} أعلن الجنرال مارك كيميت ان القوات الأميركية قتلت حوالي 100 من عناصر "جيش المهدي" التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر خلال اشتباكات في بغداد والنجف ليل الثلثاء - الاربعاء. وفيما سادت اجواء من التوتر أمس على النجف بعد سقوط قذيفة هاون على ضريح الامام علي أول من أمس جابت أمس دوريات راجلة مشتركة من القوات الأميركية والشرطة العراقية وسط كربلاء للمرة الأولى. اعلن نائب قائد العمليات العسكرية في قوات "التحالف" الجنرال مارك كيميت أمس ان القوات الأميركية قتلت "عدداً كبيراً جداً" من عناصر "جيش المهدي" التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر خلال اشتباكات في بغداد والنجف ليل الثلثاء - الاربعاء. وقال كيميت ان حوالى 100 من أنصار الصدر قتلوا في مدينة الصدر في ضواحي بغداد، وفي مدينة النجف. في النجف تواصلت الاشتباكات التي اندلعت ليل أول من أمس واستمرت حتى الصباح في مقبرة المدينة. وأعلن مسؤول قسم الطوارىء في مستشفى الحكيم حمزة عبد الحسين ان جثث تسعة قتلى نقلت الى المستشفى الذي استقبل أيضاً 33 جريحاً. وقال شهود ان دبابات اميركية تعززها مروحيات قصفت صباح أمس عناصر "جيش المهدي" الذين يتحصنون في مقبرة النجف ما أدى الى سقوط اربعة قتلى. ورد أنصار الصدر بقذائف "آر بي جي" ومدافع الهاون. على صعيد المفاوضات، زار عدد كبير من شيوخ العشائر النجفية مكتب الشهيد الصدر أمس في النجف وبحث مع الشيخ قيس الخزاعي في الأزمة بين الصدر والقوات الاميركية. وأعرب الخزاعي اثرها عن تشاؤمه بامكان حلها بسبب "تعنت الجانب الأميركي وتصعيده الموقف وضرب العتبات المقدسة وقتل المدنيين". وأكد الشيخ الخزاعي أن القذائف التي استهدفت المرقد الحيدري "أميركية الصنع" داعياً المتخصصين إلى فحصها. وشهدت مدينة الكوفة أمس حال ترقب وحذر في ظل توقع هجوم أميركي محتمل بعدما توغلت القوات الأميركية ليل أول من أمس في المدينة ووصلت إلى جامعي الكوفة والسهلة، ولم تواجه أي مقاومة تذكر. وبحلول الفجر رجعت هذه القوات إلى مواقع تمركزها في المعهد الفني خارج مدينة الكوفة. وكانت قوات "جيش المهدي" أعلنت عبر مكبرات الصوت في جامع الكوفة أول من أمس أن مقاتليها دمروا أربع دبابات أميركية وقتلوا وجرحوا أعداداً من الجنود الاميركيين. كما أعلنوا أن قوات مساندة قوامها 2000 مقاتل انضمت إلى "جيش المهدي" من دون أن يُعلن عن الجهة التي أرسلت هذه القوات. في كربلاء شارك جنود أميركيون في دوريات راجلة مع أفراد من الشرطة العراقية للمرة الأولى، ووصلوا إلى موقع باب قبلة الحسين الذي يبعد نحو 200 متر عن ضريح الامام الحسين. وكانت عناصر "جيش المهدي" أخلت السبت كربلاء من المظاهر المسلحة تحت ضغوط الشارع والعشائر والأحزاب في المدينة. وأعلن الشيخ محمد الاسدي ان "القوات الاميركية اعتقلت خمسة من عناصر جيش المهدي في منطقة الحر" في كربلاء. ودان المنسق العام للشبكة العراقية لثقافة حقوق الانسان والتنمية عبد الحسين شعبان "الاعتداء السافر على مرقد الامام علي في النجف". وندد في بيان تلقته "الحياة" ب "تجاوز قوات الاحتلال على الحرمات والمقدسات خلافاً لاتفاقيات جنيف لعام 1949"، واستنكر "قتل العلماء والاكاديميين"، منتقداً "تدهور أوضاع حقوق الانسان في العراق". الى ذلك، اعلن ضابط في الشرطة العراقية في بعقوبة محمد داود ان ثلاثة عراقيين قتلوا وجرح 18 آخرون، بينهم اربعة من رجال الشرطة، صباح أمس في انفجار سيارة مفخخة في بلدروز 75 كلم شمال شرقي بغداد. وأوضح ان "سيارة مفخخة انفجرت لدى مرور سيارة تقل العقيد علي اسماعيل رئيس مكتب التحقيقات في بعقوبة". وأضاف ان "ثلاثة مدنيين قتلوا وجرح 18 آخرون بينهم العقيد اسماعيل وثلاثة من مساعديه". وفي كركوك اعلن قائد الشرطة العراقية في المدينة اللواء تورهان يوسف ان مواطناً عراقياً قتل واصيبت زوجته الحامل وولداه بجروح عندما اطلق مجهولون النار على سيارتهم مساء الثلثاء وسط المدينة. واضاف ان "عسكريين اميركيين نقلوا الجرحى الى مركز طبي في كركوك ثم نقلوا المرأة الحامل الى بغداد وفي بغداد، افاد النقيب في الشرطة العراقية عباس فاضل ان "عراقيين اصيبا بجروح بعد ظهر أمس في انفجار عبوة ناسفة زرعت عند مدخل جسر الجمهورية" الذي يوصل الى مقر القيادة العامة لقوات "التحالف" في بغداد. وأضاف ان "العبوة كانت تستهدف دورية اميركية لم يصب أحد من أفرادها". على صعيد آخر، أعلن رئيس البعثة الديبلوماسية الاسترالية في العراق نيل ميولز ان بلاده ليست لديها نية لسحب ديبلوماسييها من العاصمة العراقية على رغم انفجار سيارة ملغومة قرب سفارتها الثلثاء. وأوضح ميولز للاذاعة الاسترالية ان "الانفجار كان قريبا جدا لكنه يبعد مسافة عن المكتب. وعليه لا يوجد دليل مباشر على اننا كنا الهدف". الى ذلك، افاد استطلاع للرأي نشرته مؤسسة غالوب الثلثاء ان الاعتداءات التي شملت في الفترة الاخيرة المدنيين والشخصيات التي تتعاون مع "التحالف" حملت غالبية العراقيين على رفض اي علاقة مع الاميركيين خوفاً من اعمال انتقامية. واضاف هذا الاستطلاع الذي شمل 3444 عراقيا، ان 69 في المئة منهم يعتقدون ان اقاربهم في وضع خطر اذا ما تبين انهم يتعاونون مع سلطة "التحالف". وفي المناطق ذات الاكثرية السنية، اعرب 93 في المئة عن تلك المخاوف. وفي بغداد، بلغت النسبة 88 في المئة، وارتفعت الى 97 في المئة في مدينة الصدر الشيعية في بغداد، فيما أجمع الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع في المناطق ذات الاكثرية الكردية ان التعاون مع الاميركيين سيسرع الاستقرار في العراق.