سيّر أنصار تحالف الشمال تظاهرة في كابول أمس، ضد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي احتجاجاً على لهجته التصالحية مع حركة "طالبان" والتي تمثلت في تصريحين له أخيراً عن وجود "شخصيات معتدلة في الحركة لم تتلطخ أيديها بدماء الشعب الأفغاني". وشارك في التظاهرة نحو 500 من أنصار التحالف جاء معظمهم من سهل شمالي الواقع شمال العاصمة الافغانية. وندد المتظاهرون ب"خيانة" كارزاي المبادئ الوطنية، ورددوا هتافات الموت ل"طالبان". وجاءت التظاهرة غداة إقدام اسماعيل خان حاكم ولاية هيرات غرب الموالي لكارزاي، على إطلاق نحو 64 سجيناً من "طالبان"، في مبادرة وصفها الناطق باسمه بأنها تهدف إلى "تعزيز الوحدة الوطنية". وكان الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني طاجيكي رد على مواقف كارزاي التصالحية تجاه "طالبان" بالقول إن "لا فرق بين طالباني معتدل وآخر متشدد فالكل سيئ". ومعلوم أن رباني يعتبر بمثابة الزعيم الروحي لتحالف الشمال الذي كان يقوده أحمد شاه مسعود. وأعرب مراقبون عن اعتقادهم بأن خطوة كارزاي التصالحية مع بعض أركان "طالبان" تهدف إلى كسب شعبية بشتونية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. كما تهدف إلى تهدئة الاوضاع في جنوب وشرق أفغانستان حيث تصاعدت هجمات مقاتلي الحركة ضد الاميركيين والقوات الافغانية المتحالفة معهم. وكانت دورية أميركية-أفغانية تعرضت أول من أمس لمكمن نصبه مسلحون قرب الحدود مع باكستان، ما أدى إلى مقتل جندي أفغاني وإصابة جندي أميركي من القوات الخاصة. وقام سلاح الجو الاميركي على الاثر باستهداف مزرعة لجأ المهاجمون إليها، ما أدى إلى مقتل أربعة منهم. وفي غضون ذلك، انفجرت عبوة في مكتب حاكم ولاية هلمند جنوب غربي أفغانستان شير محمد أخوندزاد بعد مغادرته بوقت قصير المكتب. وأسفر الانفجار عن مقتل جنديين أفغانيين. واتهمت مصادر أفغانية رسمية قوات زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار بالمسؤولية عن الانفجار. اغتيال رجل دين مناوئ للملا عمر إلى ذلك، كشف حاكم ولاية أوروزجان جان محمد أمس، أن مجهولين اغتالوا الاربعاء الماضي رجل دين مسلماً، في الحادث الثاني من نوعه خلال الاسابيع الماضية. وقال محمد إن مجهولين قتلوا المسؤول عن المسجد الرئيسي في منطقة داح-روض الحاج حبيب الله أثناء توجهه إلى مسجد قرية كلاشا للصلاة. وجاء في بيان صدر أول من أمس أن الحكومة "دانت هذا العمل الارهابي والمناهض للاسلام" متهمة حركة "طالبان" وحليفها تنظيم "القاعدة" بتنفيذه. ومنطقة داح - روض الواقعة على مسافة مئة كلم شمال قندهار هي مسقط رأس الملا محمد عمر زعيم "طالبان". وسبق أن قتل مجهولون في الرابع من نيسان أبريل الماضي رجل دين آخر في المنطقة وهو الحاج جيلاني المقرب من الرئيس الافغاني حميد كارزاي.