بعد ان كانت السيارات الفخمة التي يقودها الشبان في شوارع دمشق وغيرها من المدن السورية تخرج من مكبرات الصوت فيها الموسيقى الغربية لمغنين معروفين او غير معروفين، وبعد ان كان اصحاب محلات بيع الكاسيت وال"سي دي" ومعظمهم من الشباب يعملون على اجتذاب الزبائن وإغرائهم من خلال وضع كاسيتات و"سيديات" لآخر اكثر الأغاني مبيعاً عالمياً لمغنين غربيين من مادونا ومايكل جاكسون وبريتني سبيرز تحول الأمر الى ما يشبه الصرعة وتم وضع كاسيتات علي الديك صاحب مجموعة من الأغاني الشعبية التي روجها الإعلام المحلي اولاً ثم العربي وانتشرت "كالنار في الهشيم" في كل مكان، إذ لا يمكن ان تغيب عن اذن اي سائر في شوارع دمشق حتى الراقية منها سواء في السيارات الفخمة التي يقودها الشبان ام حتى محلات بيع الكاسيت. وعلي الديك واحد من المطربين الشعبيين احتضنه الإعلام المحلي الى جانب عدد آخر من هؤلاء من خلال استضافتهم في مهرجانات كثيرة، إلا انها خصته اكثر من غيره باهتمام كبير وتحول الى نجم ينافس المطربين العالميين في حضوره محلياً وبخاصة لدى الشبان فيما اقدمت احدى شركات الإنتاج الفني المحلية على إنتاج اغانيه بعد ان صور فيديو كليب لأغنيته الأخيرة "طل الصباح ولك علوش" واستضاف فيه نجوماً معروفين من الدراما السورية رندة وزهير عبدالكريم. ويقول سعيد صاحب محل لبيع الأشرطة "كنت ابيع اشرطة في البداية لمطربين عالميين معروفين وفي شكل معقول يومياً إلا انه ومنذ نزول اشرطة علي الديك وعدد من المطربين الشعبيين الآخرين الى الأسواق تراجع بيع اشرطة المطربين العالميين الغربيين وحتى المطربين العرب. ويوضح سعيد الذي عانى تراجع مبيع الأشرطة عنده في البداية: "لجأت الى شراء آلاف النسخ من اشرطة علي الديك ومطربين شعبيين بعد ان اصبحت اسأل في شكل يومي إن كانت موجودة لدي". وسعيد واحد من مئات اصحاب محلات بيع الأشرطة الذين حاولوا السير وفق تغير مزاج الاستماع لدى الشباب السوري الذي يركض وراء الصرعات الجديدة. ويذكر راغب بائع في محل اشرطة و"سيديات" ان كثافة بيع الأشرطة لم يقتصر على علي الديك بل امتد ليشمل اشرطة لمطربين شعبيين آخرين منهم من هو معروف ومنهم غير معروف. ويشير الى ان الأغاني الأكثر ايقاعاً هي المرغوبة اكثر لدى الشبان حتى اننا لجأنا الى إعداد "كوكتيل" للأغاني الأكثر ايقاعاً لعدد من المطربين الشعبيين جمعناها في كاسيت واحد او "سي دي" في محاولة لاجتذاب زبائن اكثر من الشبان. وفي مقابل انتشار هذه الأغاني الشعبية انتشرت نكات شعبية كثيرة في الأوساط الشعبية في سورية منها نكتة تتحدث عن سائح زار سورية ولمدة قصيرة في فترة انتشار اغنية علي الديك الأولى "الحاصودي" وعندما ركب هذا السائح سيارة اجرة متوجهاً الى المطار للمغادرة همّ سائق السيارة بوضع كاسيت في مسجل السيارة، فما كان من السائح إلا ان امسك يد السائق وقال له "Please no hasodi". وثمة حادثة تتحدث عن محامٍ من محافظة حمص ينتمي الى عائلة علوش اسم الأغنية الأخيرة لعلي الديك رفع دعوى ضد الأخير لاستخدامه اسم عائلته.