سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استشهاد 3 فلسطينيين وجرح 15 آخرين واعتقال العشرات في الضفة والقطاع . قوات الاحتلال تعزز وجودها في شمال قطاع غزة تمهيداً لاجتياح مخيم جباليا وسط مخاوف من مجازر
عزز الجيش الاسرائيلي قواته في شمال قطاع غزة، دافعاً الى المنطقة المزيد من آلياته ودباباته وجنوده، في مؤشر جديد الى احتمال توسيع نطاق عملية "درع امامي" العسكرية لتشمل مخيم جباليا للاجئين، وهو الأمر الذي يتخوف من حدوثه الاسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء، لأن من المتوقع ارتكاب مجازر في المخيم. واستشهد الفتى الفلسطيني جاسم صالح المطوّق 18 عاماً في بلدة جباليا بقذائف أطلقتها دبابة إسرائيلية. وأعلنت مصادر عسكرية اسرائيلية أن الجيش "شرع في تعزيز قواته في شكل كبير شمال القطاع، اضافة الى القوات التي كانت وما زالت تسيطر على بلدة بيت حانون حيث أرسل جنود وآليات عسكرية ثقيلة الى مخيم جباليا للاجئين"، في اشارة الى التوغل في الاطراف الشمالية والشرقية للمخيم أمس. وأضافت المصادر ذاتها في التصريحات التي نشرها موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الالكتروني ان "القوات الاسرائيلية تعزز مواقعها حالياً على مشارف مخيم جباليا". ولم تستبعد مصادر في الجيش الإسرائيلي "امكان التوغل في المخيم لمحاربة المسؤولين عن اطلاق صواريخ قسام على بلدة سديروت". لكن المصادر ذاتها اعترفت بان هذه الخطوة ذات مخاطر كبيرة. كما يخشى الفلسطينيون اجتياح المخيم، ليس تحسباً لمواجهة قاسية محتملة مع قوات الاحتلال، بل خشية ان يرتكب الجيش الاسرائيلي مجزرة كبيرة مماثلة لمجزرتين سابقتين في المخيم، يذهب ضحيتها أعداد كبيرة من المدنيين، خصوصاً بعدما أبدت الاجنحة المسلحة للفصائل استعداداً قوياً للدفاع بشراسة عن المخيم الأكبر في القطاع، وزرعت متفجرات وأقامت سواتر ترابية. في هذا الاطار، نقل موقع صحيفة "هآرتس" العبرية على الانترنت عن أوساط عسكرية اسرائيلية رفيعة المستوى تشكيكها في جدوى توسيع جيش الاحتلال نطاق اجتياحه لقطاع غزة واحتلال مواقع في مخيم جباليا بهدف الحؤول دون قصف بلدة "سديروت". وترى هذه الاوساط انه على رغم اجتياح بيت حانون ومحاصرتها منذ اكثر من شهر، ما زالت حوافز الفلسطينيين لمواصلة قصف "سديروت" عالية "ليثبتوا ان الغلبة لهم". ورأت وجوب التوصل الى تفاهمات مع أجهزة الأمن الفلسطينية للتعاون من أجل وضع حد لاطلاق الصواريخ. ويأتي التصعيد الاسرائيلي في شمال القطاع، في وقت واصلت قوات الاحتلال عدوانها على المنطقة طوال ساعات الليل والنهار. وأطلقت مروحيات اسرائيلية من نوع "اباتشي" الاميركية الصنع فجر امس صاروخاً في اتجاه منطقة تل الزعتر عند الطرف الشمالي لمخيم جباليا، ما ادى الى اصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح. كما أصيب حوالي 17 آخرين في حوادث متفرقة. واصيب في بلدة بيت حانون أم وطفلاها بجروح أيضاً. ودمرت جرافات الاحتلال أسوار منزلين يقعان شمال تل الزعتر، كما جرفت المزيد من الاراضي الزراعية. وأصدر مركز "الميزان" لحقوق الانسان تقريراً جاء فيه ان قوات الاحتلال قتلت في بلدة بيت حانون المحاصرة منذ 38 يوما على التوالي 16 مواطناً، ودمرت 200 منزل كلياً و280 جزئياً، وجرفت نحو 3800 دونم، ودمرت ست منشآت و10 سيارات و13 ورشة ومصنعاً وست مزارع ابقار واغنام ودواجن، وردمت ست آبار لمياه الشرب والري. وفي جنوب القطاع، واصلت قوات الاحتلال عمليتها العسكرية في مخيم يبنا جنوب مدينة رفح لليوم الثاني على التوالي. وقالت مصادر طبية وشهود ل"الحياة" إن قوات الاحتلال قتلت الشاب جهاد البس 19 عاماً اثناء مواجهات مسلحة معها في المخيم. واضافت المصادر ان قوات الاحتلال نسفت منزلين بالمتفجرات أمس، مشيرة الى ان قوات الاحتلال تواصل هدم المنازل ونسفها، لكن من غير المعروف عددها حتى الآن. وفي شمال الضفة الغربية، اجتاحت قوات الاحتلال مدينة نابلس فجراً وانسحبت منها قبل الظهر، لتعود وتتوغل فيها مرة اخرى بعد الظهر وتقتل شاباً. وأفادت مصادر فلسطينية ان المواطنين اكتشفوا أمر وحدات اسرائيلية خاصة كانت تختبئ في عمارة العنبتاوي في المدينة، وأبلغوا رجال المقاومة الذين اشتبكوا معها لفترة من الوقت. وأوضحت ان رصاصة اصابت رأس الشاب عوض حشاش 29 عاماً فاردته قتيلاً، كما أصيب ثلاثة مواطنين آخرين من بينهم طفل في ال14 من عمره. وكانت قوات الاحتلال اجتاحت احياء رأس العين ورفيديا والبلدة القديمة في المدينة فجراً واعتقلت ثلاثة مواطنين من بينهم القائد العسكري ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" في المدينة وجدي جودة ومرافقه ساطع عبدالهادي من احدى البنايات التي حاصرتها. كما اجتاحت قوات الاحتلال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية. وقالت مصادر محلية ان قوات الاحتلال اجتاحت مناطق بيت ايل وعين مصباح ورام الله التحتا وشارع الارسال. واشارت الى ان قوات الاحتلال اقتحمت مبنى النادي الاسلامي وصادرت محتوياته واغلقته نهائياً، قبل ان تفجر ابواب عدد من المحلات التجارية في المنطقة وتنسحب منها. كما هدمت قوات الاحتلال خمسة منازل في بلدة عزون عتمة قرب قلقيلية شمال الضفة. الى ذلك، قالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال اعتقلت اربعة فلسطينيين في مدينة الخليل جنوب الضفة، وأربعة اخرين من بلدة الظاهرية جنوب الخليل. في المقابل، ذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي اعتقل تسعة فلسطينيين في الضفة الغربية. في هذه الاثناء، ابلغت اسرائيل السلطة الفلسطينية بانها لن تسمح لرجال الشرطة واجهزة الامن الفلسطينية بحمل السلاح في شوارع مدينة طولكرم شمال الضفة. وقال مدير الأمن الوقائي في المدينة العقيد ماهر دويكات في تصريحات صحافية ان الاسرائيليين هددوا باقتحام وتدمير اي مقر يعلمون بوجود سلاح فيه. وكان رئيس الوزراء احمد قريع "ابو علاء" اعلن اول من امس ان السلطة قررت نشر رجال الشرطة في مدن الضفة لفرض الامن والنظام في ظل حال من الفوضى والانفلات الامني.