صنفت دورة استوكهولم عام 1912 بأنها منظمة في شكل يدعو إلى الإعجاب، وبدأ فيها استخدام الساعات الإلكترونية. وفاز الأميركي جيم ثورب بمسابقتي الخماسية والعشارية، كما حظي بتقدير الملك غوستاف الذي قدم له تمثالاً وكأساً فضية على هيئة سفينة للفايكينغ. وقال له: "سيدي... إنك أفضل رياضي في العالم". ووفقاً لتقارير معاصرة أجاب ثورب قائلاً: "أشكرك أيها الملك". وبعد مرور ستة أشهر على فوزه ذكرت إحدى الصحف أن ثورب انتهك وضعه كهاوٍ بمشاركته في بطولة للبيسبول أقيمت في نورث كارولينا لأشباه المحترفين عامي 1909 و1910. وكان العقاب قاسياً، إذ حذفت الأرقام التي حققها من سجلات الرياضة، وسحبت منه ميدالياته الذهبية، ومات في شكل مزر في إحدى حدائق كاليفورنيا بعد أن أدمن الكحول. والرياضي العظيم الآخر في استوكهولم كان الفنلندي هانس كولمينين الفائز بسباقي 5 و10 آلاف م واختراق الضاحية. لم تكن مدينة أنتويرب الساحلية ثاني كبرى مدن بلجيكا في حال تسمح لها بإقامة دورة أولمبية عام 1920 بعد الخراب الذي حلّ بها في الحرب العالمية الأولى... وقصدها الأميركيون على متن سفينة شحن صدئة قديمة، وأقام المتبارون في مباني المدارس، وبسبب الأمطار المستمرة لم يكن المضمار مرضياً بوجه عام. وعلى رغم هذه المشكلات، شارك في الدورة بعض أبرز الرياضيين وشهدت أداءً رائعاً من جانبهم. وفاز كولمينين بالماراتون غير أن فنلندياً آخر خطف الأضواء يدعى بافو نورمي. وهو خسر سباق 10 آلاف م لكنه فاز بسباق الضاحية ليحصل على ثاني ميدالية ذهبية بصفته عضواً في الفريق الفنلندي الفائز بلقب الفرق. وكانت الفرنسية سوزان لينغلين المتمردة على التقاليد محط الأنظار إذ لم تخسر سوى تسعة أشواط وفازت بلقب السيدات لكرة المضرب. وفي باريس، مركز العالم المتحضر في عشرينات القرن الماضي والمأوى الموقت لكل من الروائيين، الأميركي أرنست همنغواي والآيرلندي جيمس جويس والرسام والنحات الإسباني بابلو بيكاسو. وعلى رغم موجة حرّ كان يمكن أن تتسبّب في ألا تكون "عاصمة النور" أفضل مكان تقام به الدورة الأولمبية عام 1924، إلا أن الألعاب كانت ناجحة. وكان اللافت فوز نورمي في سباقي 1500 و5000م، علماً بأن 55 دقيقة فقط فصلت بينهما! وفي اليوم التالي، وصلت درجة الحرارة إلى 35 درجة مئوية، لكن نورمي فاز بذهبيتي الفردي والفرق في الضاحية، وحصل على ذهبية خامسة في سباق 3 آلاف م للفرق. وأصبح البريطاني هارولد أبراهامز أول عداء أوروبي يفوز بذهبية100م . وحصل السبّاح الأميركي جوي فايسمولر طرزان على ذهبياته الثلاث الأولى. واحتكر العداؤون الفنلنديون سباقات المسافات المتوسطة والطويلة في دورة أمستردام 1928. وحصل نورمي على آخر ميدالياته الذهبية التسع إثر فوزه في سباق 10 آلاف م، علماً بأنه حلّ ثانياً في ال5 آلاف م للفرق. وشهدت الدورة المشاركة الأنثوية الأولى في ألعاب القوى والجمباز. وبعد انهيار عدد منهن في نهاية سباق 800م، حظّر المسؤولون الذين كانوا يعارضون مشاركة النساء أساساً بطولات السيدات الأولمبية لمنافسات فوق 200م مدة 32 عاماً. وفي إشارة إلى أن الألعاب أصبحت دولية بحق، فازت الهند بأول ميدالية ذهبية لها من أصل ست تحصدها في الهوكي. وحصلت هنغاريا على الذهبية الأولى من أصل سبع على التوالي في منافسات السيف لفرق المبارزة. تحدي الكساد... والعنصرية وفي تحدّ للكساد الذي دفع ربع الأميركيين للبقاء من دون عمل نظمت لوس أنجليس عام 1932 دورة ناجحة شهدت حضوراً لنجوم هوليوود" إذ حرص الممثلون ويل روجيرز وغاري كوبر وكلارك غايبل على متابعة منافساتها ميدانياً. وللمرة الأولى يقيم الرياضيون في قرية أولمبية وكان هذا للرجال فقط وتحت حراسة خيالة يمتطون الجياد ويدورون حول سورها لحمايتها. وتألقت الأميركية الناشئة بيب ديدريكسون وبلغت النهائي في منافسات السيدات الخمس كلها التي كانت تنظم آنذاك في ألعاب القوى. ولكن سمح لها بالمشاركة في ثلاث منها فقط. وهي فازت بسباق الحواجز مسجلة رقماً قياسياً عالمياً، وجاءت في المركز الثاني في الوثب العالي، كما فازت في رمي الرمح. وأثبت جيسي أوينز وهو حفيد عبد أميركي عدم صحة آراء الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر بتفوق الجنس الآري، إذ فاز بذهبيات 100 و200 والبدل 4 مرات 100م والوثب الطويل، عام 1936 في برلين. وشهدت الدورة ظهور عدد من العناصر التي تعدّ من السمات التقليدية للألعاب حالياً، إذ نظمت للمرة الأولى جولة لشعلة الأولمبياد، انطلاقاً من أولمبيا في اليونان. كما عرضت المنافسات للمرة الأولى على شاشات تلفزيونية كبيرة "نصبت" في شوارع المدينة. واستعد الرياضيون الألمان للألعاب بقوة، وكان ينظر النازيون إلى المنافسات على أنها جزء من ميدان المعركة. وفي دورة "تسللت" إليها السياسة فاز الكوري كي تشونغ سون في الماراتون. وكانت بلاده محتلة آنذاك من اليابان، واضطر إلى المنافسة تحت راية الاحتلال، وحمل اسم كيتي سون. أما الأميركية ماجوري غسترينغ 13عاماً ففازت بذهبية الغطس لتصبح أصغر لاعبة تفوز بميدالية حتى يومنا هذا.