قيمة فنية ستكون له، وستندفع "الحشود" لمشاهدته في قرطاج، في غياب صاحبه. هنا اطلالة على المهرجان في يوم افتتاحه. نفت مديرة أيام قرطاج السينمائية، السيدة نادية عطية، كل ما أشيع حول تراجع أو اعتراض ادارة المهرجان على برمجة الفيلم الوثائقي السوري "الطوفان" للمخرج عمر أميرالاي. وأكدت السيدة عطية أن الفيلم مبرمج في المهرجان وسيعرض خارج المسابقة الرسمية التي كان مرشحاً لها، نظراً لاعتذار المخرج عمر أميرالاي عن الحضور. وبيّنت السيدة عطية ان قانون المهرجان يفترض حضور مخرجي الأفلام المبرمجة في المسابقة الرسمية، لمناقشتها بعد انتهاء العروض. وأوضحت السيدة عطية خلال الندوة الصحافية التي عقدتها ادارة أيام قرطاج السينمائية صباح الأربعاء الماضي في تونس، أن الضجة حول الفيلم بدأت عند نشر خبر في جريدة "الشروق" التونسية، وقع فيه تغيير أو خطأ في عنوان الفيلم، حيث تحول الى "سورية بدون حزب البعث" بدل "الطوفان"... ثم أعقبه مقال في الجريدة نفسها، ينبه من نيات مخرج الفيلم، ومواقفه السياسية المشبوهة. ونفت السيدة عطية ان تكون صرحت بحديث لوكالة "فرانس برس" الفرنسية تعترض فيه على الفيلم، مؤكدة ان الشريط سيعرض في المهرجان الذي سينطلق اليوم، ويمتد الى غاية التاسع منه. وأوضحت كذلك، انه لم تحدث أي انسحابات من مخرجين عرب على غرار ما يشاع وأكدت أن أفلام نزار حسن وإليان الراهب وغيرهما، ستعرض في المهرجان. دورة استثنائية وأشارت مديرة المهرجان الى أن دورة هذا العام، ستكون استثنائية ومتميزة، نظراً لاحتفال المهرجان بمرور 38 سنة على إنشائه، وبينت ان أيام قرطاج السينمائية هي أول مهرجان سينمائي في افريقيا والوطن العربي. وانطلاقاً من هذه الميزة، وقع الاعداد له في شكل كبير حيث سيتم تنظيم حفل الافتتاح في فضاء رياضي هو قصر الرياضة في المنزه. كما تم الاعداد لتنشيط الشارع الرئيس في العاصمة تونس في شكل يومي. وسيقع تحويل جدران البنايات العالية في الشارع، الى شاشات ضخمة. كما ستقام شاشة مائية على نافورة ساحة "7 نوفمبر". 257 فيلماً وسيكون فيلم الافتتاح، العمل الأخير للمخرجة اللبنانية رندة الشهال الصباغ "الطائرة الورقية"، حيث يعرض بعدما أشبع عرضاً في الكثير من المناسبات. وبلغ عدد الأفلام التي ستعرض في هذه الدورة 257 فيلماً، منها 22 من الوطن العربي، ومن ضمن هذه الأفلام العربية هناك عشرة أفلام لمخرجين جدد، منها فيلمان تونسيان هما: "باب العرش" للمخرج مختار العجيمي، و"كلمة رجل" للمخرج معز كمون، سيمثلان تونس في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة. وفي هذه الدورة، استعادت ادارة المهرجان سوق الأفلام الذي اختفى في دورات سابقة. كما سيقع تنظيم ورشة للمشاريع السينمائية والسمعية - البصرية خصصت لها سبع منح دولية من مؤسسات تونسية ودولية، ستعطى للمشاريع الفائزة. ومن بين النجوم العرب والأجانب الذين سيحضرون الى تونس لمواكبة المهرجان، الفنان عمر الشريف والفنانة يسرا والناشط الفرنسي المعروف تييري أرديسون. في المقابل اعتذرت النجمة السينمائية بينلوب كروز بسبب انشغالها بتصوير فيلم سينمائي. كما اعتذر الممثل الفرنسي جيرار دي بارديو بسبب اصابة في رجليه. واعتذرت كذلك الممثلة جولييت بينوش والممثلة إيزابيل هوبير والممثل الأميركي أنطوني هوبكنز.