قال مدير وكالة الطاقة الدولية كلود مانديل بعد اجتماعه مع وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام في باريس اول من امس"ان السوق النفطية مشبعة بالنفط بشكل جيد وان الانتاج النفطي اكثر من الطلب على النفط وان المخزون أُعيد تكوينه وهو بمستوى ملائم وعلى هذا الاساس لا تعبر اسعار النفط الحالية عن عوامل السوق". واضاف:"هناك مشكلة تُقلق دول الوكالة وهي ان الطاقات النفطية الزائدة في دول اوبك غير المستخدمة محدودة وقليلة". واشار الى ان مستوى الفائض"لم يسبق له ان كان بهذه القلة اذ ان الطاقة الاضافية غير المستخدمة في دول المنظمة اليوم لا يتجاوز حوالي مليون برميل يومياً وربما اكثر بقليل". وقال:"ان هذا الامر يُفسر توتر المتعاملين في السوق الذين يتخوفون من حدوث اي توقف من اي مصدر اساسي في غياب اي مرونة في طاقة الانتاج في دول النفط الاخرى للتصدي لصدمة نفطية". واضاف مانديل:"ان الاسواق والمتعاملين فيها على خطأ لانهم لا يأخذون في الاعتبار وجود المخزون الاستراتيجي لدول وكالة الطاقة الدولية وهو يصل الى 115 يوم استهلاك على رغم اننا لم نغيّر شيئاً في سياستنا الا اذا كان هناك انقطاع في العرض النفطي الذي لا يمكن ان يعوّض من زيادة انتاج دول"اوبك"التي لديها طاقة انتاجية فائضة". وتابع"كلما قلّت الطاقة الانتاجية الفائضة في الدول النفطية كلما ازدادت مخاطر انقطاع الانتاج في اي من الدول مع احتمال الاستعانة بالمخزون الاستراتيجي لدول وكالة الطاقة الدولي لكن بالنسبة الى استراتيجية استخدامها حالياً فلم نغيّر شيئاً". وعن اشاعات تتناول استخدام الولاياتالمتحدة مخزونها الاستراتيجي قال مانديل"الولاياتالمتحدة تستخدم مخزوها الاستراتيجي بالتنسيق مع دول وكالة الطاقة الدولية اذا وقع حادث خطير ادى الى انقطاع الامدادات النفطية". وعما اذا كان بإمكان الولاياتالمتحدة استخدام مخزونها الاستراتيجي بمفردها قال مانديل:"بالنسبة الى الجزء الذي يتعلق بمخزون لمدة اكثر من 90 يوماً كل حكومة لديها حرية التحرك لكن ليس لديّ الانطباع ان الحكومة الاميركية عازمة على استخدام مخزونها الاستراتيجي وحدها". وعما اذا كان يتوقع ان تعود اسعار النفط الى مستويات 28 او 30 دولاراً للبرميل قال:"آمل ذلك لكن من اجل ان نعود الى هذا المستوى ينبغي زيادة الطاقات الانتاجية وهذا يواجه مشكلة استثمارات على المدى القصير ووكالة الطاقة الدولية تتوقع ان تزيد طاقات الانتاج بنحو مليون ونصف مليون برميل يومياً السنة المقبلة وهذا امر ايجابي لكن ليس كافياً وينبغي ان تكون اكثر وقلقنا الحقيقي اليوم انه ليس هناك استثمارات كافية لزيادة الانتاج في الدول النفطية. وهذا ينطبق على دول اوبك وشركاتها الوطنية، وايضاً على دول من خارج اوبك والشركات الدولية". وعن الاستثمارات المطلوبة في الدول النفطية لزيادة الطاقة الانتاجية في دول"اوبك"قال:"ليس لديّ جواب على هذا السؤال لاننا كثيراً ما نرى صعوبة في الحصول على المعلومات من دول اوبك. ولكنني اعتقد بأنه يمكن ان تتم بعض الاستثمارات في عدد من الدول بشكل سريع لزيادة الطاقة الانتاجية في غضون شهور ما سيُساهم في زيادة الطاقة الانتاجية". وعن طاقة العراق الانتاجية قال:"لو استقر الوضع في العراق على المستوى السياسي واصبح الامن مضموناً، قد يلعب العراق دوراً كبيراً في زيادة الطاقة الانتاجية، هذا لا شك به". وتابع"ان طاقة العراق الانتاجية تعتمد على الاوضاع الامنية، ووضعت وكالة الطاقة الدولية دراسة تُظهر ان بإمكان الطاقة الانتاجية العراقية ان ترتفع الى ما بين 5 و6 ملايين برميل يومياً اذا كان الوضع الامني طبيعي ومع استثمارات كافية".