أعلنت الضابط الأميركية التي كانت مسؤولة عن سجن أبو غريب في بغداد أمس ان انتهاك حقوق السجناء العراقيين كان يتم اخفاؤه عنها في عملية تستر قد يكون البيت الابيض أو وزارة الدفاع متورطين بها. وأكدت وزارة الدفاع الدنماركية أن عدداً من جنودها يخضعون للتحقيق في تعذيب السجناء العراقيين. وكشفت إحدى الصحف أن المتهم الرئيسي ضابط امرأة تدعى انيميتي هومل. وقالت الجنرال جانيس كاربينسكي قبل مثول مجندة أخرى تمثل شخصية محورية في فضيحة اساءة معاملة السجناء أمام محكمة عسكرية، إن انتهاك حقوق السجناء العراقيين واذلالهم أخفي عنها عن عمد. وأضافت في تصريح إلى "هيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي ان "شاهداً يعتمد عليه للغاية أفاد في تصريح إلى أنه لم يتم اخطاري بأي من الاجتماعات التي عقدت لمناقشة عمليات التحقيق فحسب، بل ان اجراءات بعينها أيضاً اتخذت لضمان عدم دخولي تلك المنشآت، واطلاعي على معلومات عن تفاصيل متعلقة بالتحقيقات في أبو غريب أو أي مكان اخر". وكانت كاربينسكي مسؤولة عن الشرطة العسكرية التي كانت تدير سجون العراق في الوقت الذي تم التقاط صور تظهر اساءة معاملة السجناء، وأوقفت عن العمل ولكن لم توجه اليها اتهامات. وأضافت ان الذين كانوا على "علم كامل" بما كان يجري في أبو غريب كانوا يعملون لمنعها من اكتشاف الحقيقة. وعندما سُئلت عما إذا كان التستر يعني تورط البيت الابيض أو وزارة الدفاع، قالت: "لم أطلع على الأقوال، ولكن المؤشرات توضح احتمال ذلك". وأثارت صور أفراد الشرطة العسكرية الأميركية وهم يسيئون معاملة سجناء في أبو غريب واتهامات باساءة معاملة جنود بريطانيين ومن جنسيات أخرى للسجناء الغضب العربي والدولي، ما أضر بجهود الرئيس جورج بوش لتحقيق الاستقرار في العراق. وفي بريطانيا قال شاهد عراقي في جلسة في الاسبوع الماضي إن جنوداً بريطانيين عذبوا محتجزين بضربهم وركلهم وسكب مياه مثلجة عليهم. وصرحت كاربينسكي إلى "بي بي سي" بأنها لم تشهد بنفسها واقعة اساءة معاملة في أبو غريب أو في أي من السجون التي كانت تشرف عليها. وأكدت أن قائداً في الاستخبارات العسكرية قال لها إن المحتجزين ينبغي ان يعاملوا "مثل الكلاب". في كوبنهاغن، أعلن ناطق باسم القيادة العامة للجيش الدنماركي أمس أن جنوداً يخضعون حالياً لتحقيق عسكري للاشتباه في انهم اساؤوا معاملة سجناء عراقيين. وكانت القيادة العامة أعلنت أنها فتحت تحقيقا مع ضابط متهم بسوء معاملة السجناء. وصرح الناطق العسكري الكولونيل هانس كريستيان ماتيسن "ان الأمر لا يتعلق بشخص واحد ... بل بعدد من أشخاص متورطين في القضية"، مشيراً إلى أن التجاوزات التي سجلت كانت "معتدلة" الطابع. وأكدت صحيفة "اكسترا بلاديت" الدنماركية، التي كشفت القضية الاولى، أمس، أن الضابط المتهم امرأة تدعى انيميتي هومل، تعتبر "أحد الضباط الأكثر خبرة ... وهي متخصصة في تقنيات الاستجواب". ورفض الناطق أن يؤكد هوية الضابط، واضاف: "ان المتهمين والذين ابلغوا عنهم" استجوبهم في الكويت مفتشون عسكريون وسيرفعون تقريرهم "في غضون شهر". وقال إن الجنود الذين "ابلغ عنهم رفاق لهم" متهمون برفض اعطاء الماء للسجناء وابقائهم لساعات في اوضاع غير مريحة ومؤلمة. وعلق ماتيسن على ذلك قائلاً: "حتى وان اعتبرت هذه التجاوزات معتدلة، فهي غير مقبولة على الاطلاق". أما وزير الدفاع سورن غادي، الذي انتقد بشدة في الماضي عمليات التعذيب التي مارسها جنود أميركيون في العراق، فأكد ان مرتكبي التجاوزات سيعاقبون اذا ثبتت ادانتهم. وتنشر الدنمارك في العراق قوة من 500 جندي في منطقة البصرةجنوب وهم يعملون تحت قيادة بريطانية. أما السجناء الذين يعتقلهم الدنماركيون، فيتم تسليمهم الى الشرطة العراقية في حال جرائم الحق العام، أو الى القوات البريطانية.