استعدت مدينة نيويورك لاستضافة مؤتمر الحزب الجمهوري بخوف مزدوج من إرهاب خارجي وفلتان أمني داخلي تطلقه التظاهرات احتجاجاً على المرشح الجمهوري الرئيس جورج دبليو بوش. واستبقت المؤتمر، الذي يفتتح رسمياً يوم الاثنين، تظاهرات في مختلف أنحاء المدينة، من عراة أمام مركز المؤتمر في حديقة "ماديسون سكوير"، إلى أمهات على جسر "بروكلين بريدج"، إلى يافطة على أحد أشهر فنادق المدينة فندق "بلازا" باتجاه سير متعاكسين، احداهما نحو "الحقيقة" والأخرى نحو "بوش". هذا الى جانب التظاهرة الأكبر التي نظمتها مجموعة "متحدون من أجل السلام والعدالة"، والتي كان متوقعاً ان يشارك فيها أمس الجمعة أكثر من ربع مليون نسمة. واعتقل يوم الخميس وحده ثلاثة اضعاف عدد المعتقلين في التظاهرات اثناء مؤتمر الحزب الديموقراطي في بوسطن الشهر الماضي واختلفت أولويات المتظاهرين، اذ ركز بعضهم على القضايا الداخلية، بينها الاقتصادية وسياسات ادارة بوش حيال زواج الجنس الواحد، وركز البعض الآخر على معارضة حرب العراق والسياسة الخارجية للادارة، وسجلت الأكثرية اعتراضها على بوش وادارته باتهامه ب"تضليل" الأميركيين و"خداعهم" . واستعدت المدينة، بتعليمات من عمدتها مايكل بلومبرغ، للتعامل مع المتظاهرين بحزم ووفرت دائرة البوليس حوالى 300 "فيسبا" ايطالية جديدة الى جانب الأحصنة والكلاب لتوفير الحماية وخصص 20 ألف شرطي للمؤتمر الذي تشارك فيه وفود تحشد نحو 50 ألف شخص. وحسب استطلاع اجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة CBS، فإن نصف النيويوركيين يخشى ما سيأتي به مؤتمر الحزب الجمهوري سواء بصورة ارهاب خارجي أو على شكل عنف داخلي اثناء التظاهرات. وينتهي مؤتمر الحزب الجمهوري ليل الخميس المقبل بخطاب قبول جورج دبليو بوش الترشيح رسمياً. وخطط منظمو المؤتمر لمنصة مخصصة فقط لبوش تنطلق من وسط الوفود المشاركة بهدف اظهار بوش رجلاً قوياً "مستعداً للوقوف بمفرده"، حسب مستشاره الاعلامي مارك ماكينون. عنوان المؤتمر "شجاعة أمة" بين نجومه عمدة نيويورك أثناء هجوم 11 ايلول سبتمبر على نيويورك رودي جولياني والسناتور جون ماكاين وزوجة نائب الرئيس لين تشيني، وابنتا بوش باربرا وجيني، وحاكم كاليفورنيا ارنولد شوارتزينغر. المتظاهرون يسعون الى تسجيل احتجاجهم ولفت النظر. وهم يركزون على "قائمة المكروهين" داخل الادارة الجمهورية. وهي تضم نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع رونالد رامسفيلد ووكيله بول ولفوفيتز ووزير العدل جون اشكروفت.