موسكو - "الحياة"، أ ف ب - أعلن الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف انه "يتفهّم" الانتحاريين الذين نفّذوا الهجوم في غروزني اول من امس لكنه لا يدعمهم، فيما اتهمت موسكو مسؤولا في جماعة "الاخوان المسلمين" يدعى "ابو الوليد" بتدبير الهجوم الذي أدى الى مقتل 55 شخصاً. راجع ص 8 ونقلت وكالة "ايتار تاس" الروسية عن الناطق باسم القوى الفيديرالية المشاركة في "العملية ضد الارهاب" في الشيشان الكولونيل ايليا شابالكين انه "بحسب المعلومات المستقاة من مصالح الامن فإن ابو الوليد التقى زعيم الحرب الراديكالي شامل باسييف وتقرر خلال هذا اللقاء تنظيم العديد من الاعمال والتحركات المهمة في غروزني والمراكز الاقليمية الشيشانية". واضاف الضابط ان "هذه المعلومات مكنت من القضاء بعد ذلك في قرية ستاريي اتاكي جنوب شرقي غروزني على مرتزق عربي آخر هو ابو طارق"، معتبراً ان "القرية هي بمثابة مركز قيادة للمتمردين لاجراء عمليات حتى في غروزني". وفي حديث آخر لتلفزيون "ان تي في"، قال شاباكلين ان "المقاتلين المتمردين يلجأون اكثر فأكثر الى الطرق العربية وهي استعمال القنابل البشرية واختيار اماكن تجمع الناس للقيام بعمليات التفجير". واضاف ان بين قادة هؤلاء "يوجد مرتزقة اجانب، خصوصاً من العرب المتدربين في افغانستان وطاجكستان" من دون ان يحدد البلدان التي يتحدر منها هؤلاء المقاتلون. وكان ثلاثة انتحاريين على متن شاحنة وسيارة جيب عسكرية محشوة بالمتفجرات وفي حوزتهم كل جوازات المرور العسكرية الضرورية فجروا السيارتين اول من امس امام مقر الادارة الشيشانية الموالية للروس في غروزني، مما أدى الى مقتل 55 شخصاً وجرح 153 آخرين. وقالت الخارجية الروسية، في بيان امس، ان "الارهابيين الذين ينشطون في الشيشان أظهروا مرة اخرى انهم يشكلون قسما من المنظمات الارهابية الدولية"، معتبرة ان عملية غروزني "تبرهن بوضوح كبير الاهداف الحقيقية لهؤلاء المجرمين وحماتهم وهي تخويف الذين يعملون من اجل ان تتمكن الامة الشيشانية من العيش في سلام، وتخريب عملية التطبيع التي تتعزز في الجمهورية بدعم السكان المتواصل. انهم لن ينجحوا". واضافت: "ان جريمة غروزني الوحشية تدل بوضوح على ان نشاط الارهابيين في الشيشان عبارة عن امتداد للتحدي الارهابي الشامل". واكدت ان "المجرمين الدوليين يلجأون الى طرق حددت في مناطق اخرى من العالم. من جهة اخرى، تبين ان مقاتلين في خلايا القاعدة، التي كشفت أخيراً تدربوا في الشيشان". في موازاة ذلك قال مسخادوف في بيان بثه موقع الشيشان على شبكة الانترنت: "اتوجه الى الذين قرروا التضحية بحياتهم بسبب المعاناة الكبيرة التي تعرضوا لها والخسائر التي تكبدوها". واضاف: "اتفهمكم لكن لا يمكنني ان ادعمكم. اعداؤنا لن يتوقفوا بموتكم او بموت المئات او الآلاف منكم. لن نحقق انتصار العدل الا باعتدالنا وسمو روحنا. فالكرملين يستخدم كل الذرائع لربط الشيشانيين بالارهاب الدولي الذي هو في الواقع صنيعته. واجبنا ألا نتركهم يتلاعبون بنا".