انفجر الوضع في ولاية هيرات الأفغانية غرب أفغانستان امس، في أعقاب قرار الرئيس الأفغاني حميد كارزاي إقالة حاكمها الجنرال اسماعيل خان وتنصيبه وزيراً للصناعة والتعدين. غير أن خان رفض العرض، واندفع المئات من انصاره المحتجين على القرار إلى شوارع المدينة وهم يقذفون السيارات الأميركية بالحجارة كما أضرموا النار بمكتبين تابعين للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين الأفغان. وأفادت التقارير الواردة من هناك بأن تسعة قتلى سقطوا أمس واليوم في المواجهات مع قوات الشرطة الأفغانية والأميركية الموالية لها، وأن حالاً من التوتر والغضب تسود هيرات احتجاجاً على قرار كارزاي. وأبلغت "الحياة" مصادر أفغانية في بيشاور تمكنت من الاتصال بهيرات، أن المتظاهرين المؤيدين لاسماعيل خان استخدموا الأسلحة الأوتوماتيكية ضد القوات الأميركية والأفغانية الموالية لها، وهو ما قد يعني تطوراً في طريقة رد أتباع ومؤيدي خان على قرار إقالة زعيمهم. ويأتي القرار قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية التي يشارك فيها سبعة عشر متنافساً أبرزهم كازراي. وأفادت "فرانس برس" ان جنوداً اميركيين تمكنوا في ما بعد من السيطرة على مبنيي الاممالمتحدة. وسمعت طلقات نارية في المدينة حيث ظل الوضع متوتراً، وادى ازدياد الحواجز على الطرقات الى اعاقة حركة المرور. ونقلت الوكالة عن الناطق باسم المنظمة مانويل دو الميدا اي سيلفا ان الموظفين في كلا المبنيين تمكنوا من الاختباء في غرفة محصنة ولم يصب احد منهم بجروح. وفي وقت يعتقد مراقبون أن القرار يهدف إلى تقليص نفوذ أمراء الحرب الأفغان والتمهيد لفوز كارزاي بالانتخابات، يعتقد آخرون أن ذلك قد يكون له مفعول عكسي في ظل لجوء الأقليات إلى دعم المرشحين الذين يتحدرون منها والإحجام عن دعم كارزاي المتحدر من العرقية البشتونية. وتمكن اسماعيل خان خلال السنوات الثلاث لعودته من إيران بعد سقوط "طالبان"، من إعادة شعبيته في الولاية وإعمار الكثير من المرافق المدنية فيها، من طرق وبنية تحتية. وعلى رغم قبوله رئاسة كارزاي فانه ظل محتفظاً بالأموال التي كان يجنيها من وراء الجمارك والتي تقدر بحسب بعض المصادر بربع بليون دولار سنوياً، إذ أن منطقته بوابة أفغانستان باتجاه تركمانستانوإيران وحتى دبي التي تأتي بضائعها عبر موانئ إيرانية ثم إلى هيرات المتاخمة لإيران. اطلاق سجناء على صعيد آخر د ب أ، صرح مسؤول كبير في المحكمة العليا في كابول امس، نأنه جرى إطلاق سراح ما لا يقل عن 700 سجين من بينهم 300 من الباكستانيين من السجون في العاصمة الافغانية. واتخذ كارزاي قرار إطلاق سراح السجناء الباكستانيين بعد اجتماعه بالمسؤولين في إسلام آباد أثناء زيارته الرسمية التي استغرقت يومين لباكستان في أواخر آب أغسطس الماضي. وكان تم اعتقال معظم الباكستانيين الذين كانوا يقاتلون تحت قيادة حركة "طالبان" في شمال أفغانستان بعد بدء التحالف العسكري الذي قادته الولاياتالمتحدة في اطاحة نظام الحركة أواخر عام 2001.