سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الملك فهد والامير عبدالله يهنئان كارزاي ... اسماعيل خان يرفض إلقاء السلاح ... وطهران تدين الغارات الاميركية . قبائل خوست تهدد بانتفاضة مسلحة ضد حكومة كارزاي
ركزت الحكومة الأفغانية الموقتة برئاسة حميد كارزاي في اجتماعها الأول على مسألة الامن باعتبارها أولوية، كما ناقشت إعادة بناء هياكل الادارة في البلاد، فيما تظاهر مهنيون ومثقفون تأييداً للحكومة مطالبين باستعادة وظائفهم التي فقدوها في عهد "طالبان". وارسل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز برقيتي تهنئة الى كارزاي لمناسبة توليه منصبه، وذلك في خطوة اعتبرت اعترافاً سعودياً بالحكم الافغاني الجديد، وهو ما قد يعلن رسمياً اليوم. وواجه كارزاي أول تحد جدي له تمثل في رفض حاكم هيرات الجنرال اسماعيل خان الموالي لايران تسليم أسلحة أنصاره أو دمجهم مع القوات التابعة لوزارة الدفاع الأفغانية، داعياً إلى احترام الجماعات الأخرى. وترافق ذلك مع إدانة طهران الغارات الاميركية التي استهدفت موكب أعيان وزعماء قبائل خوست، معتبرة أن "الاخطاء المتكررة" التي ارتكبها الطيران الاميركي في الهجمات على المدنيين "لا يمكن تبريرها". وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي إن "الهجمات المتكررة على المدنيين بالاسلحة والمعدات المتطورة تبرر قلقنا من بقاء قوات أجنبية في تلك البلاد". تزامن ذلك مع تهديد قبيلة نازيان الواسعة النفوذ في خوست بشن انتفاضة عسكرية ضد حكومة كارزاي، في حال واصل الطيران الأميركي غاراته على المنطقة حيث قتل أول من أمس نحو 60 من أعيان القبيلة، كانوا متوجهين إلى كابول من أجل المشاركة في مراسم تنصيب كارزاي. وفي ظل إصرار الأميركيين على أن الموكب كان هدفاً مشروعاً باعتباره يضم قادة من "طالبان" و"القاعدة"، سعت مصادر الحكومة الافغانية الموقتة الى تفادي الحرج بتسريبها أنباء مفادها أن المسلحين في الموكب المستهدف، كانوا ينوون افتعال اضطرابات خلال مراسم التنصيب. ونقلت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية عن الزعيم البشتوني المحلي قلب الدين أن كارزاي سيواجه انتفاضة مسلحة إذا شنت الولاياتالمتحدة مزيدًا من الغارات على خوست. ونقلت الوكالة التي تتخذ من باكستان مقراً لها عنه قوله: "إذا اعتدت الطائرات الأميركية على خوست مرة أخرى سنقوم بعمل مسلح ضد إدارة كارزاي". وفي غضون ذلك، تعرضت قرية قرب قندهار يشتبه في أن قادة من "طالبان" يختبئون فيها لغارة أميركية أسفرت عن مقتل أكثر من عشرين مدنياً. وتزامن ذلك مع تحقيقات أجراها رجال استخبارات أميركيين مع أسرى من الحركة معتقلين في مطار قندهار، وبينهم النائب السابق لوزير الدفاع في حكومة "طالبان" ملا محمد فاضل و15 من مقاتليه. ويهدف المحققون الاميركيون الى الحصول على معلومات من فاضل ورفاقه الذين استسلموا في قندوز قبل شهر، عن أماكن محتملة لوجود أسامة بن لادن وكبار مساعديه. لكن المحققين واجهوا صعوبات في تحديد انتماءات الاسرى. وعلى صعيد آخر، علمت "الحياة" أن باكستان وافقت على درس منح اللجوء الى سفير "طالبان" السابق في إسلام آباد عبد السلام ضعيف نتيجة وساطة من الأممالمتحدة التي أقنعت المسؤولين الباكستانيين بالسماح له بالبقاء في باكستان لشهر واحد، ريثما ينظر في وضعه. ويعتقد مراقبون أن منحه اللجوء السياسي سيشجع المئات من الشخصيات المهمة في "طالبان" على طلب اللجوء. وفي وقت بدأت مدارس البنات تفتح أبوابها في كابول، خرجت للمرة الاولى أمس تظاهرة مؤيدة للحكومة الجديدة . وحمل مئات المتظاهرين يافطات تأييد للحكومة الجديدة التي ستتولى مهماتها لمدة ستة أشهر، فيما توجه وفد من المثقفين، بينهم ثلاث نساء، إلى مقر الأممالمتحدة للبحث في إعادة إعمار البلاد. وسار المتظاهرون سلميًا أمام الوزارات ومقر بعثة الاممالمتحدة في المدينة حيث كان في استقبالهم المسؤول السياسي في المنظمة الدولية توماس روتينغ والناطق باسمها أحمد فوزي. وطلب الموفدون من مسؤولي الاممالمتحدة ممارسة ضغوط على السلطات الجديدة لايلاء أهمية خاصة لقطاع التعليم. وقال روتينغ: "إنني سعيد جدًا لاستقبال هذه المجموعة من المثقفين، واعتقد أنهم يعبرون عن آمال الشعب الافغاني وتطلعاته". وقال خليل ديلاور أحد منظمي التظاهرة: "هناك أربعة أسباب لمسيرتنا: الاول استقبال الحكومة الجديدة، والثاني الاحتفال بنهاية المعارك، والثالث مغادرة المقاتلين المسلحين الشوارع، والرابع الطلب من كارزاي إعادة المناصب الى المهنيين" بعدما كان رجال الدين يتولون إدارة كل المؤسسات الافغانية في عهد "طالبان". على صعيد آخر، تعهد الزعيم الاوزبكي عبد الرشيد دوستم عدم تخريب عملية السلام في أفغانستان، خلال لقاء له مع المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي. وقال أحمد فوزي الناطق باسم الابراهيمي إن المحادثات بين الجانبين "تناولت مسألة ضمان أمن القوافل في الشمال"، مشيراً الى أن دوستم "وعد ببذل كل ما في وسعه لتأمين الظروف الامنية الملائمة لتسليم المساعدات الانسانية".