أعرب وزير الطاقة الاماراتي محمد بن ضاعن الهاملي عن اعتقاده بان النطاق السعري المناسب لنفوط منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك، سلة اوبك، يراوح بين 30 و38 دولاراً للبرميل، مشيراً الى ان موضوع النطاق السعري الحالي بين 22 و28 دولاراً للبرميل"قيد البحث وسُيتخذ القرار المناسب بشأنه بعد استكمال درسه". وقال الهاملي، ل"الحياة"قبل توجهه الى القاهرة للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي للمنظمة بعد غد الجمعة، ان"كل الخيارات مفتوحة امام الوزراء، وانه في حال استمرار تراجع الاسعار يتعين مناقشة خفض الانتاج". واكد ان المنظمة لا تُفكر في الوقت الراهن في استبدال تسعير النفط بعملة أخرى غير الدولار الاميركي،"على رغم ان تراجع سعره يؤثر سلباً في دخل الدول المنتجة". واشار الى ان الامارات مستمرة في زيادة طاقتها الانتاجية والتعاون مع المنتجين لسد حاجة الدول المستهلكة. ما هي الرسالة التي تحملونها في مشاركتكم للمرة الاولى ممثلاً للامارات في المؤتمر الوزاري لمنظمة"اوبك"والمؤتمر الوزاري لمنظمة الاقطار العربية المصدرة للنفط"اوابك"في شأن السياسة النفطية للبلاد؟ - الرسالة للمنظمتين هي العمل سوياً لضمان استقرار اسواق النفط الدولية، في اطار اسعار عادلة ترضي المنتجين والمستهلكين. ودولة الامارات ملتزمة بالعمل مع المنتجين الباقين لتزويد السوق النفطية بما تحتاجه من امدادات لسد حاجة المستهلكين ولادامة عملية التنمية على المستوى الدولي. شهدت اسعار النفط تراجعاً كبيراً في الآونة الاخيرة عن مستوياتها القياسية، ما السبب في رأيكم؟ - يعود جانب من التراجع الى اساسيات سوق النفط من عرض وطلب ومخزونات نفطية، وهناك تراكم للمخزونات النفطية ومن المشتقات، خصوصاً وقود التدفئة، في بعض الدول المستهلكة الرئيسية. اما الجانب الثاني، فيتعلق بأمور بعيدة عن أساسيات السوق وله علاقة بالمضاربات في الاسواق الآجلة. كما ان اعتدال الطقس في الجزء الشمالي من الكرة الارضية أدى الى تراجع استهلاك الوقود وبالتالي التأثير سلباً في الاسعار. ما هي الاجراءات التي ستتخذها"اوبك"في اجتماع القاهرة لمواجهة التطورات الاخيرة في السوق؟ - سيتعرض مؤتمر"اوبك"الذي سيُعقد الجمعة الى العوامل المؤثرة في السوق النفطية، وستُتخذ الاجراءات المناسبة للحفاظ على استقرار السوق. الالتزام ثم خفض الانتاج هل تفكرون في خفض الانتاج، ام الاكتفاء بالدعوة للالتزام بالحصص المقررة للدول الاعضاء؟ - كل الخيارات مفتوحة امام الاجتماع وقد يكون من المناسب الالتزام بحصص الانتاج في المرحلة الاولى، لان ذلك يعطي مصداقية اكثر للمنظمة. وفي حالة استمرار تراجع الاسعار، يُناقش موضوع خفض سقف الانتاج. لا تفكير باستبدال الدولار كيف ترون الانخفاض الكبير في سعر صرف الدولار، وهل تفكرون في استبدال الدولار بسلة عملات في تسعير النفط؟ - لا شك في ان انخفاض القوة الشرائية لسعر صرف الدولار امام العملات الرئيسية الاخرى يؤثر سلباً في دخل الدول المنتجة، التي لها تعاملات تجارية مع دول اخرى اوروبية وآسيوية. لكن، وعلى رغم ذلك، ليس هناك تفكير في الوقت الحاضر في تسعير النفط بعملة اخرى. تدرس"اوبك"وضع نطاق سعري جديد لنفوطها بدلاً من نطاق 22 الى 28 دولاراً للبرميل، فهل تؤيدون تغيير النطاق السعري، وما هو السعر المناسب في رأيكم؟ - موضوع النطاق السعري لسلة نفوط"اوبك"قيد البحث، وسيُتخذ القرار المناسب بخصوص ذلك عند استكمال دراسة الموضوع. وبدأ العمل بالنطاق السعري الحالي في الربع الاول من عام 2000، ولو أخذنا في الاعتبار عوامل التضخم وانخفاض القوة الشرائية للدولار، ربما يكون النطاق الانسب للسلة بين 30 و38 دولاراً للبرميل. من الموضوعات الشائكة في المنظمة، تعيين امين عام جديد. كيف ستتعاملون مع هذه المسألة في مؤتمر القاهرة؟ - سيناقش مؤتمر"اوبك"موضوع تعيين الامين العام الجديد للمنظمة، وفي حالة وجود اجماع حول الموضوع سيتم، والا سيُؤجل الى الاجتماع الذي يليه ويقوم رئيس المؤتمر بهذه المهمة كما هو حاصل الآن. مع ارتفاع اسعار النفط، برزت الحاجة لزيادة قدرات الانتاج الاحتياط. ماذا تعمل الامارات في هذا الخصوص، وهل ترون زيادة الاستثمارات في قطاع النفط حتى مع تراجع الاسعار اخيراً؟ - بسبب النمو في الطلب الدولي على النفط، خصوصاً في الدول النامية مثل الصين والهند، سيكون من الضروري توفير طاقة انتاج اضافية في المستقبل لتلبية حاجات الدول المستهلكة. كما ان وجود طاقة اضافية مناسبة يؤدي الى استمرار تدفق الامدادات الى السوق الدولية في حالة وجود اضطرابات في بعض مناطق الانتاج، او ظروف جوية غير عادية، وهذا سيدعم استقرار الاسواق ويؤمن الامدادات المطلوبة للدول المستهلكة. والامارات مستمرة، عبر شركاتها النفطية، في تطوير الصناعة النفطية وتوسيع طاقة الانتاج لتلبية حاجات الدول المستهلكة لهذه السلعة الاستراتيجية. وتمتلك الامارات احتياطات نفطية كبيرة، ومن الضروري تطوير طاقة الانتاج بما يتناسب مع، ويخدم، عملية التنمية فيها. هل لديكم مخاوف من حدوث تراجع كبير في اسعار النفط في الفترة المقبلة؟ - يُتوقع ان يكون النمو في الطلب على النفط السنة المقبلة اقل من السنة الجارية، وفي حالة استمرار مستويات الانتاج على وضعها الحالي، سيؤدي ذلك الى تراكمات كبيرة في المخزونات النفطية، خصوصاً في الربعين الاول والثاني من السنة المقبلة، وقد يؤدي ذلك الى هبوط الاسعار.