اتهم خطباء الجمعة في العراق الأجهزة الأمنية بالتقصير في حادثة اقتحام كنيسة «سيدة النجاة» وتفجيرات الثلثاء الرهيبة اللتين أوقعتا مئات الضحايا. وحمل السيد مهدي الصافي، خطيب الصحن الحسيني ممثل المرجع الشيعي الأعلى السيد على السيستاني في كربلاء مسؤولية تدهور الوضع في بغداد لقادة الأجهزة الأمنية. وقال إن «ما حدث كارثة إنسانية يتحمل وزرها القائمون على إدارة الملف الأمني لأن هذه الحوادث أخذت تتكرر». وشدد على ضرورة «إجراء دورات تدريبية للأجهزة الأمنية وتعليمها الأساليب العملية في تعقب الجماعات المسلحة». ودعا «قوات الأمن الى المزيد من الحيطة والحذر»، ودعاها إلى «عدم الاطمئنان الى تحسن الوضع لبرهة من الوقت فعلى رجل الأمن أن يكون متيقظاً حرصاً على أمن المواطنين». وتابع إن «التفجيرات التي شهدتها بغداد الأسبوع الماضي تحمل بصمات جهات إقليمية تحاول تحريك الملف الطائفي من خلال استهدافها شريحة معينة من المجتمع العراقي لتحقيق بعض الأهداف السياسية». واعتبر خطباء آخرون حادثة كنيسة سيدة النجاة «إساءة واضحة إلى الإسلام وابتعاداً سافراً عن مبادئه السامية»، وحضوا الناس «على التمسك بوحدتهم للوقوف في وجه المؤامرة التي تستهدف العراقيين بمختلف أديانهم وطوائفهم». وقال الشيخ محمود الفلاحي، خطيب وإمام جامع أم القرى إن «الإسلام يحرم الاعتداء على بيوت الله وعلى الطائفة المسيحية المسالمة في البلاد، من قام بتنفيذ الاعتداء أساء الى مبادئ وقيم الدين الإسلامي وخرج عنها». وأكد أن «الإسلام يؤمن بجميع الديانات، وما حصل في الكنيسة هو مؤامرة تستهدف المسيحيين والمسلمين على حد سواء»، مطالباً «الحكومة باتخاذ التدابير اللازمة لحماية دور العبادة في البلاد». واستنكر الفلاحي التفجيرات التي أوقعت قرابة 400 ضحية بين قتيل وجريح الثلثاء الماضي، وقال إن «الجهات التي نفذت تلك التفجيرات تسعى الى إيقاظ الفتنة الطائفية التي وأدها العراقيون بتلاحمهم وإيمانهم». وطالب «الناس بالتصدي لهذه الفتنة وعدم الانقياد وراء أهدافها المقيتة»، مشيراً الى «ضرورة التلاحم بين أطياف الشعب العراقي لإجهاض مشاريع الفتنة التي تسعى تلك الجهات الى زرعها في البلاد». وطالب الشيخ علي الحسين، خطيب وإمام جامع سعاد النقيب في العامرية السياسيين بالتصدي للفتن الناتجة من تدهور الوضع الأمني في البلاد. وقال إن هناك «أطرافاً تسعى الى إعادة مجازر الدم الطائفية وزج البلاد في حروب لا تنتهي وعلى السياسيين تحمل الجزء الأكبر من المسؤولية في هذا المجال». وأضاف أن على «الحكومة أن تضع نصب عينيها الأمن في البلاد وأن تمنحه أولوية على باقي الملفات». واستنكر الحسين الاعتداء الذي طاول كنيسة سيدة النجاة وقال إن «الإسلام بعيد عن أفعال المجرمين الذين نفذوا الاعتداء»، مشيراً الى «ضرورة التعايش السلمي بين مختلف الطوائف والاديان».