تواصلت الادانات عربياً ودولياً أمس، للاعتداءات التي استهدفت كنائس مسيحية في انحاء العراق الاحد الماضي، في وقت شيع المئات من ابناء الطوائف المسيحية قتلاهم وسط مشاعر حزن وغضب. في سورية، دانت الطوائف المسيحية والاسلامية الهجمات، معتبرة انها "جريمة نكراء لا تخدم الا أعداء الامة العربية". ودان "مجلس كنائس الشرق الاوسط" و"المنتدى الاسلامي العالمي للحوار" في دمشق في بيان هذه "الجريمة البشعة في حق اماكن العبادة والمتعبدين في العراق". وزاد البيان ان هذه الهجمات "جريمة نكراء لا تخدم الا اعداء الامة العربية والمتربصين بأمنها واستقرارها وسيادتها ووحدة شعوبها وتعايشهم الآمن". وأعرب المجلسان عن "مواساتهما وتعاطفهما وتضامنهما مع الضحايا وذويهم"، ودعا "العقلاء والحكماء المسلمين والمسيحين" الى "التحلي بروح اليقظة والتنبه والتعاون والتضامن لقطع الطريق على من يريد اشعال نيران الفتنة بينهم". في موازاة ذلك، ودعا بطريرك انطاكية وسائر المشرق للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم مار اغناطيوس زكا الاول عيواص الشعب العراقي الى "الاتحاد حول الوطن الواحد وحماية التعايش الاخوي بين جميع العراقيين". واكد ان التفجيرات التي استهدفت الكنائس المسيحية في العراق "بعيدة عن مناقب واخلاق الشعب العراقي ولا تخدم الا اعداء العراق والطامعين في ارضه وثرواته". في الوقت ذاته، أعلن الفاتيكان ان اللجنة الكاثوليكية - الاسلامية دانت الاعتداءات التي تستهدف المصلين المسيحيين والمسلمين في العراق. وجاء في بيان وقعه رئيسا اللجنة مايكل فيتزجرالد وحمد بن أحمد الرفاعي ان "أعمال العنف هذه تدنس الاسم المقدس لله والدين الحقيقي". في لبنان، تواصلت ردود الفعل المستنكرة استهداف أماكن العبادة في العراق. ورأى "حزب الله" ان الاعتداءات التي طاولت كنائس وأودت بحياة مدنيين "تشكل انتهاكاً صارخاً للقيم والمبادئ الدينية والانسانية"، معتبراً "انها من فعل الايادي التي تحاول العبث بوحدة العراقيين واستقرارهم، وهي محاولة لإشعال فتنة مذهبية وطائفية تشغل الشعب العراقي عن قضيته وتحول بينه وبين تقرير مصيره بإرادة أبنائه بعيداً من هيمنة الاحتلال". وأضاف في بيان: "اننا على يقين بأن الشعب العراقي يمتلك من الوعي والحكمة ما يجعله يفوت الفرصة على مرتكبي هذه الافعال التي لا تخدم الا المشاريع الصهيونية في المنطقة". وحذر المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله من "إثارة الحساسيات والمشاعر الطائفية في المنطقة"، معتبراً الهجوم على الكنائس "جزءاً من الهجوم على دور العبادة والعتبات المقدسة واغتيال الرموز الدينية من السنة والشيعة والرموز الرسمية السياسية، الأمر الذي يشير الى الجماعات المتعصبة المتطرفة المتخلفة والى خلفياتها الاستخباراتية التي تتحرك في شكل غير مباشر في خطة تدميرية للشعب العراقي والمنطقة، وفي الخطة الاسرائيلية التي لا تبتعد عن التنسيق مع الاستخبارات المركزية الأميركية ليبقى العراق خاضعاً للألاعيب الصهيونية وللأمن الاميركي". ودعا العراقيين جميعاً الى ان "يؤكدوا وحدتهم الوطنية ضدّ هذه الجماعات المتخلفة خصوصاً ان العراقيين لم يدخلوا في فتنة طائفية او مذهبية في تاريخهم". في هذا الاطار، دان "منتدى الفكر العربي" الذي يرأسه الامير الحسن بن طلال عم العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، الاعتداءات على كنائس مسيحية في العراق، معتبراً انها "مؤامرة خبيثة مخطط لها لاثارة شرارة الفتنة" بين العراقيين. واعلن المنتدى في بيان ان "استهداف الكنائس المسيحية في هذا الشكل المنظم وفي يوم اقامة الصلوات يرمي، من دون شك، الى زعزعة التلاحم والتعايش التاريخي الذي عرفه العراقيون وهو مؤامرة خبيثة مخطط لها لاثارة شرارة الفتنة" بينهم. واشار الى وجود "يد شر خفية هي بالتأكيد خارجية لا تريد لهذا البلد الغالي ان ينعم بالسلم والاستقرار"، داعياً "ابناء الامة جميعاً الى الوقوف صفاً مرصوصاً ضد القوى الباغية ما ظهر منها وما استتر". في غضون ذلك، وسط مشاعر الحزن والغضب شيعت احدى الاسر المسيحية في بغداد جنازة اثنين من افرادها لقيا حتفهما يوم الاحد الماضي عندما كانا يؤديان الصلاة في احدى كنائس العاصمة العراقية. وقال احد المشيعين ان نمير نذير جرجيس وهو عقيد في الشرطة العراقية وابنه رافد البالغ من العمر 10 سنوات لقيا حتفهما اثناء وجودهما داخل الكنيسة. وتجمع العديد من أهالي وأصدقاء القتيلين، اضافة الى عدد كبير من افراد الشرطة زملاء جرجيس الذين راحوا يطلقون العيارات النارية في الهواء. ودفن القتيلان في مقبرة الكلدان التابعة للكنيسة.