في دوري لندن 1948، بلغ طول قامة الأميركي دي بيترو الفائز بذهبية وزن الديك في رفع الأثقال 1.42م، بينما بلغ طول مواطنه كورلاند لاعب كرة السلة 2.12م. وشكل الفارق بين القامتين رقماً أولمبياً غير رسمي. وخاض العداء التشيخوسلوفاكي الفذ إميل زاتوبيك للمرة الأولى الألعاب الأولمبية، واسترعى الأنظار بطريقته الغريبة في الجري إذ كان يتمايل من جنب إلى آخر متجهم الوجه، ما يوحي للمشاهدين والمتابعين بأنه سينسحب بين لحظة وأخرى. لكن عندما راح يتخطى منافسيه في طريقه إلى الذهب في سباق 10 آلاف م أدرك الجميع أن نجماً جديداً ظهر في سماء المسافات الطويلة. وعلى مدى 40 عاماً فصلت بين دورتي لندن 1908 و1948، مثل الدكتور إيفان أوسبير الدنمارك في سبع دورات باستثناء "برلين 1936" في مسابقات المبارزة، وحصد فضية الحسام في دورة استوكهولم 1912. تعمدت اللجنة المنظمة لدورة هلسنكي 1952 أن يصل ارتفاع البرج الأولمبي في الاستاد الرئيس إلى 71،72 م، وهي المسافة التي حققها ماتي يارفينين في رمي الرمح حين فاز بذهبية المسابقة في دورة لوس أنجليس عام 1932، وأصبح أول من يتجاوز حاجز ال70م... وسعد المتفرجون برؤية العداءين الفذين الاسطوريين بافو نورمي "الفنلندي الطائر" يسلم الشعلة إلى "العظيم" هانز كولماينين الذي أوقدها في المرجل في أعلى البرج. وبعد غياب 40 عاماً عاد الروس إلى المنافسات الأولمبية عبر الاتحاد السوفياتي الذي حصد أولى الميداليات الذهبية بفضل بطلة رمي القرص نينا روماشكوفا 51.42 م. وكان الانتصار ثلاثياً إذ أحرزت إليزافيتا باغرانتسيفا الفضية ونينا دومبازدي البرونزية. أما زاتوبيك "القاطرة البشرية" فشمّر عن ساعديه وفاز بالذهب في الخمسة آلاف م والعشرة آلاف م والماراثون، كما اعتلت زوجته دانا منصة التتويج إثر فوزها بذهبية رمي الرمح 50.47م. وكانت المرة الوحيدة التي يفوز فيها زوجان بذهب ألعاب القوى الأولمبي.