أعلنت وزارة الصحة العراقية أمس، ان اكثر من 50 عراقياً قتلوا، فيما أصيب أكثر من 300 بجروح خلال ال24 ساعة الماضية في المعارك العنيفة بين قوات أميركية وميليشيات "جيش المهدي"، التابعة للزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر في عدد من المدن العراقية. وأوضح الطبيب علي حنون من غرفة عمليات وزارة الصحة المكلفة احصاء قتلى وجرحى أعمال العنف، أن "54 عراقياً قتلوا وأصيب 316 آخرون بجروح مختلفة جراء صدامات وقعت خلال ال24 ساعة الماضية في عموم المدن العراقية". واوضح ان "22 شخصاً قتلوا وأصيب 166 آخرون في بغداد وحدها فضلاً عن سقوط 21 قتيلاً واصابة 128 في النجف و8 قتلى و18 جريحاً في الناصرية وقتيلين وجريحين في سامراء وقتيل واحد وجريحين في مدينة العمارة". وكانت القوات المتعددة الجنسية في العراق بدأت قبل ثلاثة ايام هجوماً واسعاً ضد "جيش المهدي" في مناطق عراقية وخصوصاً في النجف جنوب. وجاء ذلك فيما أعلن الجيش الاميركي ان مروحية تابعة له هبطت "اضطرارياً" بسبب "مشكلة فنية"، قرب مدينة الصدر حيث تدور منذ ثلاثة أيام معارك عنيفة بين القوات المتعددة الجنسيات وميليشيا الصدر. وأوضح الجنرال بيتر شياريللي ان "مروحية من طراز او اتش - 58 دلتا هبطت اضطرارياً شمال غربي مدينة الصدر"، مشيراً الى ان قائديها "سالمان". لكن عدداً من العراقيين ساروا في مدينة الصدر وهم يرفعون خوذة طيار أميركي واجهزة اتصالات وقطعا من حطام انتزعت من الطائرة. وقال بعض السكان انهم اسقطوا الطائرة. وأفاد احد سكان النجف ان طائرتي هليكوبتر أميركيتين هاجمتا مواقع "جيش المهدي" قرب المقابر الأثرية في المدينة. في هذا الاطار، أعربت الاممالمتحدة التي تساعد في التحضير لمؤتمر وطني سيعقد في منتصف الشهر الجاري، في بيان عن استعدادها "لتمديد دورها التسهيلي ليشمل الأزمة الحالية اذا كان هذا مفيداً"، في اشارة الى المعارك بين قوات أميركية وميليشيا الصدر. وأفاد البيان ان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان طالب بأن تستخدم القوة فقط "كملاذ أخير"، ودعا الى "بذل كل جهد حتى في هذه الساعة المتأخرة للتوصل الى وقف لاطلاق النار وحل سلمي". ونقل البيان عن أنان قلقه "البالغ بسبب اتساع نطاق القتال في العراق على مدار أيام ماضية خصوصاً في مدينة النجف المقدسة". في غضون ذلك، أعلن مصدر طبي في مستشفى بعقوبة الحكومي مقتل أحد عناصر الحرس الوطني العراقي واصابة آخر بجروح ليلة اول من امس في انفجار عبوة ناسفة جنوب شرقي بعقوبة شمال شرق. وكشفت الشرطة ان مسلحين ملثمين حاولوا السطو على احد البنوك في شمال بعقوبة، ما ادى الى مواجهات مع قوات أمن عراقية. وأوضح مدير شرطة المقدادية العقيد عامر كامل ان "حوالى 20 مسلحاً ملثماً حاولوا السطو على مصرف الرافدين الحكومي وسط المقدادية". واضاف ان "تبادلاً لاطلاق النار ادى الى اصابة اكثر من عشرة من المهاجمين". في كركوك شمال، أعلنت الشرطة ان طفلاً عراقياً قتل وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة قرب منازلهم وسط المدينة، في وقت عثر على جثة تاجر كردي تعرضت للتشويه. في الوقت ذاته، أوضح العقيد في شرطة كركوك سرحت قادر ان انفجار عبوة ناسفة ادى الى مقتل طفل وجرح ثلاثة آخرين. في موازاة ذلك، أعلن القائد العملياتي للجيش الدنماركي ان دورية دنماركية في جنوبالعراق تعرضت لاطلاق نار من اسلحة مضادة للدبابات وغيرها، من دون ان يسفر ذلك عن وقوع اصابات.