تستمر واشنطن في العمل وعلى أكثر من جبهة لزيادة الضغوط على النظام السوري، وبالتنسيق مع الجانب التركي الذي كان التقى المعارضة السورية في نيويورك وتم تأكيد أن «جميع الخيارات مطروحة» وأن أنقرة ستتجه إلى تكثيف العقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد وقطع علاقتها بالكامل معه. وقال عضو المجلس الوطني السوري أسامة منجد ل «الحياة» إنه التقى وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بالوفد التركي في نيويورك والذي يترأسه رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان ومعه وزير الخارجية داود أوغلو. وأضاف منجد أنه كان هناك لقاء مقتضب مع أردوغان، ولقاءات مطولة مع مستشاريه وقيادات في حزب العدالة والتنمية، وأكد المعارض السوري أن الحديث كان حول الدور التركي الجديد وآليات مساعدة سورية في المرحلة الانتقالية والذي تتخوف تركيا من أن تكون «بشعة»، واعتبر أن أنقرة تتعامل مع «الملف في شكل هادئ ورصين وجميع الخيارات على الطاولة». ومن ضمن الخيارات، تحدث منجد عن عقوبات تجارية سيعلن عنها أردوغان ضد الحكومة السورية «خلال أيام» تطاول قطاع التبادل التجاري والذي تخطى ال2.2 بليون دولار بين الدولتين في ال2010. وعزا منجد هكذا خطوة إلى فقدان أردوغان ثقته بالأسد، وقيام الحكومة السورية باستخدام الشحنات التجارية لاستيراد أسلحة إلى الداخل. وتوقع أن يتم الإعلان عن هكذا إجراءات خلال زيارة قريبة سيقوم بها أردوغان لمخيمات اللاجئين السوريين في منطقة أتاي على الحدود. كما نقل منجد عن الجانب التركي استياء بالغاً من الأسد لتشويهه صورة أنقرة في الداخل السوري، و «لتخويف الضباط السوريين» وأكد أن أنقرة ليس لها أي علاقة أمنية أو سياسية بتسليم منشقين من الجيش للسلطات السورية. وقال منجد إن الاستعدادات تمضي لفتح مكتب للمجلس الوطني السوري في تركيا، وتعزيز التواصل بين الجانبين. ويأتي التأكيد بأن الخيارات جميعها على الطاولة في وقت قالت واشنطن إن الحملة المتصاعدة التي يشنها الجيش فجرت مقاومة مسلحة وإن استمرار الحملة يغير من آلية الاحتجاجات. وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر إنه «ليس مفاجئاً بالنظر إلى مستوى العنف على مدى الشهور الماضية أن نرى الآن... أعضاء من المعارضة يبدأون استخدام العنف ضد الجيش كتصرف للدفاع عن النفس». ودعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الاثنين الصينَ إلى تقديم دعم قوي لتحرك مجلس الأمن الدولي في شأن سورية، وذلك خلال لقائها نظيرها الصيني يانغ جايشي أول من أمس، وفق ما أعلن مسؤول أميركي كبير. وقال المسؤول في الخارجية الأميركية للصحافيين رافضاً كشف هويته إن اللقاء بين كلينتون ونظيرها الصيني «شدد على الحاجة إلى قرار قوي لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف العنف» في سورية. وتابع المسؤول «أعتقد أنه أمر سليم التأكيد أن وزير الخارجية الصيني يانغ فهم ودعم فكرة أن يقوم مجلس الأمن بخطوة إضافية، وقد توافقا على أن يعمل سفيرانا على هذه المسألة في الأيام المقبلة».